انتفاضة الدروز في السويداء تستحضر شعارات ثورة 2011

المتظاهرون هتفوا بشعارات تنادي بـ"إسقاط الرئيس بشار الأسد"، مؤكدين أن القمع لن يثنيهم عن حراكهم الاحتجاجي.

دمشق - شهدت مدينة السويداء في جنوب سوريا اليوم الجمعة أكبر مظاهرة مناهضة للنظام منذ بدء الاحتجاجات قبل نحو شهر بمشاركة الآلاف على الرغم من إطلاق النار على متظاهرين قبل يومين، وفق ما أكده ناشطون، فيما يواجه النظام السوري تحدي احتواء حراك احتجاجي متصاعد ينذر بإشعال فتيل ثورة ثانية.

وانطلقت في منتصف أغسطس/آب احتجاجات سلمية في محافظة السويداء، أعقبت قرار السلطات رفع الدعم عن الوقود وتطورت من احتجاج على تدهور الأوضاع الاقتصادية إلى المطالبة بـ"إسقاط النظام".

وأفاد أحد المشاركين في التظاهرة المركزية في مدينة السويداء بأن ما بين 3500 وأربعة آلاف شخص تظاهروا الجمعة في المدينة.

وأشار أحد الناشطين إلى أن الحشود التي تجمعت في ساحة الكرامة هذه المرة كانت "أكبر من المرات السابقة".

وعلى وقع الموسيقى، هتف المتظاهرون "ما في للأبد ما في للأبد، عاشت سوريا ويسقط الرئيس السوري بشار الأسد"، حاملين رايات ترمز إلى الطائفة الدرزية.

وخلال أيام الحراك، أقفل محتجون مكاتب تابعة لحزب البعث الحاكم كما عمدوا إلى نزع صور للرئيس الراحل حافظ الأسد.

وأصيب ثلاثة متظاهرين بجروح الأربعاء حين فتح مسلحون النار عليهم أثناء محاولتهم إغلاق فرع حزب البعث الحاكم.  وكانت تلك المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق النار باتجاه محتجين خلال التظاهرات الأخيرة.

وقال ريان معروف من شبكة "السويداء 24" المحلية لفرانس برس إن "هذا الرد القمعي زاد الناس إصراراً وتمسكاً بالسلمية".

وأورد المتظاهر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "لسنا خائفين ونحن مستمرون في تحركنا بشكل سلمي حتى النهاية".

ودعا بيان صدر بالتنسيق مع أحد شيوخ المحافظة الشيخ حكمت الهجري، تلاه أحد المتظاهرين، إلى بناء دولة وطنية ديمقراطية ورفض "أن يملي حزب سياساته" على أهالي المنطقة.

وأعربت السفارة الأميركية في سوريا الخميس عن قلقها إزاء "استخدام النظام للقوة في السويداء".  

ولمحافظة السويداء خصوصيتها، إذ طوال سنوات النزاع، تمكّن دروز سوريا إلى حد كبير من تحييد أنفسهم عن تداعياته. فلم يحملوا إجمالاً السلاح ضد النظام ولا انخرطوا في المعارضة باستثناء قلة. وتخلف عشرات آلاف الشبان عن التجنيد الإجباري، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح دفاعاً عن مناطقهم فقط، بينما غضّت دمشق النظر عنهم.

وتشهد السويداء منذ سنوات تحركات متقطعة احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية.

والحكومة السورية حاضرة في محافظة السويداء عبر المؤسسات الرسمية، فيما ينتشر الجيش حاليا على حواجز في محيط المحافظة.

وبعد أكثر من 12 عاماً من نزاع دام، تشهد سوريا أزمة اقتصادية خانقة، فاقمها زلزال مدمّر في فبراير/شباط وعقوبات اقتصادية مفروضة من الدول الغربية وخسرت معها العملة المحلية أكثر من 99 في المئة من قيمتها.