إسرائيل تؤجج التوتر في الضفة باقتحام نادر لرام الله

مصادر فلسطينية وإسرائيلية تؤكد اندلاع مواجهات عنيفة بين قوات من الجيش الإسرائيلي وشبان فلسطينيين على اثر اقتحام قوة إسرائيلية لرام الله لهدم منزل فلسطيني تتهمه تل أبيب بتنفيذ تفجير في القدس في العام الماضي.

رام الله (الضفة الغربية) - زادت إسرائيل اليوم الخميس من حدة التوتر في الضفة الغربية باقتحام نادر نفذه الجيش الإسرائيلي في مدينة رام الله مقر السلطة الفلسطينية وإقامة الرئيس محمود عباس.

ومنذ العام الماضي ركزت قوات الاحتلال الإسرائيلي على التصعيد العسكري في الضفة الغربية مستهدفة بدرجة أولى مواقع تابعة للجهاد الإسلامي في معركة نأت فيها حركة حماس التي تهيمن على قطاع غزة منذ 2007، بنفسها بينما تجري ترتيبات لهدنة طويلة من 10 سنوات برعاية مصرية وبمشاركة معظم الفصائل الفلسطينية.

واندلعت اشتباكات بعد أن نفذت القوات الإسرائيلية مداهمة نادرة بمدينة رام الله في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس، فيما قال الجيش إنها عملية لهدم منزل مهاجم فلسطيني يتهمه في تفجير مزدوج بالقدس العام الماضي.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 35 على الأقل أصيبوا من بينهم ما لا يقل عن 20 بالرصاص الحي، مشيرة إلى أن شخصين أصيبا بجروح خطيرة في البطن بينما اخترقت رصاصة مطاطية جمجمة ثالث.

وقال شاهد من رويترز إن قافلة عسكرية كبيرة وصلت إلى وسط مدينة رام الله، مقر الحكومة الفلسطينية، مما دفع مئات الفلسطينيين للتجمع في المنطقة.

وذكر الشاهد أن بعض الشبان الفلسطينيين رشقوا القوات الإسرائيلية بالحجارة وأطلقت تلك القوات الرصاص الحي والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع باتجاه الحشد. وأُغلقت طرق بحاويات قمامة أُضرمت فيها النيران بينما دوت صفارات سيارات الإسعاف.

وقال الجيش الإسرائيلي إن جنوده واجهوا حشودا ترشقهم بالقنابل الحارقة والحجارة وردوا بإطلاق الرصاص الحي، مضيفا أن مصورا صحفيا فلسطينيا أصيب برصاصة مطاطية وأن تلك الواقعة تجري مراجعتها.

وأضاف أن قواته تعمل في رام الله "لهدم منزل الإرهابي الذي نفذ هجوما تفجيريا في القدس في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي" واسمه إسلام فروخ.

وتطلق إسرائيل على المهاجمين الفلسطينيين بمختلف أصنافهم وانتماءاتهم صفة 'ارهابي' ويطلق عليهم الفلسطينيون صفة "المقاومين".

وأسفر الانفجاران اللذان وقعا خلال ذلك الهجوم عن مقتل شخصين، أحدهما مراهق إسرائيلي كندي وإصابة ما لا يقل عن 14 آخرين فيما وصفته الشرطة بانفجار عبوتين ناسفتين تم وضعهما في محطتين للحافلات بالقرب من مخرج المدينة وفي تقاطع طرق يؤدي إلى مستوطنة.

وتقوم إسرائيل عادة بهدم منازل من تشتبه بتنفيذهم هجمات وتقول إن تلك سياسة عقابية ورادع لغيرهم. ويقول منتقدون لتلك الطريقة إنها تندرج ضمن العقاب الجماعي غير القانوني بموجب القانون الدولي الإنساني.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية "ما قام به الاحتلال جريمة نكراء حولت عائلة بين ليلة وضحاها إلى عائلة مشردة بعد هدم بيتها وهذه العقوبات الجماعية التي لم تحصل في التاريخ هي محاولة من الاحتلال للنيل من معنويات شعبنا".

وقال عبدالفتاح دولة المتحدث باسم مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن "هدم بيوت المناضلين هو عقاب جماعي يندرج تحت جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل فوري لوقف هذه الجرائم ومحاكمة مرتكبيها".

وقبل ساعات التقى ممثل الولايات المتحدة الخاص للشؤون الفلسطينية هادي عمرو بأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ.

وتصاعد العنف في الضفة الغربية خلال العام الماضي وكثفت إسرائيل مداهماتها العسكرية هناك وسط سلسلة من الهجمات التي نفذها فلسطينيون في شوارعها.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن إسرائيل قتلت ما لا يقل عن 158 فلسطينيا منذ يناير/كانون الثاني. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن 20 إسرائيليا واثنين من الرعايا الأجانب قتلوا في هجمات فلسطينية في نفس الفترة.