مقتل أكبر مستشاري الثوري الايراني في غارة إسرائيلية على دمشق
طهران - اغتالت إسرائيل قائدا عسكريا إيرانيا كبيرا في غارة جوية استهدفته اليوم الاثنين على أطراف العاصمة السورية دمشق وفق مصادر أمنية ووسائل إعلام حكومية إيرانية، بينما توعد الحرس الثوري في بيان إسرائيل بأنها ستدفع الثمن.
وقالت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء "استشهد السيد رضي موسوي أحد كبار قادة الحرس الثوري في سوريا اليوم الاثنين اثر العدوان الصهيوني الذي استهدف قبل ساعات منطقة الزينبية في ضواحي العاصمة دمشق".
وعرفت الوكالة موسوي بأنه أحد أقدم مستشاري الحرس الثوري في سوريا وهو أحد أبرز رفاق قائد فيلق القدس الراحل الجنرال قاسم سليماني الذي قتلته واشنطن في غارة استهدفت موكبه على طريق مطار بغداد الدولي فجر الثالث من يناير/كانون الثاني 2020 رفقة قائد الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس.
كما قطع التلفزيون الرسمي الإيراني بثه الإخباري المعتاد ليعلن مقتل موسوي، ووصفه بأنه أحد أقدم مستشاري الحرس الثوري في سوريا. وذكر بدوره أنه كان "أحد رفاق قاسم سليماني"، بينما ذكرت مصادر أمنية أنه هو المسؤول عن تنسيق التحالف العسكري بين سوريا وإيران.
وتعليقا على عملية الاغتيال قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إنه "يتعين على تل أبيب أن تنتظر عدا تنازليا صعبا".
وفي حسابه على منصة "إكس"، تقدم عبداللهيان بخالص التعازي لعائلة موسوي والشعبين الإيراني والسوري موضحا أن موسوي كان "مستشار إيران في مكافحة الإرهاب بسوريا".
وبين أنه كان في المنطقة لسنوات عديدة مع الجنرال قاسم سليماني، الذي اغتالته الولايات المتحدة مطلع 2020 في غارة جوية بالعراق متابعا "ينبغي لتل أبيب أن تنتظر عدا تنازليا صعبا".
ورجح مسؤولون أمنيون إسرائيليون، الثلاثاء، أن ترد إيران على مقتل موسوي حيث نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية عن مسؤولين أمنيين لم تسمهم: "تتوقع إسرائيل ردا على الجبهة الشمالية على مقتل قائد في الحرس الثوري الإيراني السيد رضا موسوي في سوريا".
وأضافت "وفقا للتقييمات الأمنية الإسرائيلية، فقد كثفت إيران نقل الأسلحة إلى المليشيات الشيعية العاملة في سوريا منذ أن شن الجيش الإسرائيلي حربه على حماس في غزة".
وأشار المرصد السوري، ومقره بريطانيا ولديه شبكة واسعة من المصادر في سوريا، إلى أنه بالإضافة إلى موسوي "تأكد مقتل عنصرين من جنسية غير سورية وآخر سوري الجنسية، جراء الضربة الإسرائيلية".
وأفاد سكان في منطقة السيدة زينب الثلاثاء عن استنفار أمني لمقاتلين موالين لإيران في بعض الأحياء والمزارع في المنطقة.
وأفاد المرصد عن "صواريخ أرض - أرض اسرائيلية استهدفت موقعين لمقاتلين موالين لإيران قرب الجولان السوري المحتل". وأشار إلى أن المنطقة الحدودية قرب الجولان تشهد منذ مقتل موسوي استنفاراً أمنياً لتلك المجموعات.
ولم يتضح على الفور حصيلة الغارة الإسرائيلية التي استهدفت أطراف العاصمة دمشق ويبدو أنها كانت مدروسة جيدة ولم تكن مثل الغارات السابقة التي كانت تستهدف مواقع لحزب الله والميليشيات الموالية لإيران وبعض المطارات السورية التي يشتبه في أنها منفذ حيوي لنقل الأسلحة إلى سوريا والميليشيات الموالية للنظام.
وتشن إسرائيل منذ سنوات هجمات ضد ما تصفها بأنها أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، حيث تزايد نفوذ طهران منذ دعمها للرئيس بشار الأسد في الحرب التي اندلعت في سوريا عام 2011.
يتعين على تل أبيب أن تنتظر عدا تنازليا صعبا
وقالت إيران في وقت سابق من هذا الشهر إن الضربات الإسرائيلية قتلت اثنين من أعضاء الحرس الثوري في سوريا كانا يعملان مستشارين عسكريين هناك.
ويأتي اغتيال موسوي في ذروة توتر شديد تشهده المنطقة ضمن ارتدادات حرب غزة فيما يرجح أن إيران هي من يدير خيوط اللعبة من تحريك لميليشياتها في المنطقة واتهامات إسرائيلية لطهران بأنها هي من يقف وراء عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس فجر السابع من أكتوبر/تشرين الأول وقتلت فيها بحسب اعترافات الحكومة الإسرائيلية 1200 شخص بين عسكريين ومدنيين ومستوطنين واحتجزت 240 آخرين أُفرج عن بعضهم في صفقة تبادل رهائن إسرائيليين بأسرى فلسطينيين بينما يجري الترتيب لهدنة جديدة وعملية تبادل جديدة أيضا.
وتشن جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران بدورها هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة على سفن الشحن في البحر الأحمر. وقالت إنها لن توقف هجماتها ما لم يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأجبرت تلك الهجمات عدة شركات شحن دولية على وقف إبحار سفنها في البحر الأحمر، بينما بدأت واشنطن في تشكيل تحالف بحري للتصدي لهجمات الحوثيين. واتهمت إيران بأنها وراء استهداف سفينة قبالة سواحل الهند بطائرة مسيرة وهو ما نفته الخارجية الايرانية نفيا قاطعا.
ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الاثنين، المجتمع الدولي للتحرك لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة،وفق ما ذكرت وكالة تسنيم، مشيرة إلى أنه وجه التهنئة للمسيحيين بعيد الميلاد.
وقال في مؤتمر صحفي "إن قلوب أتباع الديانات السماوية هذه الأيام مع الشعب الفلسطيني ويصرخون دفاعا عن الشعب الفلسطيني بإتباعهم تعاليم الديانات السماوية وخاصة الديانة المسيحية في كل مكان في العالم. وحتى في بيت لحم، مهد المسيح، أوقف المسيحيون احتفالات عيد الميلاد لإظهار التعاطف مع الشعب الفلسطيني".
وتابع "من المؤسف أن الصهاينة لم يتوقفوا عن جرائمهم في هذه الأيام واستمروا في قتل شعب فلسطين الأعزل وفي ليلة ميلاد المسيح شاهدنا نشر صور مؤلمة لقتل الفلسطينيين في مخيم المغازي، وسط القطاع. لقد استشهد في هذه الليلة أكثر من 70 مواطنا فلسطينيا، نحن ندين بشدة هذه الجريمة".
وأضاف "هذا يدل على أن الصهاينة لا يلتزمون بأي قانون دولي وأنه من الضروري أن يتجاوز المجتمع الدولي بشكل عملي وجدي مرحلة إصدار البيانات ويمنع اعتداءات الكيان الصهيوني الغاصب".