مدفع رمضان يدوي في طرابلس بعد نصف قرن من التوقف
طرابلس - لأول مرة منذ سنوات، سمحت ليبيا لمواطنيها بأن يتجمعوا قبل الإفطار لمشاهدة تقليد تاريخي خاص بإطلاق مدفع الإفطار عند غروب الشمس.
وشهدت العاصمة الليبية في أول أيام شهر رمضان إطلاق مدفع الإفطار وسماع صوته بعد غياب استمر لثمانية وأربعين عاما، وسط أجواء من البهجة شاعت بين الحاضرين.
وأشرفت بلدية "طرابلس المركز" على استعادة أحد أهم التقاليد المرتبطة بشهر رمضان المبارك بعد غيابه منذ عام 1975.
ودعت البلدية سكان المدينة للمشاركة في المراسم المخصصة للتظاهرة التي أقيمت في "ميدان الجزائر" وسط العاصمة، حيث حضر كل من رئيس بلدية طرابلس إبراهيم الخليفي وعدد من أعيان ومواطني المدينة الذين أبدوا سعادتهم بالحدث الرمضاني.
ولفت إبراهيم الخليفي إلى أن "مدفع الإفطار توقف منذ سبعينيات القرن الماضي، ونحن مصرون على أن ترجع مثل هذه العادات الثقافية".
وأضاف أن "مدفع الإفطار كان تقليدا قديما لأهل العاصمة طرابلس، ونحن سعداء بأي خطوات تساهم في إرجاع الحياة الثقافية التي ترتبط بسكان المدينة".
وتهدف إعادة مدفع الإفطار إلى إدخال السرور على سكان العاصمة بإحياء الاحتفالات الثقافية داخل المدينة القديمة بعد استقرار الأوضاع الأمنية، بحسب عضو المجلس البلدي بطرابلس المركز أكرم عبدالمجيد دريبكه.
وأوضح أن "مدفع الإفطار كان يطلق من قلعة السرايا (أكبر متحف في ليبيا) في بداية السبعينيات، لكن توقف بعدها هذا التقليد".
وشعر المواطنون بحماس لمشاهدة هذا "التقليد الجميل" الذي يعيد لطرابلس مظهر من مظاهر الشهر الكريم.
وأشار عبدالكريم الزرقاني أحد سكان طرابلس إلى أن "إطلاق مدفع الإفطار موجود بعدة دول إسلامية وليبيا ليست استثناء"، متابعا أن "وجود المدافع سابقا يرجع لعدم وجود مكبرات ليعرف بها السكان دخول وقت الأذان".
واعتبر أن "إعادة تقليد مدفع الإفطار مجددا أمر مفرح باعتباره أحد أهم العادات المرتبطة بشهر رمضان في طرابلس سابقا ويشكل جزءا من ذكريات المدينة وتاريخها".