سفن تنفي أي علاقة لها بإسرائيل للنجاة من هجمات الحوثيين
صنعاء - تبرّأت السفن العابرة إلى البحر الأحمر من علاقتها بإسرائيل في محاولة لتجنب هجمات الحوثيين، فيما أكد بعضها أن طاقمها صيني، ما يؤشر على سعي شركات الشحن لاستثمار تضامن بكين مع غزة للنجاة من تهديدات المتمرّدين.
وقالت وكالة "بلومبرغ" للأنباء إن "العديد من سفن الشحن والناقلات في البحر الأحمر أذاعت أن طاقمها صيني بالكامل على أمل أن يؤدي الارتباط ببكين إلى إقناع الحوثيين بعدم الهجوم".
وأظهرت بيانات منشورة على موقع 'AIS' الدولي والمختص بمراقبة حركة السفن أن "السفن العابرة إلى البحر الأحمر كتبت في هوية التعريف الخاصة بها على الموقع أنه لا علاقة لها بإسرائيل".
ويستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن بالبحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل ويروجون لذلك على أنه دعم لقطاع غزة وقال مسؤول حوثي الاثنين إنهم سيوسعون أهدافهم لتشمل السفن الأميركية.
وأشارت بلومبرغ إلى أن 9 سفن على الأقل تقترب أو تعبر البحر الأحمر أعادت كتابة وجهاتها لتعلن أن طاقمها صيني على نظام التعرف الآلي الخاص بها على الموقع وهو جهاز التتبع العالمي الذي تتطلبه الاتفاقية البحرية الدولية.
وكتبت سفينة نقل البضائع السائبة 'غريت أوشن' التي تسافر بشكل متكرر إلى الموانئ الصينية وترفع العلم الليبيري، أنها تضم "طاقما صينيا بالكامل".
بينما أشارت ناقلة البضائع السائبة "دياس" التي ترفع أيضا العلم الليبيري وسافرت في المقام الأول إلى موانئ في أوكرانيا والصين العام الماضي، إلى الصين أثناء إبحارها قرب البحر الأحمر.
وتشير الممارسة الجديدة إلى أن مالكي هذه السفن أو أطقمها، يعتقدون أن الروابط مع الصين قد تساعدهم على الظهور كمتعاطفين مع الفلسطينيين في غزة أو الحوثيين الذين كثفوا هجماتهم في البحر الأحمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وانتقدت الصين القصف الإسرائيلي والحرب على غزة في أكثر من مناسبة، فيما أعلنت سفينتان على الأقل في المنطقة أنهما تابعتان لروسيا وهي دولة أخرى انتقدت علناً الضربات على الحوثيين، بحسب ما أوردته موقع "بزنس إنسايدر".
وقال الموقع "تقوم بعض السفن بإيقاف تشغيل أجهزة تعقب نظام تحديد المواقع الآلي (AIS) الخاصة بها عند دخولها المنطقة، على أمل التسلل دون أن يلاحظ مرورها أحد من الحوثيين".
لكن جهات منظمة للملاحة البحرية، حذرت من أنه سيكون من الصعب على السفن الحربية الغربية التي تقوم بدوريات في المنطقة القيام بعملية إنقاذ، إذا اختفت السفن عن الموقع وتعرضت لهجوم، وفق "بزنس إنسايدر".
وفي سياق متصل قالت مصادر في قطاع التأمين اليوم الثلاثاء إن أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب للشحنات عبر البحر الأحمر تشهد ارتفاعا بعد هجمات أخرى على السفن التجارية نفذتها حركة الحوثي اليمنية وتوقع استهداف السفن التي لها صلات بريطانية أو أميركية.
وأدرجت سوق التأمين في لندن جنوب البحر الأحمر ضمن المناطق عالية المخاطر، وذلك حتى قبل هجمات الحوثيين الأخيرة ويتعين على السفن إخطار شركات التأمين الخاصة بها عند الإبحار عبر هذه المناطق ودفع قسط إضافي والذي كان حتى وقت سابق من هذا الشهر عادةً لمدة تغطية تبلغ سبعة أيام.
"ارتفاع أسعار التأمين ورسوم عبور قناة السويس يعني أن اتخاذ الطريق الأطول أصبح أقل تكلفة".
وقالت مصادر في قطاع التأمين إن أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب ارتفعت إلى حوالي واحد في المئة من قيمة السفينة، من حوالي 0.7 في المئة الأسبوع الماضي مع خصومات مختلفة تطبقها شركات التأمين. وأضافت أنه من المتوقع أن ترتفع الأسعار ويتحول هذا إلى مئات الآلاف من الدولارات من التكاليف الإضافية لرحلة تستغرق سبعة أيام.
وقال مونرو أندرسون، رئيس العمليات في شركة فيسيل بروتيكت المتخصصة في مخاطر الحرب البحرية والتأمين، والتي تعد جزءا من شركة بين للتأمين، إن مُدد عروض أسعار مخاطر الحرب أصبحت الآن أقصر بكثير، "إذ أصبحت 24 ساعة هي القاعدة" وأوضح أن "الأسعار تتزايد وهو ما يعكس التعرض الكبير والمبهم للمخاطر في البحر الأحمر".
وأضاف "منذ الضربات البحرية والجوية في اليمن، أصبح من المعتقد الآن على نطاق واسع أنه بالإضافة إلى السفن المرتبطة بإسرائيل، هناك تهديد متزايد للسفن المرتبطة ببريطانيا والولايات المتحدة، بما في ذلك الأعلام التابعة لهما، وكذلك تلك المرتبطة بأستراليا وهولندا والبحرين وكندا"، مشيرا إلى التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يحاول حماية حركة الشحن التجاري.
وقالت شركة إيجل بالك شيبينغ ومقرها الولايات المتحدة الاثنين إن إحدى سفنها أصيبت "بمقذوف مجهول" أثناء إبحارها على بعد 160 كيلومترا قبالة خليج عدن.
وقال مصدر في قطاع التأمين "هجمات الحوثيين تشمل جميع السفن بمعايير وضوحها أخذ في التراجع... ننصح الآن السفن التي ترفع أعلام الولايات المتحدة وبريطانيا بعدم المرور عبر البحر الأحمر".
وفي الأيام الأخيرة، أوقفت السفن التجارية رحلاتها عبر البحر الأحمر، مع اتجاه المزيد من السفن للقيام برحلة أطول عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
وقالت نيكول هدسون مديرة منصة سلاسل التوريد إي 2 أوبن "مع تصاعد التوترات في البحر الأحمر، ستزيد تكلفة نقل البضائع على مستوى العالم وستنتقل حتما إلى المستهلك النهائي".
وأكدت مصادر ملاحية أن ارتفاع أسعار التأمين ورسوم عبور قناة السويس يعني أن اتخاذ الطريق الأطول أصبح أقل تكلفة وهو ما قد يعني أيضا قدرا أقل من اليقين بشأن مواعيد التسليم.
وذكرت شركة 'كلاركسونز' لتداول الأوراق المالية في مذكرة هذا الأسبوع "قد يجد أصحاب السفن والمستأجرون أن تغيير المسار حول أفريقيا أكثر فعالية من حيث التكلفة من تكبد التكاليف المجمعة لرسوم عبور قناة السويس وأقساط التأمين".