إسرائيل تتعقب هواتف سكان غزة لرصد حركة النزوح
تل أبيب - أفاد تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن تتبع هواتف سكان غزة يكشف معدل حركة النزوح، في أعقاب دعوة الجيش الإسرائيلي لنحو 1.1 مليون شخص في القطاع إلى التحرك جنوبا، قبل أن يقوم باجتياح بري لغزة.
ويبرر الجيش الإسرائيلي دعوات الإجلاء وتعقب الهواتف أنها "تأتي في إطار حماية المدنيين في غزة"، في ظل عملية عسكرية برية متوقعة إلى جانب الضربات الجوية المتواصلة، وذلك عقب الهجوم المباغت وغير المسبوق لحماس في السابع من أكتوبر الجاري، ضد بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية.
وفي غرفة تحكم في قاعدة للجيش الإسرائيلي جنوبي البلاد، يجلس خمسة جنود أمام شاشات كمبيوتر ضخمة لمتابعة عمليات نزوح مئات الآلاف من سكان غزة، من الشمال إلى جنوبي القطاع، باستخدام بيانات يتم جمعها من أكثر من مليون هاتف خلوي، مما يجعل الجيش الإسرائيلي قادرا على معرفة الأعداد التقديرية للنازحين.
وتظهر بعض الأحياء على الشاشات باللون الأحمر وأخرى بالأبيض، في إشارة إلى أن غالبية السكان لا يزالون فيها، بينما كان هناك عدد متزايد من المناطق باللونين الأخضر والأصفر، في إشارة إلى أن معظم سكان تلك المناطق قد غادروا منازلهم.
وقال جنرال إسرائيلي، "هذا النظام ليس دقيقا بنسبة 100 بالمئة، لكنه يكشف معلومات نحتاج إليها لاتخاذ القرار. الألوان تقول ما يمكن وما لا يمكن فعله".
وأثارت دعوة إسرائيل للفلسطينيين مغادرة مدينة غزة والتحرك جنوبا، قلق مصر التي اعتبرتها محاولة لدفع مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى أراضيها.
كما رفض المصريون السماح للمواطنين الأجانب بما في ذلك الأميركيين، بمغادرة غزة عبر معبر رفح، حتى توافق إسرائيل على السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وفشل مشروع قرار صاغته روسيا في مجلس الأمن الدولي الإثنين، يدعو إلى وقف إطلاق النار لدواع إنسانية في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، في الحصول على الحد الأدنى من الأصوات المطلوبة وعددها تسعة في المجلس المؤلف من 15 عضوا.
وحصل مشروع القرار على خمسة أصوات مؤيدة وأربع معارضة، فيما امتنع ستة أعضاء عن التصويت.
واقترحت روسيا مسودة النص الجمعة، والتي دعت أيضا إلى إطلاق سراح الرهائن وإيصال المساعدات الإنسانية والإجلاء الآمن للمدنيين المحتاجين.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة وإسرائيل "اتفقتا على وضع خطة تسمح بوصول المساعدات إلى المدنيين في غزة".
وقال بلينكن إن "من الضروري أن يبدأ تدفق المساعدات إلى غزة في أقرب وقت ممكن".
كما أعلن بلينكن أن الرئيس جو بايدن سيزور إسرائيل الأربعاء، للتضامن في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنته ضدها حركة حماس. وأضاف أن بايدن "سيواصل التنسيق الوثيق مع الشركاء الإسرائيليين لإطلاق سراح الرهائن" لدى حماس.
ويعيش قطاع غزة المحاصر أزمة إنسانية غير مسبوقة رغم الحروب التي واجهها على مدار عقود، فقد حذر برنامج الأغذية العالمي من أن الوضع في قطاع غزة يتدهور بشكل متسارع، لافتا إلى أنه "لم يبق في المتاجر سوى ما يكفي لأربعة أو خمسة أيام" من مخزون الغذاء، فيما دعت منظمة الصحية العالمية إلى إدخال المساعدات الطبية "بشكل عاجل".
وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، عبير عطيفة "داخل المتاجر تكفي المخزونات (الغذائية) لأقل من بضعة أيام، ربما أربعة أو خمسة أيام"، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.
من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية، إن هناك "حاجة عاجلة إلى إيصال المساعدات الطبية إلى قطاع غزة"، محذرة من" أزمة إنسانية" في القطاع الذي يتعرض على مدار الأيام الماضية لقصف إسرائيلي قوي.
وكشف ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، ريتشارد بيبركورن، أن "2800 شخص قتلوا و11 ألفا أصيبوا في غزة منذ بدء الضربات الجوية على القطاع"، مشيرًا إلى أن "نصف عدد المصابين والقتلى تقريبا من النساء والأطفال".