وساطة روسية تركية لاحتواء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

بوتين يجري اتصالات مع خمسة من الأطراف الرئيسية بالمنطقة منها إيران وقوى عربية كبرى، فيما تبحث أنقرة سبل التوصل إلى وقف إطلاق النار في المدى القصير.

موسكو/أنقرة - شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب المستعرة بين إسرائيل وحركة حماس، بالتزامن مع وساطة تركية لهدنة إنسانية ودفع طرفي الصراع إلى التفاوض بشأن تبادل للأسرى.

وأفاد الكرملين بأن بوتين أجرى اليوم اتصالات مع خمسة من الأطراف الرئيسية بالمنطقة منها إيران وقوى عربية كبرى بحث خلالها سبل البدء في تسوية سياسية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقالت روسيا، التي لها علاقات مع إيران وحماس والقوى العربية الكبرى وكذلك مع الفلسطينيين وإسرائيل، مرارا وتكرارا إن الولايات المتحدة والغرب يتجاهلون الحاجة إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود 1967.

وأشار الكرملين إلى أن بوتين تحدث هاتفيا إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والرئيس السوري بشار الأسد، مضيفا أنه يعتزم أيضا التحدث إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف لبوتين إن "الوضع في تصاعد وإن أعمال الجيش الإسرائيلي عشوائية والخطر يكمن في أن تبدأ إسرائيل عملية برية ضد غزة".

وأضاف في اجتماع حضره أيضا كبار قادة الاستخبارات والجيش في روسيا "الخطر كبير في أن يخرج هذا الصراع برمته عن نطاق السيطرة".

وأردف أن الولايات المتحدة مسؤولة في نهاية المطاف عن الأزمة بسبب سياستها الفاشلة في الشرق الأوسط وأن واشنطن تعرقل قرارا روسيا في مجلس الأمن الدولي.

ويقول بوتين إن أعمال العنف الراهنة في الشرق الأوسط تظهر مدى فشل السياسة الأميركية في المنطقة ويتهم الغرب أيضا بالسعي إلى تمزيق روسيا من خلال تقديم الدعم لأوكرانيا.

وسيلتقي بوتين مع الرئيس الصيني شي جينبينغ في بكين هذا الأسبوع في مسعى لتعميق الشراكة التي تم التوصل إليها بين أكبر منافسين استراتيجيين للولايات المتحدة.

وتقول روسيا والصين، العضوان الدائمان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إن القضية الأساسية في قلب الصراع هي انعدام العدالة للفلسطينيين.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن مستشار السياسة الخارجية في الكرملين يوري أوشاكوف قوله "نعتقد أن الشيء الرئيسي المطلوب الآن في هذا الوضع هو وقف إطلاق النار فورا والبدء في عملية تسوية سياسية".

ودعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم الاثنين إلى وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، واقترح خلال اجتماع مع نظيره الروسي أن تعمل القوى العالمية الكبرى على تجنب وقوع كارثة إنسانية.

وبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الصراع بين إسرائيل وحماس مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي في بكين قبل زيارة الرئيس فلاديمير بوتين للصين.

"لا مناص من وقف إطلاق النار وإعادة الجانبين إلى طاولة المفاوضات وفتح قناة إنسانية طارئة لمنع وقوع كارثة إنسانية أخرى".

وقال وانغ للافروف، بحسب نص صيني للاجتماع، "على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اتخاذ إجراءات ويجب أن تلعب القوى الكبرى دورا فعالا".

وأضاف "لا مناص من وقف إطلاق النار وإعادة الجانبين إلى طاولة المفاوضات وفتح قناة إنسانية طارئة لمنع وقوع كارثة إنسانية أخرى".

بدوره أفاد مصدر بوزارة الخارجية التركية بأن الوزير هاكان فيدان أجرى اتصالا هاتفيا مع زعيم حركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية اليوم الاثنين.

وقال المصدر إن فيدان وهنية ناقشا آخر تطورات القتال بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين، فضلا عن إطلاق سراح الرهائن المدنيين الذين تحتجزهم حماس.

وقال رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش إن "أحد أهم الشروط الأساسية للسلام في الشرق الأوسط، إقامة دولة فلسطينية تتمتع بوحدة أراضيها وليس على الورق فحسب"
وأكد قورتولموش في كلمة قورتولموش باجتماع اتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلام "علينا رفع أصواتنا بالقدر الذي يُخيف الظالمين وستكون تصريحاتنا أقوى في المحافل الدولية"، مشددا على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة  وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين.
واعتبر مسألة إيصال المساعدات الإنسانية لغزة "مسؤولية تاريخية على عاتق الإنسانية جمعاء وبالأخص شعوب وقادة العالم الإسلامي".
وأكد على جهود تركيا الحثيثة من أجل إيصال المساعدات في ظل منع "سلطات الاحتلال" إيصال هذه المساعدات لغزة و"صمت من المجتمع الدولي أمام هذه المأساة".
ودعا للتركيز على وقف إطلاق النار في المدى القصير واتخاذ خطوات من شأنها حل الأزمة السياسية على المدى الطويل.
وطالب بتضافر الجهود من أجل تأسيس دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس (الشرقية).
وشدد على ضرورة حماية الأماكن المقدسة لا سيما المسجد الأقصى ووقف عمليات الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، معتبرا أن صمت الدول الغربية أمام أعداد الضحايا من الفلسطينيين بأنه "عار على الإنسانية"
وحذر قورتولموش من تصاعد التوتر وانتشاره لمناطق أخرى في الشرق الأوسط وأكد أنّ "إقامة دولة فلسطينية حرة في الشرق الأوسط شرط من أجل تحقيق السلام في العالم".
وقدم رئيس البرلمان التركي رؤية بلاده بخصوص ضرورة إصلاح المنظومة الدولية قائلاً "نطالب باجتماع مجلس الأمن. إذا اجتمع ماذا سينجم عن ذلك؟ إذا تم تقديم قرار إدانة أو عقوبات على إسرائيل فإن داعمي إسرائيل في الاجتماع سيستخدمون الفيتو".