لودريان إلى بيروت في زيارة لن تختلف عن سابقتها
بيروت - يعود المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان مطلع الأسبوع المقبل إلى بيروت في زيارة ثانية تهدف إلى التوصل لتوافقات تضع حدا لمتاهة الشغور الرئاسي، فيما لا تلوح في الأفق بوادر لتحقيق اختراق في الأزمة أمام انسداد قنوات الحوار بين القوى السياسية في لبنان.
وينتظر أن يزور لودريان بيروت بعد اجتماعه المقرر الخميس مع أطراف اللقاء الخماسي الولايات المتحدة وفرنسا والسعوية ومصر وقطر، فيما لم تبد باريس والقاهرة حماسة لانعقاد المباحثات قبل سفر مبعوث ماكرون إلى لبنان، وفق "الأخبار" اللبنانية.
وأشار المصدر نفسه إلى أن قوى سياسية أعربت عن عدم تفاؤلها بحلحلة أزمة الشغور الرئاسي، مشككة في قدرة لودريان على دفع الفرقاء اللبنانيين إلى حوار وطني.
وذكرت "الأخبار" اللبنانية أن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري قال الاثنين إن "لودريان عائد إلى بيروت في 17 يوليو/تموز، محمّلا بدعوة إلى الحوار"، لافتا إلى أن "المباحثات ستكون عامة وليست ثنائية".
وتابع بري "نصبنا طاولة الحوار في البرلمان ونفضل أن يكون هناك"، كاشفا أن "الفرنسيين اقترحوا أن يحتضن قصر الصنوبر المفاوضات"، فيما دعا "آخرون إلى أن تكون خارج لبنان"، لافتا إلى أنه سيشارك في الحوار عبر ممثل له.
وأضاف أنه يعلّق آمالا على اتفاق عودة العلاقات بين السعودية وإيران، مؤكدا أن تداعياته الإيجابية ستشمل كل ساحات المنطقة بما فيها لبنان، وفق المصدر نفسه.
وكشفت المباحثات التي أجراها لودريان خلال زيارته السابقة إلى لبنان أن الفرنسيين يعتبرون أن حضوظ سليمان فرنجية زعيم تيار المردة مرشح الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) والمدعوم من باريس، تراجعت، بالنظر إلى حصوله على 51 صوتا فقط خلال الجلسة الأخيرة للبرلمان اللبناني.
وكشفت مصادر لبنانية أن لودريان لم يطرح أمام وفد حزب الله خلال زيارته إلى بيروت أي مبادرة جديدة لكسر جمود الأزمة، كما لم يعلن تخليه عن المبادرة الفرنسية، لكن النقاش كشف عن توجه الفرنسيين إلى فكرة الخيار الثالث أو مرشح التسوية، فيما لا يعتبر الثنائي الشيعي حصول فرنجية في أول جلسة على 51 صوتا أمرا سلبيا.
وأشار وفد حزب الله أن ميشال معوض، خصم الجماعة الشيعية، حصل على 36 صوتا بعد 11 جلسة للبرلمان اللبناني، مشددا على أن "الحزب لن يتخلى أبدا عن فرنجية".
وأجمع العديد من المتابعين للوضع السياسي في لبنان على أن الزيارات المتكررة للموفد الفرنسي لم تحمل جديدا ولم تحقق اختراقا في جدار الأزمة بسبب تمسك القوى السياسية بمواقفها.
وقد استبق رئيس حزب الكتائب اللبنانية (مسيحي) سامي الجميّل زيارة لودريان، كاشفا أنه أبلغ الموفد الرئاسي الفرنسي بأن حزبه لن يقدم اسم أي مرشح جديد لرئاسة الجمهورية، مضيفا أنه "على حزب الله سحب مرشحه والتوقف عن منطق الفرض الذي يتبعه".
وفي 21 يونيو/حزيران الماضي التقى لودريان مع قيادات رسمية وحزبية لبنانية وأجرى محادثات تتعلق بكيفية الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب وقت ممكن.
وانحصرت المنافسة الرئيسية بين جهاد أزعور، مرشح المعارضة والقوى المسيحية الرئيسية والحزب التقدمي الاشتراكي وآخرين وسليمان فرنجية، مرشح الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل وحلفائهما.
وفي آخر جلسة للبرلمان حصل أزعور على 59 صوتا مقابل 51 نالها فرنجية وتوزعت بقية الأصوات على مرشحين آخرين.
وكان لودريان أعلن لدى مغادرته بيروت أنه "سيعمل على تسهيل حوار جامع بين اللبنانيين بغية التوصل إلى حل توافقي للخروج من الفراغ المؤسساتي والقيام بالإصلاحات الضرورية"، لكن رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي رفضا الفكرة.
ويرى مراقبون أن دعوة لودريان إلى طاولة حوار لن تلق تأييدا داخليا لأن هناك فرقاء كثر وخاصة المعارضة وعلى رأسهم القوات اللبنانية التي تعتبر أنه لا حوار على تطبيق الدستور بانتخاب رئيس للجمهورية وفق الأصول الديمقراطية.