ضغوط مالية تدفع مصر للانفتاح على إيران من بوابة السياحة
القاهرة - انفتحت مصر على السياحة الإيرانية بعد سنوات من التجميد والتوترات، حيث قال مسؤولون في وزارة السياحة المصرية إن القاهرة ستسمح قريبا للإيرانيين الوافدين ضمن مجموعات سياحية بالحصول على تأشيرات عند الوصول إلى جنوب سيناء تمهيدا لإمكانية السماح لهم بزيارة أماكن أخرى في البلاد.
ويأتي الانفتاح المصري على إيران على ما يبدو نتاج تسارع التطورات السياسية في المنطقة على اثر الاتفاق السعودي الإيراني على استئناف العلاقات الدبلوماسية وتهدئة التوترات برعاية ووساطة صينية.
ويمكن تفسير القرار المصري أيضا بحاجة البلاد الشديدة للعملة الصعبة أي أن للقرار بعد اقتصادي أكثر منه سياسي فمصر وجدت نفسها في ظل أزمة الدولار، مضطرة للانفتاح على إيران بعد سنوات من التوتر.
ويخشى المصريون من أن عودة إيران لبلادهم من بوابة السياحة قد يؤجج حركة نشر التشيع في البلاد وهو أمر كانت قد تعاملت معه الحكومات المصرية المتعاقبة بحزم، لكن الأرجح أن السلطات ستقصر دخول سياح الإيرانيين على جنوب سيناء وشرم الشيخ عبر البحر الأحمر.
وجاء القرار في إطار سلسلة تسهيلات أُعلنت أمس الاثنين بهدف تيسير منح التأشيرات لتعزيز إيرادات السياحة في وقت تعاني فيه البلاد اقتصاديا من نقص حاد في العملة الأجنبية.
كما يأتي في وقت تتخذ فيه بعض دول الشرق الأوسط بما فيها مصر خطوات لتخفيف التوترات الإقليمية.
وسوّت القاهرة خلافا مع قطر وتعمل على استئناف العلاقات مع تركيا التي سيتم السماح أيضا لمواطنيها بالحصول على تأشيرات دخول من المنافذ والمطارات المصرية المختلفة، بحسب بيان لوزارة السياحة المصرية.
وتضمنت التسهيلات الجديدة استحداث تأشيرة متعددة الدخول صالحة لمدة خمس سنوات بقيمة 700 دولار. وقال وزير السياحة أحمد عيسى لرويترز إنها تستهدف المستثمرين ومالكي العقارات المقيمين خارج مصر ويترددون على زيارتها.
وحول تأشيرات دخول الإيرانيين إلى جنوب سيناء، حيث توجد مدينة شرم الشيخ شديدة التأمين، قال عيسى "هنقيم تجربة دخولهم إلى جنوب سيناء كخطوة أولى وبناء عليها سنحدد إن كان سيُسمح لهم بأماكن أخرى أم لا".
واتسمت العلاقات بين مصر وإيران بشكل عام بالتوتر خلال العقود الماضية رغم أن البلدين أبقيا على اتصالات دبلوماسية.
كما سيُمنح السائحون القادمون من الصين التي تعتبرها مصر سوقا واعدة، والهنود المقيمون في دول الخليج تأشيرات دخول عند الوصول.
وقال مسؤول بوزارة السياحة إنه تمت الموافقة على جميع قواعد التأشيرات الجديدة من حيث المبدأ وستدخل حيز التنفيذ قريبا.
وتراهن مصر على القطاع السياحي لتعزيز إيراداتها من العملة الصعبة، بينما تواجه شحا في الدولار وهو ما يفسر حزمة التسهيلات التي أقرتها من أجل جذب أعداد كبيرة من وجهات عالمية مختلفة.