تفاعل جمعياتي مع الجهود الملكيّة في دعم متضرري زلزال الحوز

عمليات التضامن وإيصال المساعدات للمناطق المتضررة من الزلزال لا تهدأ، فيما تتّسع قائمة القرارات والمبادرات الحكومية لتجاوز آثار المحنة.

الرباط - تواصل الجمعيات التطوعية المغربية أنشطتها التضامنية لدعم الأطفال والشباب في المناطق المتضررة من الزلزال بالموزاة مع الجهود التي تبذلها السلطات لتجاوز آثار الكارثة الطبيعية التي أسفرت عن نحو 3 آلاف قتيل، لكنها أظهرت التحاما بين الشعب المغربي ودولته وهبّ المواطنون من كافة المناطق لتقديم العون للمتضررين في مدّ تضامني أشادت به العديد من الدول واعتبره نشطاء من كافة أصقاع العالم درسا في الوطنية.
ومنذ الجمعة وحتى السبت تنظم عدة جمعيات مغربية غير حكومية أنشطة لفائدة تلاميذ قرية تكاديرت التابعة لتحناوت على بعد 60 كلم من مراكش.
وقالت منى الحميدي إحدى المشاركات في حملات دعم متضرري الزلزال إنه "تم تنظيم ورشات رسم ورياضة وألعاب لفائدة أطفال قرية تكاديرت".
وذكرت الحميدي أن سكان القرية بحاجة إلى مثل هذه المبادرات لتجاوز تداعيات الزلزال النفسية والاجتماعية لاسيما مع ارتفاع عدد المدارس التي تضررت جراء الكارثة.
والخميس قال وزير التعليم المغربي شكيب بنموسى في ندوة صحفية إن "عدد المؤسسات التعليمية التي تضررت جراء زلزال الحوز بلغ 1050 مؤسسة، منها 60 مؤسسة انهارت بالكامل".
وفي السياق تواصل جمعيات أخرى عمليات التضامن وإيصال المساعدات للمناطق المتضررة من الزلزال.
ووفق مقاطع فيديو بثت بمنصات التواصل الاجتماعي تنوعت أنشطة الجمعيات غير الحكومية بين نصب الخيم والبيوت المركبة وبعض الخدمات الاجتماعية الأخرى.
وفي سياق متصل استفاد نحو 7474 شخصا من خدمات قوافل طبية وجراحية نظمت في الفترة من 9 إلى 26 أيلول/سبتمبر الجاري لصالح متضرري الزلزال في إقليم أزيلال.
وأفادت وكالة الأنباء المغربية الرسمية بأن "هذه القوافل التي نظمتها المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بأزيلال بشراكة مع عدة شركاء والتنسيق الوثيق مع السلطات الإقليمية، تندرج في إطار جهود دعم ضحايا المناطق التي تأثرت بزلزال الحوز".
وشارك في هذه الحملات 270 كادرا صحيا استفادت من خدماتهم 29 قرية متضررة من الزلزال بإقليم أزيلال، وفق ذات المصدر.

ويولي العاهل المغربي الملك محمد السادس أهمية بالغة لتنفيذ البرنامج العاجل الذي أقره لدعم المتضررين وتسريع عملية إعادة البناء، فيما رصدت المملكة 120 مليار درهم (12 مليار دولار) لتنمية 6 أقاليم ، فضلا عن منح مالية لإعادة الإسكان وتهيئة الطرق.
وأعلنت الحكومة المغربية عزمها صرف 2500 درهم (250 دولارا) شهريا لكل أسرة متضررة من الزلزال، ابتداء من الشهر الجاري ولمدة سنة، كما تسعى السلطات المغربية إلى تطبيق برنامج لتنمية الأقاليم المتضررة من خلال العديد من المشاريع.

ويشمل الدعم أيضا تقديم مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم (نحو 14 ألف دولار) لأصحاب المساكن التي انهارت بشكل تام و80 ألف درهم (نحو 8 آلاف دولار) لتغطية أشغال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا.
وتبلغ الميزانية المخصصة للدعم المالي للأسر المنكوبة تصل نحو 8 مليارات درهم (800 ألف دولار) وتشمل إعادة بناء وتأهيل المساكن المتضررة.
وبعد الزلزال أعلنت الحكومة المغربية فتح حساب خاص لدى الخزينة وبنك المغرب (المركزي) بهدف تلقي المساهمات التضامنية من المواطنين والهيئات الخاصة والعامة وبلغت تبرعات المساهمين نحو 10 مليارات درهم (حوالي مليار دولار) حتى السبت الماضي.

وأعلن المغرب اليوم السبت إقامة مستشفيين ميدانيين في إقليمي شيشاوة (شمال) وتارودانت (وسط) لتقديم العلاج لأهالي المناطق المتضررة من الزلزال.
وقال بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية (الجيش) إن "القوات المسلحة الملكية شرعت في إقامة المستشفيين تنفيذا لتعليمات العاهل المغربي الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة".
وأشار إلى أن هذه المبادرة "سترفع عدد المستشفيات الميدانية الطبية الجراحية التي تمت إقامتها إلى أربعة وستسهم في تعزيز الدعم والمساعدة الطبية لفائدة الساكنة المتضررة خاصة مع اقتراب فصل الشتاء".
وأضاف البيان أنه عقب الزلزال مباشرة تم إنشاء مستشفيين ميدانيين في منطقتي آسني بمراكش (شمال) وتافنكولت بتارودانت (وسط)".
وذكر أن المستشفيين "تمكّنا حتى الآن من إجراء حوالي 121 عملية جراحية وتقديم أكثر من 25 ألف خدمة طبية متخصصة، منها حوالي مائة تم تقديمها عبر تقنية التطبيب عن بعد من قبل أطباء متخصصين بالمستشفيات العسكرية".
وسارعت الجمعيات غير الحكومية إلى الانتقال للمناطق المتضررة في المغرب منها حملة وطنية نظمها مقاولون شباب تحت اسم "عملية أطلس" بمشاركة عدة جمعيات وأهمها "أفتاس للتنمية والتضامن"، كما عملت على إيجاد حلول من أجل مساعدة المتضررين، مثل ربط قرى بشبكة الإنترنت عبر الفضاء وتوفير الكهرباء باستعمال الطاقة الشمسية وتوظيف البرامج الإلكترونية من أجل التنسيق في عملية الدعم والمساعدة.
كما ساهمت الجالية المغربية المقيمة بالخارج في عملية الدعم حيث أرسل أفرادها مساعدات عبر السيارات والشاحنات، فيما وظف مؤثرون منصات التواصل الاجتماعي من أجل التوعية بحاجات المنطقة، فضلا عن طلبات الدعم وإيصالها للمناطق المتضررة.
وتطوع العديد من المواطنين للعمل مع الجمعيات، التي وظفت حرفيين آخرين من أجل صناعة الخيام أو حاجيات المتضررين.