الجيش الإسرائيلي ينذر سكان شمال غزة قبل تصعيد جديد

الجيش الإسرائيلي يطالب سكان غزة بالانتقال إلى منطقة المواصي غير المؤهلة لاستقبالهم ولا يوجد فيها بنية تحتية في تهجير قسري جديد.

غزة - وجه الجيش الإسرائيلي الأربعاء تهديدا جديدا لأهالي القطاع بعد القصف الأخير الذي استهدف مستشفى "المعمداني" في غزة، وراح ضحيته أكثر من 500 شخص معظمهم من النساء والأطفال، فيما يبدو استعدادا لجولة قصف جديدة.

ووجه متحدث باسم الجيش فيديو لأهالي غزة باللغة العربية قائلا "سكان شمال القطاع ومدينة غزة أنا أعود وأقول لكم اخرجوا من بيوتكم لمنطقة جنوب وادي غزة من أجل سلامتكم".

وأضاف المتحدث من أمام صف من الدبابات "أنا أناشدكم أن تذهبوا للمناطق المفتوحة غربي خانيونس وإذا كان هناك حاجة سيتم إرسال مساعدة إنسانية دولية لهذه المناطق. لا تدعوا حماس تخاطر بحياتكم هم يقولون لكم ابقوا في مكانكم حتى يستغلوكم كدروع بشرية. اذهبوا للجنوب!".

ويدعو الجيش الإسرائيلي، سكان غزة إلى الانتقال إلى منطقة المواصي الواقعة جنوبي القطاع، وقال الناطق باسمه أفيخاي أدرعي، إنه "سيتم توجيه المساعدات الإنسانية إليها في حالة الضرورة".

ورغم هذا التحذير، الذي كرره الجيش أكثر من مرة منذ بدء التصعيد على القطاع بعد هجوم حركة حماس، مطالبا أهل القطاع بالنزوح جنوبا، فإن مصادر تقول أن المواصي عبارة عن منطقة زراعية غير مؤهلة لاستقبال النازحين، كون المنازل فيها تعد بالعشرات.

وأضاف أدرعي في بيان عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، الأربعاء، أن "جيش الدفاع يواصل مناشدة سكان شمالي القطاع ومدينة غزة، الانتقال إلى منطقة المواصي الواقعة جنوبي وادي غزة، ويعلن عن توصيته بالتنقل إلى المناطق المفتوحة غربي خان يونس، في منطقة المواصي".

وتؤكد المصادر أن هذه المنطقة لا يوجد فيها أي بنية تحتية، وما يحصل خطير جدا. والتحذير الجديد للجيش الإسرائيلي عبارة عن تهجير قسري بطريقة أسوأ من ذي قبل.

وتحذر دول الجوار من أن نقل سكان غزة إلى الجنوب يأتي تمهيدا لتهجيرهم إلى سيناء وهو ما ترفضه مصر رفضا قاطعا.

وسجلت وكالة "الأونروا" نزوح مليون شخص من مختلف مناطق القطاع، منذ بداية التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، وقال المستشار الإعلامي للوكالة عدنان أبو حسنة، إن "نصف أعداد النازحين يتواجدون في مراكز الوكالة"، مضيفا "نحن نقدم القليل وأقل من القليل على مستوى الرعاية الصحية والمياه".

وتابع "ما يحدث يفوق قدرات الأونروا. كنا مستعدين لاستقبال 150 ألفا من النازحين وليس لاستقبال مليون".

ويأتي التحذير الإسرائيلي لأهالي القطاع بعد ساعات فقط من ضربة مستشفى المعمداني، التي قتل فيها "ما لا يقل عن 500 شخص بضربة جوية إسرائيلية"، حسب بيان لوزارة الصحة في قطاع غزة.
وأعلنت الوزارة ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 3478 جراء هجمات إسرائيل على القطاع المتواصلة للأسبوع الثاني. وذكرت أن عدد المصابين الفلسطينيين تجاوز 12 ألف مصاب بجروح مختلفة.

ونفى الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن استهداف المستشفى، محملا ما حصل لـ"صواريخ تابعة لحركة الجهاد الإسلامي"، إلا أن الأخيرة نفت ذلك، بالإضافة إلى نفي حماس أيضا في بيان لاحق.

من جانبه، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال زيارته إلى تل أبيب لإظهار الدعم لإسرائيل "يبدو أن الجهة الأخرى تسببت به (الهجوم)".

وشنت حركة حماس يوم السابع من الشهر الجاري هجوما غير مسبوق على إسرائيل تحت اسم "طوفان الأقصى" بإطلاق آلاف القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل، وعمليات دخول غير مسبوقة لمقاتلين فلسطينيين داخل الأراضي الإسرائيلية ما أدى إلى مقتل 1300 إسرائيلي.

ومنذ ذلك الوقت نفذ الجيش الإسرائيلي على مدار الساعة آلاف الضربات الجوية والمدفعية التي استهدفت أحياءً سكنية ومبان متعددة الطوابق مأهولة بالسكان في قطاع غزة.

واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش إسرائيل باستخدام ذخائر الفسفور الأبيض في عملياتها العسكرية في غزة ولبنان، قائلة إن استخدام مثل هذه الأسلحة يعرض المدنيين لإصابات خطيرة وطويلة الأمد. وقال الجيش الإسرائيلي إنه "ليس لديه علم حاليا باستخدام أسلحة تحتوي على الفسفور الأبيض في غزة".