سوناك في الشرق الأوسط لتقديم الدعم الكامل لإسرائيل ثم بحث التهدئة
لندن - يجري رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك جولة في الشرق الأوسط تتضمن إسرائيل والسعودية وقطر ومصر، في مساعي للدفع إلى التهدئة بعد تقديم الدعم الكامل لإسرائيل.
وتحاول دول غربية موازنة دعمها الكامل لإسرائيل بدعوات لتخفيف وطأة المحنة على سكان قطاع غزة لكن سوناك شدد بقوة على الوقوف بالأساس بجانب إسرائيل.
ووزير الخارجية البريطاني أحدث زعيم غربي يزور القدس الخميس لإظهار الدعم لإسرائيل ومحاولة التفاوض على طريقة لضمان إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس وتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وقال للصحفيين لدى هبوط طائرته في تل أبيب بعد ساعات فحسب من مغادرة الرئيس الأميركي جو بايدن "قبل كل شيء، أنا هنا لأعبر عن تضامني مع الشعب الإسرائيلي. عانيتم من عمل إرهابي مروع ولا يمكن وصفه وأريدكم أن تعلموا أن المملكة المتحدة وأنا نقف معكم".
وتعهد لنظيره الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بأن بريطانيا ستقف إلى جانب إسرائيل في "أحلك أوقاتها"، ورحب بقرار السماح بدخول المساعدات إلى غزة من مصر قائلا إن إسرائيل تبذل قصارى جهدها للحد من وفيات المدنيين.
وأضاف "أعلم أنك تتخذ كل الاحتياطات لتجنب إيذاء المدنيين في تناقض تام مع حماس التي تسعى إلى تعريض المدنيين للخطر". وتابع "أرحب بقراركم الصادر أمس والذي اتخذتموه لضمان فتح الطرق المؤدية إلى غزة لدخول مساعدات إنسانية.. فخور بالوقوف هنا معك. في أحلك أوقات إسرائيل كصديق لكم، سنقف معكم متضامنين، سنقف مع شعبكم ونريدكم أن تنتصروا أيضا".
من جانبه، قال نتانياهو إن الهجوم المباغت الذي شنه مسلحو حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر استهدف منع توسيع علاقات بلاده السلمية في الشرق الأوسط، وطلب من بريطانيا مواصلة دعم تل أبيب في هجومها المضاد على غزة.
وأضاف "كنا على وشك توسيع هذا السلام، وإحباط هذه الخطوة كان أحد أسباب الهجوم".
وفي وقت لاحق الخميس، التقى سوناك بولي العهد الأمير محمد بن سلمان في السعودية، حيث حث على استخدام القيادة السعودية في المنطقة لدعم الاستقرار، مؤكدا المخاوف من أن هجوم حماس ورد إسرائيل يمكن أن يشعل اضطرابات إقليمية.
وأكد الأمير محمد بن سلمان خلال اللقاء، ضرورة بذل كافة الجهود الممكنة لخفض وتيرة التصعيد وضمان عدم اتساع رقعة العنف لتلافي تداعياته الخطيرة على الأمن والسلام في المنطقة والعالم، وأهمية تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.
كما أكد أن المملكة تعد استهداف المدنيين في غزة جريمة شنيعة واعتداءً وحشياً، مشدداً على ضرورة العمل على توفير الحماية لهم.
وكانت قطر محطته الثالثة في المنطقة، وقال مكتب سوناك إنه وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتفقا الجمعة على ضرورة منع تصاعد العنف في الشرق الأوسط وإدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة.
وأضاف المكتب في بيان بعد اجتماع بين الزعيمين أنهما "شددا على ضرورة تجنب أي تصعيد في أعمال العنف في أنحاء المنطقة واتفقا على أن القادة يتحملون مسؤولية بذل كل ما في وسعهم لمنع حدوث ذلك".
وتابع "اتفقا على الحاجة الملحة لإيصال الغذاء والماء والدواء إلى المدنيين الذين يعانون".
ويحط سوناك في مصر اليوم الجمعة، حيث سيؤكد أنه لا ينبغي أن يكون هناك تصعيد للعنف في المنطقة بعد هجوم حماس.
وقال مكتبه الجمعة إن سوناك سيشدد خلال المحادثات في مصر على "ضرورة تجنب التصعيد الإقليمي ومنع وقوع المزيد من الخسائر غير الضرورية في أرواح المدنيين".
وتتزامن جولة سوناك مع زيارة وزير خارجيته جيمس كليفرلي إلى كل من مصر وتركيا وقطر "في الأيام المقبلة"، وفقا للحكومة البريطانية.
وأفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية البريطانية الخميس، أن كليفرلي سيبحث خلال جولته التي تستغرق ثلاثة أيام سبل منع توسع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى المنطقة وإيجاد حل سلمي له.
وتواصل إسرائيل منذ نحو أسبوعين، شن غارات مكثفة على غزة مخلفة آلاف القتلى والجرحى من المدنيين، وتقطع عنها إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
وأطلقت حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة.