المفوضية الأفريقية تحذّر من انهيار تطال شظاياه دول الجوار السوداني

قوات الدعم السريع تعلن عن إلحاقها خسائر كبيرة بالجيش السوداني في عدد من مناطق العاصمة بعد تضييق الخناق عليه.
قوات الدعم السريع تجدد التزامها بمحادثات جدّة

الخرطوم - حذّر رئيس المفوضية الإفريقية موسى فقي أحمد من اندلاع حرب أهلية في السودان وانهيار الدولة، مع اتساع رقعة الصراع ليشمل مناطق أخرى مثل الرميلة وأم درمان وأبوحمامة جسر الحلفايا، مع احتمال أن تطال شظاياه الجوار الإقليمي، بينما تتضاءل آمال السودانيين في طي صفحة النزاع، في وقت تلوح فيه محادثات جدّة بلا أفق.

وقال موسى فقي أحمد في كلمة ألقاها اليوم الاثنين أمام القمة الـ14 للمنظمة الحكومية الدولية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) التي تستضيفها جيبوتي إن "الخطورة البالغة للأزمة العنيفة التي تجتاح السودان الشقيق والتهديدات الخطيرة التي تشكلها على وجود هذا البلد والمنطقة بأسرها واضحة".
وأضاف أن "جميع المحللين متفقون على أنه ما لم تتوقف الحرب فورا، فستندلع حرب أهلية وسيعم الفوضى وستنهار الدولة السودانية بالكامل"، لافتا إلى أن الأزمة السودانية تتطلب اتخاذ إجراءات سريعة وعمل موحد وتضامن قوي من حكومات الاتحاد الإفريقي.
وتابع "أدعو إلى الوحدة الكاملة بين المنظمات الإقليمية والقارية والمنظمة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والاتحاد الأفريقي"، معتبرا أن "هذا شرط لا غنى هنا لفعالية تضامننا مع السودان".

وأعلنت قوات الدعم السريع عن إلحاقها خسائر كبيرة بالجيش السوداني في عدد من مناطق العاصمة الخرطوم بعد تضييق الخناق عليه، مؤكدة استسلام أعداد هامة مما أسمتها "ميليشيات" البرهان وسيطرتها على عدد من المعسكرات والعتاد، بينما تحدث الجيش عن قتل المئات من القوات شبه العسكرية، مقرّا بمقتل عدد من عناصر، في أحدث تطورات الصراع الذي يدخل قريبا أسبوعه التاسع.

وقالت الدعم السريع في بيان نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك إن "أذرع النظام البائد وفلول الانقلابيين استمرت في المحاولات اليائسة بالهجوم على قواتنا في عدد من المحاور في مدن العاصمة الخرطوم".

وتابعت أن "رد الأشاوس كان قاسيا بتدمير ودك المعتدين والاستيلاء على معسكرات جديدة وأعداد كبيرة من العتاد بلغت أكثر من 70 مركبة وآلية وأسر المئات من قوات الانقلابيين في شرق النيل".

وأضافت "تصدت قواتنا في شرق النيل لمتحرك للانقلابيين والفلول واستطاعت هزيمته واستسلام أعداد كبيرة من القوة المهاجمة وفرار الآخرين"، مشيرة إلى أن "ميليشيا البرهان الانقلابية وأعوانهم من النظام البائد والمتطرفين هاجمت قواتنا بالقرب من مجمع الرواد بالخرطوم وتم تدمير القوة المهاجمة تماما واستلام 5 دبابات وحرق دبابتين".

وأكدت أنها "أحبطت  ببسالة محاولات الانقلابيين التحرك في اتجاه جسر الحلفايا حيث استولى الأشاوس على 15 عربات بكامل عتادها وهروب قوات الفلول وقفز بعضهم في النيل".

وكشفت أنها "أحكمت  حصار الانقلابيين داخل المدرعات الشجرة من كافة الاتجاهات ولا سبيل أمامها سوى الاستسلام"، متوعدة بمواصلة "تلقين المعتدين وقوات الانقلابيين المتهاوية دروسا بالغة العبر في كل ميادين المعركة وحتى تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والسلام والعدالة ووضع بلادنا على الطريق المفضي للتحول الديمقراطي والحكم المدني الكامل".

وقالت الدعم السريع "نؤكد التزامنا التام بإعلان جدة لحماية المدنيين والتقيد المطلق بقوانين حقوق الانسان والقانون الدولي الإنساني والاستعداد الكامل للانخراط في المباحثات"، متابعة "إذ نجدد التزامنا بمنبر جدة؛ نعرب عن عدم ممانعتنا لمشاركة المدنيين في المباحثات والعمل معا لصناعة مستقبل بلادنا".
 

كما أكدت قوات الدعم السريع في فيديو نشرته على صفحتها أنها تمكنت من استرجاع شحنات من الأدوية والمستلزمات الطبية بنيالا التي نهبتها قوات البرهان.

بدوره تحدث الجيش السوداني عن خسائر فادحة في صفوف قوات الدعم السريع، مشيرا إلى أنه قتل المئات مما أسماهم "المتمردين"، مقرّا بمقتل وجرح عدد من عناصره.

وقالت قوات البرهان في بيان نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم الاثنين إنها "قامت أمس بعمليات تمشيط لجيوب التمرد في مناطق الرميلة وأبوحمامة حول منطقة الشجرة ومنطقة جسر الحلفايا و محلية الخرطوم بحري ومحلية شرق النيل"، مضيفة أن "العدو تكبد خسائر فادحة تضمنت تدمير العشرات من الآليات العسكرية وقتل المئات وأسر عدد من المتمردين والمرتزقة الذين لاذوا بالفرار بعد أن تركوا قتلاهم وراءهم.

وتابعت أن "المتمردين قد أصبحوا يرتدون الملابس المدنية ويستخدمون السيارات المدنية المنهوبة في كل تحركاتهم ويحتمون بمنازل المواطنين".

وذكر بيان للجيش أن الدعم السريع قامت بإطلاق مدافع الهوان على المناطق السكنية في حي الأزهري الأحد وأدت إلى مقتل مواطن وإصابة أطفاله الثلاث، مشيرة إلى أن "القصف المدفعي تزامن مع تحليق الطيران لإيهام السكان أن قوات الجيش هي من تقوم بالقصف".
 

ونددت الولايات المتحدة والسعودية في بيان مشترك الأحد بقوة استئناف العنف في السودان بعد وقف لإطلاق النار استمر لمدة 24 ساعة.

وقال البيان إن" كلا من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تمكنا من السيطرة على قواتهما خلال فترة وقف إطلاق النار"، لكن البلدين أعربا عن أسفهما الشديد جراء عودة الطرفين إلى أعمال العنف فور انتهاء وقف إطلاق النار.

واندلعت الأعمال القتالية بين الجانبين في 15 أبريل/نيسان بسبب خلافات مرتبطة بخطة مدعومة دوليا للانتقال إلى حكم مدني.

وتسبب الصراع في مقتل مئات المدنيين ونزوح أكثر من 1.9 مليون مما سبب أزمة إنسانية كبيرة وسط مخاوف من امتدادها في المنطقة المضطربة.

ويتركز القتال في العاصمة التي تحول معظمها إلى ساحة قتال تعاني من النهب والاشتباكات، كما اندلعت اضطرابات في أنحاء أخرى مثل إقليم دارفور بغرب البلاد الذي يعاني بالفعل من صراع بلغ ذروته قبل نحو 20 عاما.