سهام الشابي تستعد لمشاركة أحباء فن الحفر تجربتها الفنية
الفن هذه الفسحة الباذخة المشرعة على العوالم والأكوان حيث القلب في عنفوان بهائه يبتكر أحاسيسه الأخرى من هيئات العناصر والأشياء والتفاصيل وفق إيقاع الذات في حلها وترحالها تقصدا لفكرة الإقامة على هذه الأرض وتأصيلا للكيان وتشوفا تجاه ما يبهج العين ويسعد الدواخل..
هاهي اللعبة الفنية التشكيلية تأخذ الناظر إليها طوعا وكرها بكثير من ألفة الإبداع والإمتاع وبتلوينات شتى.. هاهي تمضي إلى تجربة تنحت قادمها بكثير من شغف وعناء ومتعة الفن بما في الأكوان من ممكنات جمال وسفر وتنوع.. لعبة تفضي إلى طفولة مقيمة في الذات تبتكر نهاراتها العذبة بموسيقى الفن وهو يحفر في الكينونة والأشياء لينجز ما قالت به الأنامل وهي تستعيد نشيدها الذي يقود إلى سحر وفتنة وجمال في الأثر الفني..
وهكذا إذن نأتي إلى طفلة الفن القادمة من جمال المكان وأعماقه.. المهدية أرض الحضارة والألوان الصافية حيث بحر وسماء في صفاء نادر وإيقاع تعرفه أزقة مدينتها العتيقة وسكون المقبرة المطلة على البحر وشموخ القصر.. قصر الجم وما حكاه من سرديات عبر تاريخه العريض...
من هنا لمعت فكرة الفن لدى الفنانة التي نعني.. سهام الشابي والتي نهلت من هذه العوالم ذات الجمال الأخاذ لتكبر لديها أغنية الفن والرسم والتلوين حيث الإبداع في حواره المفتوح مع الذات والآخرين، إذ تقول الفنانة شيئا من اعتمالات الشواسع في ضرب من الدهشة والألق...
الفنانة التشكيلية سهام الشابي وفي معارضها الفردية والجماعية سعت لإبراز هويتها الجمالية من خلال ما تخيرته وفق نظرتها للفن ورؤيتها ضمن مساحات التشكيل الفني حيث الحفر لعبتها الباذخة حتى وهي تدير نشاط الورشات في المهرجانات أو تبث في الأطفال ما بدا لها من تلوينات الفن وأساليبه وهي تدرس للتلاميذ مادة التربية التشكيلية كمتخرجة من المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس في اختصاص حفر (Gravure)...
تنوعت معارضها ومنها معرضها خلال شهر أبريل/نيسان المنقضي، ومشاركتها في سمبوزيوم المهدية الدولي "عوم فنك" خلال هذا الشهر وبإدارة الفنان التشكيلي محمد أكرم خوجة وبالتعاون مع مهرجان عيد البحر واتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين حيث قدمت الجديد ضمن مشاركتها المميزة في برامج هذه الفعالية الدولية.
والفنانة التشكيلية سهام الشابي أستاذة مادة التربية التشكيلية ومتخرجة من المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس اختصاص حفر (Gravure) مباشرة للتعليم الثانوي منذ 2009 بإعدادية نبر ومعهد نبر من ولاية الكاف ومن 2018 بإعدادية أولاد عبدالله ومعهد ملولش، مشرفة على ورشة الحفر ضمن المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالشابة، وعضو ناشط صلب "جمعية الشابة للفنون والمحيط" من 2018.
