الجيش السوداني يستهدف المناطق السكنية في خرق مستمر لاتفاق جدة
الخرطوم - اتهمت قوات الدعم السريع في السودان الجيش بخرق تعهداته التي قطعها في جدة بعدم استخدام سلاح الجو في المناطق السكنية والمأهولة متحدثة عن العديد من التجاوزات بحق البعثات الأجنبية ودور العبادة.
وقالت قوات الدعم في بيان نشرته في وقت متأخر من ليل الاثنين "أن القوات الانقلابية والفلول الإرهابيين، في الهجوم بالطيران والمدافع الثقيلة على المستشفيات والمناطق المأهولة بالسكان، من بينها الهجوم الجوي على مستشفى شرق النيل ما أدى إلى تدمير مباني المستشفى".
وكان طرفا النزاع قد تعهدا في جدة بعدم استهداف المدنيين والمناطق السكنية او استخدام سلاح الجو وحماية الامدادات الانسانية لكن دون التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار.
وجددت نفيها استهداف البعثات الأجنبية ومقرات السفارات محذرة من الشائعات قائلة "واصلت القوات الانقلابية في الكذب وبث الشائعات، حيث نفت سفارات وبعثات دبلوماسية تعرض مقراتها لأي اعتداء من أي جهة، نؤكد لشعبنا والعالم الذي يعلم زيف وضلال الفلول، أننا جاهزون ونتابع أي مخططات من كتائب الظلام الإرهابية وتلقينها درساً في كل الميادين".
وكانت وزارة الخارجية الأردنية أكدت في بيان الاثنين أن مبنى السفارة الأردنية في الخرطوم تعرض "للاقتحام والتخريب"، في حادث يعتبر الثاني من نوعه بعد تعرض سفارة السعودية في الفترة القليلة الماضية لاعتداء مشابه.
وأكدت قوات الدعم السريع سيطرة فلول النظام السابق على وزارة الخارجية لتحقيق إغراضها قائلة "نتابع أيضاً قرع الطبول الفارغة بواسطة عصابة من أتباع النظام البائد بوزارة الخارجية استولوا على المستندات والحسابات الرسمية للوزارة بمواقع التواصل الاجتماعي وتسخيرها لخدمة قادة الانقلاب ونظامهم المحلول، من خلال نسج الأكاذيب وتصديرها للعالم وهو أمر مفضوح لدى جماهير شعبنا".
وكان قائد الجيش السوداني الفريق اول عبدالفتاح البرهان أكد إنهاء خدمة عدة سفراء بوزارة الخارجية السودانية وذلك وفق بيان للناطق الرسمي باسم الجيش السوداني.
وأوضح البيان إن قائد الجيش قرر "إنهاء خدمة السفير عبد المنعم عثمان محمد أحمد البيتي والسفير حيدر بدوي صادق من العمل بوزارة الخارجية".
وشددت الدعم السريع على استعانة الجيش بمرتزقة قائلة "رصدنا استعانة القوات الانقلابية بمرتزقة للقتال إلى جانبهم إضافة لمحاولات تجييش الشعب السوداني بغرض توسيع دائرة الحرب، وهي محاولات فاشلة ويائسة ومكشوفة تعكس حالة التخبط والتوهان داخل صفوف الانقلابيين".
وتحدثت عن تجاوزات بحق دور العبادة قائلة "قام المتطرفين بتسليح عصاباتهم المعروفة لمهاجمة المساجد والكنائس والمستشفيات على حد سواء، ما يؤكد بجلاء أن هؤلاء مستعدون لأي فعل أخرق من شأنه إثارة الفتن الدينية والقبلية وكل ما هو ضد مصلحة الشعب السوداني".
وأوضحت ان العشرات من المواطنين تعرضوا إلى عمليات نهب لمقتنياتهم في نقاط تفتيش الانقلابيين إلى جانب تنفيذ اعتقالات وتصفيات لمواطنين على أساس عنصري وقبلي .
وأكدت القوات في بيان آخر الثلاثاء تمكنها من صد هجمات الجيش واسر المئات من المسلحين قائلة "حاولت قوات الانقلابيين وفلول النظام البائد فجر اليوم مباغتة ارتكازات قواتنا في منطقة شمال بحري حيث تصدت قواتنا للقوة المعتدية بجسارة وطاردتها حتى نقطة انطلاقها.
كما تمكنت من " من الاستيلاء على معسكر السواقة وعدد من معسكرات شمال بحري بالكامل وأسر اكثر من 700 من قوات الانقلابيين ومقتل العشرات، وجاري حصر العتاد العسكري".
وقال سكان في العاصمة السودانية الخرطوم إن الضربات الجوية والقصف المدفعي تصاعدا بشدة في العاصمة اليوم الثلاثاء مع سعي الجيش لطرد قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي يحاربها منذ أكثر من شهر.
وذكر شهود أنهم سمعوا أصوات ضربات جوية واشتباكات وانفجارات في جنوب الخرطوم وكان هناك قصف عنيف أثناء الليل في أجزاء من مدينتي بحري وأم درمان المجاورتين.
ويتركز القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة لكنه أثار اضطرابات في أنحاء أخرى من السودان خاصة في إقليم دارفور بغرب البلاد.
وأجبر الصراع نحو 200 ألف شخص على الفرار إلى بلدان مجاورة، وأسفر عن نزوح ما يربو على 700 ألف داخل السودان، مما فجر أزمة إنسانية تنذر بزعزعة استقرار المنطقة.