وزير لبناني يثير غضب الكويت بـ"شخطة قلم"

وزير الخارجية الكويتي يستنكر تصريحات وزير الاقتصاد اللبناني استخدم فيها عبارة تخرج عن السياقات والأعراف الدبلوماسية في مناشدته أمير الكويت للمساعدة في إعادة بناء صوامع القمح التي انهارت في انفجار مرفأ بيروت.

بيروت/الكويت - بعد الأزمة التي فجرها وزير الإعلام السابق جورج قرداحي مع السعودية ودول الخليج وانتهت بمقاطعة دبلوماسية مؤثرة انتهت قبل أشهر فقط وبعد تصريحات خلفه في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري التي اعتبرت مسيئة للمملكة، أثار وزير الاقتصاد أمين سلام استياء وغضبا في الكويت بعبارة "شخطة قلم" وهو يخاطب أمير البلاد نواف الأحمد الصباح مناشد إياه تمويل إعادة بناء صوامع القمح التي انهارت في انفجار مرفأ لبنان.

وتصريحات المكاري قد لا تخرج عن حالة الإرباك العام والفوضى السياسية التي انفلتت معها الألسن مبتعدة لتخرج بتصريحات أعدها البعض "سقطة" سياسية وعدّها آخرون من زلات اللسان المحكومة بحالة التخبط وسط أزمة طاحنة يعيشها لبنان منذ العام 2019 وضعت البلد الذي يعتمد اقتصاده على المساعدات الخليجية وتحويلات اللبنانيين العاملين في الخارج، على حافة الانهيار الشامل.   

وفي محاولة لاحتواء أزمة محتملة، رد وزير الاقتصاد اللبناني على وزير الخارجية الكويتي سالم عبدالله الجابر الصباح، الذي طلب منه سحب تصريحه حول تمويل الكويت ترميم صوامع مرفأ بيروت.

وقال أمين سلام في توضيح لتصريحاته خلال مؤتمر صحفي عقد السبت في بيروت إنه "قصد من خلال استعمال عبارة بشخطة قلم، وهي عبارة تستخدم باللغة اللبنانية العامية، أن الموضوع قابل للتنفيذ وبسرعة ولم يكن القصد باستعمال هذه العبارة تجاوز الأصول والآليات الدستورية والقانونية المرعية الإجراء من قبل دولة الكويت أو من قبل لبنان".

وعبر عن أمله في أن يقبل مجلس الأمة الكويتي توضيحه قائلا "كنت مرتاح الضمير في طلبي لأنني أناشد بلدا شقيقا لطالما وقف إلى جانب لبنان وأنا مدرك للمخاطر المحدقة بالأمن الغذائي خصوصا أن البنك الدولي صنف لبنان الأكثر خطورة في تحديات الأمن الغذائي لأنه لا يملك مخزونا استراتيجيا".

وكان سلام قد ناشد أمير الكويت إعادة بناء صوامع القمح التي دمرها انفجار مرفأ بيروت، حفاظا على الأمن الغذائي قائلا "الأموال موجودة في صندوق التنمية الكويتي وبشخطة قلم يمكن أن يتخذ القرار بإعادة بناء الصوامع".

لكن استخدامه لعبارة "بشخطة قلم" اعتبر إساءة للكويت التي عبرت على لسان وزير خارجيتها عن استيائها الذي طالبه بسحب تصريحه قائلا إنه "يتنافى مع أبسط الأعراف السياسية".

واستنكر الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح تصريح الوزير قائلا "التصريح يعكس فهما قاصرا لطبيعة اتخاذ القرارات في الكويت والمبنية على الأسس الدستورية والمؤسساتية بما في ذلك المنح والقروض الإنسانية التي تقدمها حكومة الكويت للدول الشقيقة والصديقة".

وتابع "دولة الكويت تمتلك سجلا تاريخيا زاخرا بمساندة الشعوب والدول الشقيقة والصديقة"، مضيفا أن "دولة الكويت ترفض رفضا قاطعا أي تدخل في قراراتها وشؤونها الداخلية".

وكانت الخارجية الكويتية قد ذكرت أن "تصريح وزير الاقتصاد والتجارة في الجمهورية اللبنانية يتزامن مع مرور الذكرى الثالثة لواقعة انفجار مرفأ بيروت الأليمة، التي نتج عنها سقوط عدد كبير من الضحايا والمصابين في الجمهورية اللبنانية الشقيقة، علاوة على تسببها بتدمير عدد من المرافق الحكومية اللبنانية الحيوية، مثل صوامع الغلال بمرفأ بيروت، وهي الصوامع التي سبق لدولة الكويت أن مولت بناءها عام 1969 عبر قرض مُقدم من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية".

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية) عن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قوله في تعليقه على ما بدر من وزير الاقتصاد فيها، بالتأكيد على احترام بيروت للشؤون الداخلية للدول.

وقال ميقاتي "نحترم مبدأ عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول بما فيها الكويت التي تخضع القرارات فيها لضوابط دستورية ونؤكد عمق العلاقة بين لبنان والكويت ومتانتها والتي لن تشوبها شائبة".