محور المقاومة في عيون نشطاء التواصل الاجتماعي ليس إلا محور مقاولة

المواقف الكلامية لكبار المسؤولين الإيرانيين أثارت انتقادات قيادات حماس مطالبين باتخاذ تحركات أكثر عملية لدعم الحركة في حربها ضد إسرائيل.

غزة – أعرب رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن خيبتهم من انتظار تحرك محور المقاومة الذي أطلق الوعود والوعيد والتهديدات والإنذارات لإسرائيل والولايات المتحدة من التصعيد في غزة واستهداف المدنيين، معتبرين أن مواقفه أثبتت أنه محور مقاولة وليس مقاومة.
وتسببت الأحداث الأخيرة في قطاع غزة بإحراج شديد لإيران ولذراعها في المنطقة المتمثل بما يسمى محور المقاومة في لبنان وسوريا واليمن والذي ظل طيلة 12 يوما يطلق الإنذارات والتصريحات النارية دون تحرك فاعل، بل مجرد مناوشات محدودة ومدرسة لحفظ ماء الوجه دون التورط في الحرب، وآخر هذه التصريحات كانت من المرشد الإيراني علي خامنئي الثلاثاء، الذي وصف الهجمات الإسرائيلية على حماس في غزة بأنها "جريمة"، وحذر من أنه إذا استمرت هذه الهجمات "فلا أحد يستطيع إيقاف المسلمين وقوات المقاومة".

واحتل خطاب خامنئي صدر الصفحات الأولى في الصحف الإيرانية الأربعاء، في حين أشار محللون أنه لا يزال محتاطا تجاه الأوضاع، وأنه لا يرغب في الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، ولكنه مضطر لاتخاذ مثل هذه "المواقف الكلامية"، وهي مواقف أثارت انتقادات قيادات حماس نفسها التي طالبت إيران وما يسمى بمحور المقاومة باتخاذ مواقف أكثر عملية لدعم الحركة في حربها ضد إسرائيل.

وكان الحرس الثوري الإيراني، قد قال الثلاثاء الماضي إنه "إذا لم تتوقف جرائم إسرائيل بحق غزة، فستكون هناك صدمة أخرى بانتظارهم"، مضيفا أن "صدمات قوى المقاومة ستستمر ضد الصهاينة، حتى يختفي هذا الورم السرطاني من خريطة العالم".
وتداول ناشطون تصريحات قادة حماس الذين انتقدوا المواقف الإيرانية الضعيفة والدعم الخجول الذي لا يرقى لمستوى الكارثة الإنسانية التي تجري حاليا في غزة.

وعلق ناشط على مقطع فيديو نشره الفلسطيني وضاح خنفر مدير قناة الجزيرة السابق يسأل إيران وحزب الله عن جدوى محور المقاومة.

ورأى ناشطون أن محور المقاومة ليس سوى أداة بيد إيران تستخدمها لكسب تأييد شعبي من أجل السيطرة على السلطة ونشر ولاية الفقيه في المنطقة العربية، بينما ظهرت حقيقة هذا المحور خلال12 يوم من البيانات والتهديدات وطباعة البوسترات، في حين أن الجميع يعلم أن الضربة التي وجهتها حماس لإسرائيل كانت مدعومة بشكل مباشر من إيران التي اكتفت بالبقاء في الخلف وتوريط الفلسطينيين في الحرب.  

وجاء في تعليق:

كما جاءت ردود الفعل المستنكرة لمحور المقاومة من قبل حلفاءها أيضا، حيث أمهل شيخ قبلي من محافظة عمران اليمنية المحور الساعات القادمة للرد على المجازر الإسرائيلية بحق أبناء غزة المحاصرة أو التبرؤ منهم بعد انكشاف حقيقتهم. وقال الشيخ أمين عاطف في تغريدة على حسابه بمنصة اكس

وكشفت مصادر محلية بالعاصمة اليمنية صنعاء، أن مليشيات الحوثي التابعة لإيران اعتقلت العشرات من الشباب اليمني، الذين خرجوا للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالجرائم الإسرائيلية بحق أهالي قطاع غزة. وذلك بعد خروجهم الجمعة في مسيرة عفوية رفعوا خلالها العلم الفلسطيني على سياراتهم، دون تنسيق مع السلطات الحوثية.

وأفادت المصادر بأن المليشيات زجت بالعشرات من الشباب في عدد من أقسام الشرطة بصنعاء، بتهمة الخروج في مسيرة دون ترخيص.

وكانت المليشيات الحوثية، نظمت مظاهرة في اليوم ذاته، في منطقة الجراف وجولة الجمنة بأمانة العاصمة صنعاء، تحت مسمى دعم الشعب الفلسطيني والتنديد بالعدوان الإسرائيلي، وخلالها رفع الحوثيين شعارها المستورد من إيران، وصور زعيم الجماعة ومرشد الثورة الإيرانية وزعيم حزب الله اللبناني.

وقالت المصادر أن المليشيات اعتقلت العديد من المشاركين في التظاهرة بسبب رفضهم ترديد ما يسمى بشعار الصرخة أو رفع صور زعماء إيران.

وشهدت العديد من المحافظات اليمنية، مظاهرات شعبية حاشدة، من بينها مأرب وتعز وحضرموت وأبين والضالع وعدن وغيرها، دعما للشعب الفلسطيني وحقه المشروع في المقاومة.

أما حزب الله، فقد أكد مراقبون أن خططه مدروسة عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل، ويحرص على إبقاء الاشتباكات على الحدود مع إسرائيل ضمن حدودها الدنيا ويستبعد غالبية المحللين إمكانية تورط الجماعة في الحرب الدائرة، فيما رجحت وثيقة استخباراتية أميركية ألا يشن حزب الله هجوماً على إسرائيل.

 

 

واكتفى حزب الله بتدخل محدود النطاق حتى الآن، في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وسط دعوات بعدم فتح جبهة ثانية ضد تل أبيب، وتجنب المزيد من التوتر.