دول عربية تحظر 'باربي' بحجّة خدشه للآداب العامة

الفيلم يروج وفق بعض المسؤولين العرب للشذوذ والتحول الجنسي ويسوق لفكرة رفض وصاية الأب وتوهين دور الأم.

الكويت/بيروت - حظرت الكويت عرض فيلم "باربي"، معتبرةً أنه "يخدش الآداب العامة" و"يدعو لأفكار دخيلة على المجتمع"، وفق ما أفادت السلطات في وقت متأخر الأربعاء، فيما يُطرح الخميس الفيلم في صالات السينما في دول خليجية أخرى.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) عن وكيل وزارة الإعلام لشؤون الصحافة والنشر والمطبوعات رئيس لجنة رقابة الأفلام السينمائية لافي السبيعي قوله إن اللجنة "منعت فيلمَي +باربي+ و+توك تو مي+ من العرض".

وكان نائب رئيس مجلس إدارة شركة السينما الكويتية الوطنية (سينسكيب) هشام الغانم أفاد وكالة فرانس برس الاثنين عن حظر السلطات الكويتية عرض الفيلم الأسترالي "توك تو مي" من دون الكشف عن الأسباب، علما أن ممثلاً متحوّلاً جنسيا يشارك فيه.

لكن السبيعي أكّد من جانبه حرص اللجنة "على منع كل ما يخدش الآداب العامة أو يحرض على مخالفة النظام العام والعادات والتقاليد ويدعو لأفكار دخيلة على المجتمع".

وأشار إلى أن اللجنة، وقبل اتخاذها قرارها بإجازة عرض أي فيلم، "تطلب حذف بعض المشاهد المخلة، أما إذا كان يحمل أفكارا لتشجيع سلوك غير مقبول ورسالة من شأنها تشويه القيم السائدة للمجتمع عندها يتم اتخاذ قرار منعه تماما"، موضحا أن "هذا ينطبق على أي فيلم يتضمن رؤية مختلفة للقيم تتعارض مع رؤية مجتمعنا وعاداتنا".

ويأتي القرار الكويتي بعد ساعات على طلب وزير الثقافة اللبناني محمد المرتضى منع عرض فيلم "باربي"، بحجة ترويجه للمثلية الجنسية، على وقع خطاب معاد اشتدت حدته أخيرا ضد أفراد مجتمع الميم-عين في لبنان الذي يُعتبر أكثر تساهلاً مع المثليين مقارنة مع دول عربية أخرى.

وقال المرتضى في بيان إن الفيلم الذي تجاوزت عائداته العالمية مليار دولار، "يتعارض مع القيم الأخلاقية والإيمانية، إذ يروّج للشذوذ والتحول الجنسي ويسوق فكرة بشعة مؤدّاها رفض وصاية الأب وتوهين دور الأم" وتسخيفه والتشكيك بضرورة الزواج وبناء الأسرة وتصويرهما عائقا أمام التطور الذاتي للفرد.

ورغم أن لبنان يُعتبر أكثر تساهلاً مع المثليين مقارنة مع دول عربية أخرى، لكنه شهد خلال السنوات الأخيرة إلغاء نشاطات عدّة داعمة لهم، بضغط من السلطات الدينية على اختلاف طوائفها ومجموعات متطرفة بشكل خاص.

وقرر المرتضى "توجيه كتاب إلى الأمن العام اللبناني"، وهو الجهاز الأمني المخول الرقابة المسبقة على الأعمال الفنية المعدّة للعرض في لبنان، "لاتّخاذ كل الإجراءات اللازمة لمنع" عرض الفيلم في البلاد.

والفيلم "يخالف بمحتواه الآداب والقيم، لاسيما قيمة الأسرة ويخالف المبادئ الوجدانية والأخلاقية والإيمانية التي تشكل الحصن الحصين للمجتمع اللبناني"، وفق ما جاء في بيان الوزير.

وبناء على قرار المرتضى، أحال وزير الداخلية بسام مولوي الفيلم إلى لجنة مراقبة أشرطة الأفلام المعدة للعرض لمراجعته وتقديم توصيات.

ولجنة مراقبة أشرطة الأفلام تابعة لجهاز الأمن العام الذي يتبع بدوره وزارة الداخلية وهو المسؤول تقليديا عن قرارات الرقابة.

وتأتي الدعوة إلى منع عرض "باربي" بعد تصعيد في الخطاب المعادي للمثليين، يقوده حزب الله أبرز الأحزاب السياسية في لبنان، فقد اعتبر الشهر الماضي أن المثليين يشكلون "خطرا داهما" على المجتمع.

وفي عام 2022، كان لبنان في عداد دول عدة لم تمنح ترخيصا لعرض فيلم الرسوم المتحركة "لايت يير" الذي تخلله مشهد قبلة بين امرأتين.

وسبق أن منعت دول خليجية بينها الكويت والإمارات والسعودية عرض أفلام تتخللها مشاهد تشير إلى مجتمع الميم.

ومع ذلك لا تزال هناك إعلانات منشورة عبر الإنترنت تؤكد موعد طرح فيلم "باربي" رسميا للعرض في الصالات اللبنانية في 31 أغسطس/آب الحالي، بعد تأجيل إطلاقه المقرر أساسا في يوليو/تموز الماضي في مختلف البلدان العربية.

وبات الفيلم مطروحا على جداول العروض السينمائية في البلدان العربية لهذا الشهر، بما يشمل السعودية والإمارات والبحرين، حيث من المقرر أن يبدأ عرض "باربي" في صالاتهم في العاشر من أغسطس/آب.

وتناقلت بعض الصفحات والمواقع على السوشيال ميديا خبر يؤكد عدم عرض فيلم باربي في السعودية، لكن لم يصدر بيان رسمي من هيئة الإعلام المرئي والمسموع تجاه حظر الفيلم حتى هذه اللحظة.

وفيلم باربي من إنتاج شركة وارنر بروذرز بالشراكة مع شركة الألعاب ماتل المالكة لحقوق لعبة باربي منذ خمسينيات القرن الماضي، وهو من إخراج غريتا غيرويغ، ويشارك في بطولته إلى جانب مارغوت روبي وراين غوسلينغ كل من أريانا جرينبلات،  كينجسلي بن أدير، إيما ماكي، هاري نيف وويل فيرل.