أردوغان يغازل الناخبين بوعد خفض التضخم

الرئيس التركي يكرر شعاره الاقتصادي وهو أن الاستثمار والإنتاج والصادرات وفائض الحساب الجاري ستدعم الناتج المحلي الإجمالي.
الرئيس التركي يتعهّد بتشكيل فريق لتعزيز السياسات الاقتصادية
آخر استطلاع للرأي يظهر انهزام أردوغان أمام منافسه في السباق الرئاسي كمال كليجدار أوغلو

أنقرة - أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حملته الانتخابية اليوم الثلاثاء وتعهد حزب العدالة والتنمية الحاكم بخفض التضخم إلى رقم في خانة الآحاد ودعم النمو الاقتصادي في الوقت الذي يطمح فيه الرئيس التركي إلى تمديد عقدين من حكمه في انتخابات 14 مايو/أيار، بينما لا تلوح المهمة سهلة في ظل الغضب الشعبي في صفوف الأتراك إزاء ما يعتبرونه تقاعس الحكومة خلال أزمة زلازل 6 فبراير/شباط، فيما تذهب بعض الانتقادات إلى حد اتهامها مباشرة بالتسبب في الكارثة عبر إغماض أعينها على قوانين البناء والتغافل عن تفشي الفساد في القطاع.

ويواجه أردوغان أكبر تحد سياسي له منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في عام 2002 وتشير استطلاعات الرأي إلى تراجع عدد مؤيديه في السنوات الأخيرة بعد أن تسببت السياسات الاقتصادية غير التقليدية في إضعاف الليرة وارتفاع التضخم.

ومع ذلك، كرر أردوغان شعاره الاقتصادي وهو أن الاستثمار والإنتاج والصادرات وفائض الحساب الجاري سيدعم الناتج المحلي الإجمالي.

وقال الرئيس التركي أمام حشد في أحد ملاعب أنقرة "سنواصل تنمية اقتصادنا من خلال الاستثمار والتوظيف والإنتاج والصادرات والفائض الحالي. سنخفض التضخم إلى رقم في خانة الآحاد وسننقذ بلادنا بالتأكيد من هذه المشكلة".

وأدت سياسة أردوغان القائمة على تخفيض أسعار الفائدة بشدة إلى وصول التضخم لذروة 24 عاما متجاوزا 85 في المئة في أكتوبر/تشرين الأول قبل أن ينخفض إلى نحو 50  في المئة في مارس/آذار.

وقال حزب العدالة والتنمية في البرنامج الانتخابي "سنعمل على تحسين الاستثمار بشكل أكبر من خلال دمج هيكل قائم على اقتصاد السوق الحرة مع دول العالم" بهدف تحقيق نمو سنوي قدره 5.5 في المئة في 2024 - 2028 وناتج محلي إجمالي قدره 1.5 تريليون دولار بنهاية عام 2028.

وأفاد أردوغان الأسبوع الماضي بأنه شكل فريقا لتعزيز السياسات الاقتصادية بتنسيق من الاقتصادي المعروف محمد شيمشك الذي يحظى باحترام المستثمرين الدوليين.

وكان بعض أعضاء حزب العدالة والتنمية قد قالوا في السابق إنهم يريدون من شيمشك أن يدعم سياسات السوق الحرة بعد سنوات من تبني أردوغان سياسات غير تقليدية، لكن البرنامج الانتخابي لم يشر صراحة إلى العودة إلى السياسات التقليدية واكتفى بالقول إن سياسة خفض أسعار الفائدة كانت المحرك الرئيسي لرجال الأعمال الذين يستثمرون في القطاع العقاري ويوفرون فرص عمل.

وسيواجه أردوغان مرشح تحالف المعارضة كمال كليجدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية التي ستجري الشهر المقبل.

وفي أحدث استطلاع أجرته شركة "متروبول" لاستطلاعات الرأي، قال 42.6 في المئة من الأشخاص المشاركين في الاستطلاع إنهم سيصوتون لصالح كليجدار أوغلو في الجولة الأولى من الانتخابات بينما قال 41.1 في المئة إنهم سيصوتون لأردوغان. وحصل مرشحان رئاسيان آخران على نسبة تأييد بلغت 7.2 في المئة. وستشهد تركيا إجراء انتخابات برلمانية أيضا.

وانخفضت نسبة تأييد أردوغان انخفاضا طفيفا بعد الزلزال المدمر في فبراير/شباط وسط انتقادات للسلطات بسبب بطء استجابتها للكارثة.

وقال أردوغان "ستكون أولويتنا في الفترة المقبلة هي إعادة إعمار مدننا التي دُمرت"، مضيفا أن الحكومة تسعى لبناء 650 ألف شقة سكنية للناجين وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، قال أكد الرئيس التركي أن حزب العدالة والتنمية سيواصل تطبيع العلاقات في المنطقة بهدف بناء ما يُطلق عليه اسم "محور تركيا".

واتخذت أنقرة في الآونة الأخيرة خطوات لإصلاح علاقاتها مع إسرائيل والسعودية ومصر وسوريا بعد سنوات من التوتر.

وقال أردوغان "يمكننا التفاوض مع الجانبين في الحرب الروسية الأوكرانية وإحراز تقدم ملموس مثل ممر تصدير الحبوب وتبادل الأسرى. ولا يزال بإمكاننا التحدث عن احتمال إحلال السلام".