ايقافات جديدة لا تنهي جريمة تسميم التلميذات في إيران

السلطات الإيرانية تعلن عن إيقاف أكثر من مئة شخص في تحقيقات حالات التسميم التي طالت آلاف التلميذات وأشعلت غضبا عارما في البلاد
الداخلية الإيرانية تلمّح إلى ارتباط المتورطين في هجمات التسميم بالمعارضة في الخارج

طهران - أعلنت السلطات الإيرانية إيقاف أكثر من مئة شخص في إطار التحقيق في سلسلة حالات التسميم التي طالت آلاف التلميذات وأشعلت غضبا عارما في البلاد، خاصة في ظل عجز النظام الإيراني عن تقديم رواية مقنعة بشأن هذه الحوادث واتهامه من طرف الأولياء بالتقصير في حماية بناتهم، ليلجأ المسؤولون إلى العزف على وتر المؤامرة واتهام أعدء طهران بالوقوف وراء هذه الهجمات بهدف إذكاء جذوة الاحتجاجات الشعبية.

وقالت وزارة الداخلية الإيرانية في بيان نشرته وكالة "إرنا" للأنباء الرسمية "جرى تحديد أكثر من 100 شخص كانوا متورطين في الحوادث المدرسية الأخيرة حيث تم اعتقالهم وفتح التحقيق معهم"، بينما لم تذكر أي تفاصيل عن الأشخاص الذين اعتقلوا في محافظات عدة، بينها طهران وقم (شمال) وأذربيجان الشرقية والغربية (شمال غربي) ومحافظتي كردستان وهمدان (غرب).

ولفتت إلى أنه من بين الموقوفين أشخاصا قاموا بذلك بدوافع عدائية وبهدف بث الرعب والهلع في نفوس المواطنين والطلاب وإغلاق المدارس وخلق الشكوك تجاه الدولة، مشيرة إلى احتمال ارتباطهم بتنظيمات إرهابية مثل منظمة "مجاهدي خلق" المُعارضة والتي يقع مقرّها في ألبانيا.

وأشارت إلى أنه "لحسن الحظ، منذ منتصف الأسبوع الماضي وحتى اليوم الأحد انخفض عدد الحوادث في المدارس بشكل ملحوظ ولم ترد تقارير عن حالات تسمم في أوساط الطلاب".

وأفاد محمد حسن أصفري عضو لجنة التحقيق البرلمانية المكلّفة التحقيق في حالات التسميم بأنه في المجموع تضررت أكثر من خمسة آلاف تلميذة في حوالى 230 مدرسة في 25 من أصل 31 محافظة في البلاد منذ نهاية نوفمبر/تشرين الثاني.

وأعلنت الداخلية الإيراينة يوم الثلاثاء عن أول إيقافات في تحقيقات القضية التي مثّلت لغزا شائكا، في مسعى من السلطات لتخفيض حدة الاحتقان، لاسيما بعد أن تصاعدت احتجاجات أهالي التلميذات مطالبين السلطات بالكشف عن المتورطين في تسميم بناتهم ووضع حد لهذا الكابوس.

وتمثلت الظاهر المحيرة في تنشّق تلميذات بمدارس الفتيات روائح كريهة أو غير معروفة ثمّ تظهر عليهن عوارض مثل الغثيان وضيق التنفّس والإغماء.

وطالب المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في 6 مارس/آذار بإنزال عقوبات شديدة بحق الأشخاص الذين سيثبت تورطهم في سلسلة حوادث التسميم بالغاز وذلك بعد أيام قليلة من كلمة ألقاها رئيس البلاد إبراهيم رئيسي وأكد خلالها أن هذه الهجمات يقف وراءها أعداء طهران بهدف غرس الرعب وإثارة الفوضى.

وبدأت حالات التسميم بعد شهرين من اندلاع الاحتجاجات التي عصفت بإيران إثر وفاة الشابة مهسا أميني لانتهاكها قواعد اللبس الصارمة في الجمهورية الإسلامية، فيما اتهم نشطاء رجال الدين المتشددين بالوقوف وراءها بهدف الانتقام من الشابات اللواتي تمردن على الضوابط الدينية المتشددة.

ويرى مراقبون أن استهداف التلميذات يأتي في إطار مخطط مدبّر من طرف السلطات الإيرانية لتصفية حساباتها مع المرأة التي تحولت إلى رمز للنضال باندفاعها إلى ساحة الاحتجاجات وتجرّئها على رفع شعارات ذهبت إلى حد المطالبة بطي صفحة النظام الحالي.