أبوظبي توحد قادة الأديان في العالم لمعالجة أزمة التغير المناخي

بيان أبوظبي المشترك للأديان بشأن "كوب28" يدعو إلى اتخاذ إجراءات حاسمة للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 ودعم المجتمعات المتضررة من تداعيات تغير المناخ.

أبوظبي – تسلم سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف "كوب28 " بيان قادة الأديان العالميين في أبوظبي الذين وقعوا وثيقة "ملتقى الضمير: توحيد الجهود من أجل نهضة كوكب الأرض"، لتأكيد التزامهم بمعالجة تغير المناخ، والمساهمة في رفع سقف الطموح المناخي، استعداداً لانطلاق مؤتمر المناخ في دبي نهاية الشهر الجاري.

وأقيمت في أبوظبي فعاليات "القمة العالمية لقادة الأديان من أجل المناخ"، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، بعد يومين من اجتماع استثنائي في أبوظبي بشأن تفعيل صندوق معالجة الخسائر والأضرار وترتيبات تمويله، لمساعدة الأفراد الأكثر تعرضاً لتداعيات تغير المناخ على التعافي من الكوارث المناخية.

وشارك في القمة القادة والرموز الدينيون الذين يمثلون الديانات الكبرى في العالم والأكاديميون وخبراء البيئة، وذلك بهدف مناقشة المسؤوليات الأخلاقية للزعماء الدينيين في معالجة أزمة المناخ، بالإضافة إلى مناقشة التعاون بين الدين والعلم لسد الفجوة بين الأدلة التجريبية والتعاليم الروحية، ومناقشة إستراتيجيات تعزيز دور القادة والرموز الدينيين للمساهمة في تحقيق العدالة المناخية، وتسليط الضوء على طرق إشراك المجتمعات الشعبية في تحقيق التنمية المستدامة.

"القمة العالمية لقادة الأديان من أجل المناخ" تؤكد قدرة البشرية على الاتحاد حول العمل المناخي وتوحيد الجهود بين مختلف الأديان والمعتقدات وراء هدف مشترك برغم الانقسامات

وأصدرت القمة التي نظمها مجلس حكماء المسلمين بالشراكة مع رئاسة مؤتمر الأطراف "كوب28" وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية ووزارة التسامح والتعايش، بيانها بخصوص كوب28، بعد شهور من التعاون والعمل المشترك مع الجهات المعنية والموقِّعين عليه.

وأشاد الجابر كرئيس لمؤتمر "كوب28" بجهود القيادات الدينية للتوعية والدعوة إلى مواجهة تداعيات تغير المناخ، خاصةً في ضوء الأهمية الكبيرة لدور هذه القيادات في غرس القيم والمبادئ التي تحثّ الأفراد والمجتمعات على الخير وحماية كوكب الأرض، ودعا قادة الأديان إلى تحفيز العمل المناخي في مجتمعاتهم.

ووصف "بيان أبوظبي المشترك للأديان بشأن كوب28" بأنه إعلان نوايا مهمٌ يؤكد الحاجة الملحَّة إلى العمل والاتحاد والتكاتف، والأخذ بزمام المسؤولية والتحلي بالأمل.

وأشار إلى أن مشاركتهم في هذه القمة تؤكد قدرة البشرية على الاتحاد حول العمل المناخي برغم الانقسامات العالمية متعددة الأسباب، والجمع بين مختلف الأديان والمعتقدات لتوحيد الجهود وراء هدف مشترك، وتؤكد أيضاً على أهمية دورهم في تحفيز البشر على حماية الطبيعة وكوكب الأرض من التهديدات المناخية.

ويدعو بيان أبوظبي المشترك للأديان بشأن "كوب28" إلى اتخاذ إجراءات حاسمة للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، ودعم المجتمعات المتضررة من تداعيات تغير المناخ.
 ويشير إلى المخاوف المشتركة للبشرية بسبب تصاعد حدة الآثار السلبية لتغير المناخ التي تهدد كوكب الأرض، كما أكد الموقعون عليه من ممثلي الأديان ومعتقدات الشعوب الأصلية التزامهم بالتكاتف وتوحيد الجهود لمعالجة أزمة تغير المناخ العالمية.

وأوضح الجابر أن كوب28 يُشكل محطة حاسمة للوصول إلى توافق عالمي على نتائج ومخرجات تفاوضية طموحة بشأن المناخ من أجل الشعوب والمجتمعات والأسر والأفراد في كل مكان، ودعا قادة الأديان إلى توجيه رسالة تسامح وسلام وتفاؤل ورفاه من الإمارات إلى العالم.

ورحب بما جاء في بيان قادة الأديان، وجدد التأكيد على أن المؤتمر سيكون أكثر مؤتمرات الأطراف احتواءً للجميع، انطلاقاً من إدراك الإمارات لضرورة التعاون والتكاتف وتضافر الجهود لتحقيق النجاح، وأهمية الشراكات البنّاءة في إحراز التقدم المنشود عبر مختلف المجالات.

ووضعت رئاسة "كوب28" خطة عمل تستند إلى أربع ركائز للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية مع ضمان عدم ترك أحد خلف الرَكب، وهي: تسريع تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي وتدريجي في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، وحماية البشر والطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش، ودعم الركائز السابقة من خلال احتواء الجميع بشكل تام في منظومة عمل المؤتمر.

وركز البيان على احتواء الجميع ووجه دعوة إلى إجراء حوار شامل خلال مؤتمرات الأطراف وبعدها، مع قادة الأديان وممثلي المجتمعات الأكثر تعرضاً لتداعيات تغير المناخ، والشباب والمنظمات النسائية والمجتمع العلمي والأكاديمي، لتشكيل تحالفات قادرة على تعزيز عملية التنمية المستدامة.

وشهدت القمة عقد فعالية "مجلس كوب28 لصنّاع التغيير" تحت عنوان "الأديان والعلم: تفعيل أخلاقيات الحفاظ على البيئة"، التي جمعت عدداً من القيادات الدينية والأكاديمية وصنّاع القرار، لمناقشة آليات تعزيز تبادل المعرفة وبناء الثقة للوصول إلى عالم أكثر أمناً واستدامةً.