إيران تؤكد وواشنطن تنفي اتفاقا لتبادل السجناء

مصادر إيرانية تقول إن دولتين بالمنطقة تشاركان في سلسلة من محادثات غير مباشرة بين طهران والولايات المتحدة لإطلاق سراح سجناء.
طهران تبذل منذ سنوات جهودا للإفراج عن أكثر من 12 إيرانيا محتجزين في الولايات المتحدة
الإدارة الأميركية تتهم النظام الإيراني باختلاق مزاعم ستزيد في حزن عائلات المحتجزين لديها

طهران - أعلنت إيران أنها توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة يقضي بتبادل السجناء، بينما نفت واشنطن ما أسمتها "مزاعم" المسؤولين الإيرانيين، مؤكدة التزامها العمل على الإفراج عن رعاياها الذين تحتجزهم الجمهورية الإسلامية، فيما يأتي هذا التطور في غمرة توتر لا يهدأ بين الولايات المتحدة وطهران على خلفية تعثر مباحثات إحياء الاتفاق النووي وبالتزامن مع المعطيات الأخيرة التي تفيد باقترابها من صنع قنبلتها الذرية وتهديد الإدارة الأميركية بوضع حدّ للتهديدات الإيرانية بالمنطقة.

ودأبت طهران على اتهام أعداء أجانب من الولايات المتحدة وإسرائيل ببث الفوضى في البلاد من خلال تأجيج الاحتجاجات وتحملهما مسؤولية أي اضطرابات تشهدها الجمهورية الإسلامية، بما في ذلك حوادث التسميم الأخيرة التي استهدفت آلاف التلميذات الإيرانيات.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان اليوم الأحد "توصلنا إلى اتفاق في الأيام الأخيرة فيما يتعلق بقضية تبادل سجناء بين إيران والولايات المتحدة وإذا سارت الأمور على ما يرام من الجانب الأميركي أعتقد أننا سنشهد تبادلا للأسرى في فترة وجيزة"، مضيفا "من ناحيتنا كل شيء جاهز، في حين تعمل الولايات المتحدة حاليا على التنسيق الفني النهائي"، في حين قالت مصادر إيرانية إن دولتين بالمنطقة تشاركان في سلسلة المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن لإطلاق سراح سجناء.

ومن بين الأميركيين العديدين المحتجزين في إيران سياماك نمازي وهو رجل أعمال يحمل الجنسيتين الأميركية الإيرانية وصدر في عام 2016 حكم بسجنه عشر سنوات بتهمة التجسس والتعاون مع الحكومة الأميركية وكذلك عماد شرقي وهو رجل أعمال إيراني أميركي اعتُقل أول مرة عام 2018 عندما كان يعمل في شركة استثمار تكنولوجي، بالإضافة إلى عالم البيئة الإيراني الأميركي مراد طهباز الذي يحمل الجنسية البريطانية إلى جانب الجنسيتين الأميركية والإيرانية.

وسعت طهران على مدى سنوات إلى الإفراج عن أكثر من 12 إيرانيا محتجزين في الولايات المتحدة، بينهم سبعة إيرانيين أميركيين مزدوجي الجنسية وإيرانيان يحملان إقامة دائمة في الولايات المتحدة وأربعة إيرانيين ليس لديهم وضع قانوني في الولايات المتحدة.

ونفى مسؤول بالبيت الأبيض اليوم الأحد صحة ما أوردته إيران عن توصل واشنطن وطهران إلى اتفاق لتبادل الأسرى وقال إن الولايات المتحدة ملتزمة بضمان الإفراج عن الأميركيين المحتجزين في الجمهورية الإسلامية.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض "مزاعم المسؤولين الإيرانيين عن توصلنا إلى اتفاق للإفراج عن المواطنين الأميركيين المحتجزين بطريق الخطأ لدى إيران كاذبة"، مضيفا "لسوء الحظ لن يتردد المسؤولون الإيرانيون في اختلاق الأمور وسوف تؤدي المزاعم القاسية الأخيرة إلى المزيد من الحزن لعائلات سياماك نمازي وعماد شرقي ومراد طهباز".

بدوره وصف المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس تصريحات وزير الخارجية الإيراني بأنها "كذبة بشعة أخرى تزيد من معاناة أسر السجناء"، مضيفا "نعمل بلا كلل لتأمين الافراج عن الأميركيين الثلاثة المعتقلين بدون وجه حق في إيران".

وتحتجز إيران العشرات من مزدوجي الجنسية ووجهت للعديد منهم تهما تتعلق بالجوسسة وتمويل الاحتجاجات وتأجيجها لاستهداف استقرار البلاد والعمل على إسقاط النظام، فيما تؤكد منظمات حقوقية أن هؤلاء المعتقلين أبرياء وتتخذهم طهران "رهائن" من أجل دفع الغرب إلى تقديم تنازلات.