شاركت في عدة معارض بالجمهورية التونسية: المشاركة في صالون الحروفية في دوراته الثلاث بالعاصمة، المشاركة عدة مرات في المعرض السنوي لاتحاد الفنانين التشكيلين التونسيين، المشاركة في معرض الحفر برواق موزاييك النصر 2 واعتماد أحد أعمالها كتصميم لغلاف الكتاب الذي يجمع أعمال المعرض، المشاركة ضمن فعاليات أيام قرطاج للفن المعاصر في المعرض الدولي" الحفر والرسم ينجز" بمتحف باردو 2019، المشاركة في معرض المدرسين المبدعين بمدينة الثقافة، المشاركة في معرض مدرسي للتربية التشكيلية بالمهدية 2022، المشاركة في سمبوزيوم عيد البحر للفنانين التشكيليين من 11 إلى 15 أغسطس/آب 2020، المشاركة في سمبوزيوم يوم عيد البحر للفن التشكيلي في معرض مبدعات الفن التشكيلي احتفالا بعيد المرأة من 13 إلى 20 أغسطس/آب 2020، المشاركة في معرض الحفر والرسم برواق الفن بقصر المعارض بالكرم، المشاركة في معرض "منارات" بالمهدية بفضاء المتحف وبرواق علي خوجة، المشاركة في معرض "صالون قبودية للفنون التشكيلية بالشابة" في كل دوراته، المشاركة في ورشة Educ/Art بإشراف الفنان السلوفاكي Peter KOCAK أكتوبر/تشرين الأول 2019 بفصاء "قلعة الحفر" بالقلعة الكبرى بسوسة، وقد اقتنت لها الدولة العديد من أعمالها..
وعن حكايتها مع الفن والبدايات والمسار تقول الفنانة التشكيلية الحفارة سهام الشابي "البدايات كانت كأغلب الأطفال خربشات ورسوم في كراس المحفوظات لي ولإخوتي الأصغر سنّا منّي وحتى في الفترة الإعدادية والثانوية، بعد النجاح في البكالوريا كان التوجّه للمعهد العالي للفنون الجميلة بتونس واِخترت اِختصاص الحفر الفني بعد ممارسة كل الاِختصاصات التشكيلية في السنتين الأولى والثانية بالمعهد وكان الميل الأكبر لـgravure وشدّتني كل مراحل إنجاز المحفورة من الرسوم الخطية (les esquisses) مرورا بالحفر على الخشب واللينو أو النحاس (cuivre) ثم السحب (les tirages) ومتعة عنصر المفاجأة والاِكتشاف لجمال المسحوبة والتباين خاصة بين الفاتح والداكن والمضيء والمظلم".
وتضيف "أوّل مشاركة لي كانت بالمعرض الجماعي الدولي بمدينتي الأم الشابة بمحفورة بتقنية (eau forte) سنة 2004 حيث اقتنت الدولة هذه المحفورة.. بعدها اِنغمست في تجربة التدريس بالمدارس الإعدادية وبالمعاهد الثانوية (بولاية الكاف) مع حنين متواصل لممارسة خاصة الرسم الخطّي والحفر الفنّي، لكن نظرا لوجود بعض العراقيل كعدم توفر مستلزمات الحفر الغائر لم يكن بوسعي أن أمارس هذا الاِختصاص لبضع سنوات... ثمّ بمجرّد اِنتقالي وعودتي إلى ولايتي الأصل المهدية لحسن الحظّ سنحت الفرصة باقتنائي (Presse) وعدت إلى ممارسة الحفر الفني: حيث أعشق التكوينات بخطوط رقيقة وتتضمّن قصصا خيالية تدور أحداثها فقط في ذهن الفنانة أبطالها القطط والأسماك... تأثّرا بالبيئة التي نشأت بها الفنانة. ومن هناك تعدّدت الأعمال والمشاركات في عدّة معارض بالجمهورية ومهرجانات بجهة المهدية خاصة ثم كان المعرض الشخصي الأوّل بالمتحف الجهوي بالمهدية أبريل/نيسان 2023…".
ممارسة فنية ضمن تجربة تتشكل باحثة عن خصوصياتها حيث تعمل الفنانة التشكيلية سهام الشابي على المراكمة الفنية وفق تخيرها الجمالي لتعد لمعرضها الشخصي قريبا برواق فني بالعاصمة خلال الموسم الثقافي الجديد 2023/2024 حيث يكتشف جمهور الفن وأحباء فن الحفر بالخصوص حيزا من تجربة فنية تسعى لتشكيل معالمها بمزيد من الاشتغال والدأب الجماليين.