الافراط في الفول ينادي مشاكل صحية خطيرة
القاهرة - يعد الفول الأخضر طبقا اساسيا في مناطق مختلفة من العالم على رأسها الدول العربية بما فيها مصر وبعض دول بلاد الشام وغيره، يجلب معه فوائد صحية جمة للجسم، لكن الافراط فيه قد يكون شديد الخطورة في بعض الاحيان.
ومن المعروف أن الفول الأخضر يعتبر من أغنى العناصر الغذائية بالبروتين، حيث يستطيع أن يحل محل أي طبق لحوم أو أي طبق حيواني وأن يسدّ مكانه، وهذا ما يسمّى بالبروتين النباتي، وفي الوقت الذي يقوّي فيه صحّة أبدان العديد من الأشخاص الذين يعانون من نقص البروتين، يتسبّب في مشاكل صحية عديدة لمن يعانون من زيادة فيه.
ويحذر الأطباء من الاستهلاك المفرط لمادة الفول الأخضر، منبهين إلى أنه قد يسبب أضرارا بالغة للجسم وقد يؤدي أحيانا إلى الموت، حيث اعتاد الكثيرون على تناول مأكولات تحتوي هذه المادة بكميات كبيرة في شهر رمضان.
والفول يمكن أن يسبب انخفاضا كبيرا ومفاجئا في خلايا الدم الحمراء لدى بعض الأشخاص وتسمى هذه الحالة "فقر الدم الانحلالي".
وينتج عن هذا العنصر الغذائي ما يسمّى بالتفوّل، وهو عبارة عن فقر دم انحلالي ينتج عن نقص أنزيم الغلوكوز رقم 6 في كريات أو خلايا الدم الحمراء، ما يمكن أن يسبب التعب وضيق التنفس وحصى في المرارة واليرقان وأحيانًا الموت في الحالات الشديدة والحرجة.
تنبيه من تناول مأكولات تحتوي هذه المادة بكميات كبيرة في شهر رمضان
ويمكن أن تسبب "أنيميا الفول" ضيق التنفس وسرعة ضربات القلب والشحوب والضعف.
وأنيميا الفول هو اضطراب خلقي جيني ناجم عن نقص أنزيم "غلوكوز-6-فوسفات دي هيدروجيناز" وهو أنزيم ضروري لتنظيم التفاعلات الكيميائية الحيوية المختلفة في الجسم، وهو مسؤول عن حماية خلايا الدم الحمراء من الأكسدة، وفي حالة عدم وجود ما يكفي من هذا الإنزيم تنهار خلايا الدم الحمراء، ويعرف ذلك باسم انحلال الدم، أو تكسر خلايا الدم الحمراء.
ويسبب فقدان هذا الأنزيم تحللاً مفاجئاً لخلايا الدم الحمراء بعد تناول المصاب لكميات كبيرة من الفول أو التعرض لحبوب اللقاح الخاصة بالنبتة المثمرة للفول، مما يسبب "فقر الدم التحللي" واليرقان. كذلك، تزداد فرصة تكون الحصى المرارية وتضخم الطحال عند المصابين بالفوال ممن تعرضوا لنوبات الانحلال المتكررة للدم، وقد قد تكون إصابة البعض بالفوال في بعض الحالات مهددة للحياة. في بعض الأحيان يتطور فقر الدم الانحلالي بشكل أكبر حينما يتم تدمير خلايا الدم الحمراء بشكل سريع لا يستطيع الجسم أن يستوعبه، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الأكسجين إلى الأعضاء والأنسجة، ويترتب على ذلك التعب، والإجهاد، واصفرار الجلد والعينين، وضيق في التنفس.
ويعتبر مرض التفول أحد أكثر اضطرابات نقص الأنزيمات انتشاراً في العالم، إذ يقدر عدد المصابين به بحوالي 400 – 600 مليون شخص حول العالم، إلا أن التفول ينتشر بشكل شبه حصري في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
كما يتسبّب تناول الفول وخاصة بكميات كبيرة إلى الشعور بعدم ارتياح وبعض المشاكل في الجهاز الهضمي، تتمثل في التخمة وعسر الهضم، وخاصة الذين يعانون من اضطرابات مختلفة في المعدة، حيث يستغرق وقت طويل جداً ليتمكن الجسم من هضمه.
كما يعتبر الفول من الأطعمة غير المناسبة لمن يسعون إلى زيادة أوزانهم والتخلّص من النحافة المفرطة، كونه يحتاج إلى ساعات طويلة لهضمه، وبالتالي يزيد من الشعور بالشبع وعدم الحاجة إلى تناول الطعام، وبالتالي يقلّل من الشعور بالجوع، ويقلّل من عدد الوجبات اليومية وخاصّة في حال تناوله في ساعات الصباح، كما يتسبّب في العديد من الاضطرابات والشعور العام بعدم الارتياح وخاصّة في حال تمّ تناوله قبل النوم أو في ساعات متأخرة من الليل.