واشنطن ولندن تسعيان لاجلاء رعاياهما قبل اجتياح غزة
واشنطن - قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إن مسؤولي الإدارة الأميركية يأملون في إمكانية فتح معبر رفح بين قطاع غزة ومصر لبضع ساعات في وقت لاحق الاثنين، في نفس الوقت الذي يسعى فيه نواب بريطانيون لمحاولة إجلاء رعاياهم.
وتحاول الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى الضغط على إسرائيل لفتح المعبر لإجلاء رعاياهم، فيما تريد مصر إدخال المساعدات إلى غزة الأمر الذي ترفضه إسرائيل.
وقالت مصر إن إسرائيل لا تتعاون في توصيل المساعدات إلى غزة وإجلاء حاملي جوازات السفر الأجنبية عبر المعبر الوحيد الذي لا تسيطر عليه بشكل كامل مما يترك مئات الأطنان من الإمدادات عالقة.
وقال كيربي في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأميركية "لا يزال مغلقا حاليا"، مضيفا "نأمل، في أن يكون مفتوحا في وقت لاحق من اليوم لمدة ساعات. ولكن مرة أخرى، ليس أمامنا سوى أن ننتظر ونرى كيف ستسير الأمور"، مشيرا إلى "تحطم" الآمال في فتح المعبر مطلع الأسبوع، لكنه قال أيضا "سنواصل العمل على هذا الأمر بجدية كبيرة جدا جدا".
وعاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل سعيا للتوصل إلى اتفاق يسمح لبعض الأميركيين على الأقل بمغادرة القطاع الساحلي الذي يتعرض للقصف الإسرائيلي بعد هجوم حركة حماس على المدنيين الإسرائيليين. وكانت الولايات المتحدة طلبت من مواطنيها في غزة التوجه إلى المعبر. وتقدر الحكومة الأميركية عدد الأميركيين من أصل فلسطيني في غزة بما يتراوح بين 500 إلى 600. وأكدت مقتل 30 مواطنا أميركيا خلال الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول الجاري، وقالت أن 13 آخرين ما زالوا في عداد المفقودين.
وبالتوازي مع المساعي الأميركية، يضغط نواب برلمانيون بريطانيون على مصر من أجل فتح معبر رفح للسماح للبريطانيين بالفرار من غزة والحد من تأثير الصراع مع إسرائيل "الذي لا مفر منه تقريبا " على المدنيين .
ونقلت وكالة الأنباء البريطانية "بي إيه ميديا" عن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك قوله الاثنين، إنه يتعين أن تركز العملية العسكرية الإسرائيلية الوشيكة على حماس ، مثيرا القلق بشأن حدوث "تصعيد إقليمي"، بينما حذر وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي من أن القتال في غزة، حيث من المتوقع أن تشن إسرائيل هجوما عن طريق البر والبحر والجو، أن يكون "مروعا".
ويبذل المسؤولون البريطانيون جهودهم مع السلطات المصرية في محاولة لتسهيل مغادرة البريطانيين ومزدوجي الجنسية وكذلك زوجاتهم وأطفالهم، من غزة عبر الحدود. ورغم ذلك، كانت التوقعات داخل الحكومة بشأن فتح معبر رفح بين غزة ومصر منخفضة للغاية الاثنين.
واعترف سوناك بأن "القلق يساور العديد من العائلات التي لديها أحباء تأثروا بما حدث أو فقدوا"، في ظل وجود نحو 10 رهائن بريطانيين تحتجزهم حماس. كما أثار موضوع المعبر الحدودي في مكالمة هاتفية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأسبوع الماضي، ومن المفهوم أنه يمكن التعامل مع فتح الحدود للمواطنين الأجانب واللاجئين الفلسطينيين بشكل منفصل. وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء "نعتقد أنه أمر مهم، سواء لصالح المواطنين البريطانيين أو غيرهم، ولكنه مهم أيضا لتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وأعربت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة العالمية عن قلقها إزاء تدهور الوضع الإنساني في غزة، بعد أن أمرت إسرائيل المدنيين بإخلاء الشمال قبل هجوم وشيك، فيما ذكرت مصر أن معبر رفح ظل مفتوحا من الجانب المصري في الأيام الماضية لكنه صار غير مؤهل للعمل بسبب القصف الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني. والمعبر هو مدخل حيوي محتمل للإمدادات التي تشتد الحاجة إليها في القطاع الفلسطيني المحاصر.
ومع اشتداد القصف الإسرائيلي والحصار على غزة، بقي سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بدون كهرباء، مما دفع الخدمات الصحية وتلك الخاصة بالمياه إلى حافة الانهيار مع اقتراب الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية للمستشفيات من النفاد.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري للصحفيين "هناك حاجة ملحة لتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة"، موضحا أن المحادثات مع إسرائيل لم تكن مثمرة، مضيفا "لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية موقفا حتى الآن بشأن فتح معبر رفح من جانب غزة للسماح بدخول المساعدات وخروج مواطني دول ثالثة"، في حين أبدى دبلوماسيون غربيون مخاوفهم أيضا من أن يشعل الصراع بين حماس وإسرائيل صراعا أوسع في الشرق الأوسط.