روسيا تحدد رسميا موعد الانتخابات الرئاسية
موسكو - حددت روسيا يوم 17 آذار/ مارس 2024 موعدا لإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة، مما يمهد الطريق لحملة من المتوقع على نطاق واسع أن يسعى فيها الرئيس فلاديمير بوتين إلى الفوز بفترة ولاية رئاسية خامسة، مع عدم وجود منافسين له وفق تصريحات سابقة للكرملين.
وتسعى الحكومة الروسية بقوة لإضفاء الشرعية على العملية من خلال إبراز الإقبال الكبير على التصويت، لاسيما مع عدم وجود تصويت في الخارج هذه المرة.
وصوت مجلس الاتحاد، الغرفة العليا في البرلمان الروسي الخميس بالإجماع على تحديد موعد الانتخابات في 17 آذار/ مارس 2024، بحسب وكالة بلومبرج للأنباء.
وقالت رئيسة مجلس الاتحاد فالنتينا ماتفيينكو خلال اجتماع المجلس، "قرار اليوم يمثل بداية الحملة الانتخابية". وأضافت "من المؤكد أن المنظمات الأجنبية المنحازة ستحاول تشويه سمعة انتخاباتنا"، في إشارة إلى الانتقادات الغربية للانتخابات الروسية.
وشددت السلطات الروسية القيود على المعارضة الداخلية مذ بدأت غزوها لأراضي أوكرانيا مطلع عام 2022، ودخلت بعض شخصياتها السجن أو اختاروا المنفى، في إجراءات طالت أيضا العديد من الأشخاص الذين عارضوا الحرب علنا.
وأفادت ماتفيينكو، "شعبنا سيقوم بالخيار الوحيد الممكن ... بالتصويت من أجل روسيا، من أجل النصر".
وأشارت رئيسة لجنة الانتخابات الروسية إيلا بامفيلوفا إلى إمكانية أن تجرى الانتخابات أيام 15 و16 و17 مارس 2024، وأن طلب التصويت لمدة ثلاثة أيام جاء من المواطنين الروس.
وشددت على أهمية هذه الانتخابات، وقالت إنه لن يتاح التصويت عن بعد للمواطنين المقيمين في الخارج، نظرا لسياسات الدول الغربية وما قد يحدث من مشاكل في التصويت.
ومن المرجح أن يسعى بوتين أيضا إلى الفوز بفترة ولاية رئاسية سادسة لمدة ست سنوات في عام 2030، رغم أنه لم يعلن رسميا حتى الآن ترشحه للانتخابات، لكن التعديلات التي أدخلت على الدستور في 2020 تسمح له نظريا بالبقاء في السلطة حتى 2036.
وقالت وكالة أسوشتد برس، إن بوتين الذي يتوقع فوزه في الانتخابات، لم تفلح الحملة العسكرية الطويلة في أوكرانيا، ولا التمرد الفاشل الذي قاده قائد مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية الراحل يفجيني بريجوجين في يونيو الماضي، في التأثير في معدلات التأييد المرتفعة التي تظهرها حتى استطلاعات الرأي المستقلة.
واعتبر الكرملين في أكتوبر الماضي أن بوتين لا يواجه أي منافس جدي على رئاسة روسيا،
وشدد المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف في تصريحات صحافية أن "بوتين هو، بطبيعة الحال، السياسي والفاعل الأول في الدولة"، وأضاف "برأيي، وربما لا يحق لي أن أقول ذلك (...) اليوم لا منافس له في روسيا، ولن يكون له" منافس.
وكان الرئيس الروسي قد حذر الغرب من أن أي تدخل خارجي في بلاده سيعتبر عملا من أعمال العدوان. وأدى اجتياح روسيا واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير 2022 إلى أخطر مواجهة بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، مما دفع بوتين إلى التحول نحو الصين.
وغيّر بوتين روايته عن الحرب منذ الاجتياح، وصورها على أنها معركة وجودية بين الحضارة الروسية المقدسة والغرب المتعجرف الذي يقول إنه في حالة تدهور ثقافي وسياسي واقتصادي.
وفي كلمته أمام مجلس الشعب الروسي العالمي الذي يترأسه رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل، قال بوتين "أريد أن أؤكد إننا نعتبر أي تدخل من الخارج، والاستفزازات التي تهدف إلى إشعال صراعات عرقية أو دينية، بمثابة أعمال عدائية ضد بلدنا".
وأضاف "أريد أن أؤكد مرة أخرى أن أي محاولة لزرع الفتنة بين الأعراق والأديان لتقسيم مجتمعنا هي خيانة وجريمة ضد روسيا بأكملها. ولن نسمح لأي شخص بتقسيم روسيا".
ويقول بوتين إن الغرب يفشل الآن في أوكرانيا، وإن محاولته لهزيمة روسيا باءت بالفشل أيضا.