رومانوسكي تستكشف مع المالكي وقف الهجمات على القوات الأميركية
بغداد - دعا رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي اليوم الأحد سفيرة الولايات المتحدة لدى العراق إلينا رومانوسكي إلى ضرورة العمل على وضع حدّ لحالة التوتر في المنطقة والعراق وإنهاء الهجمات المتبادلة، محذرا من أن استمرارها قد يشعل مواجهة أوسع.
واستقبل المالكي السفيرة الأميركية، وفق بيان صادر عن مكتب الاعلامي ذكر أن أنهما بحثا مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات الأخيرة في المنطقة التي اتسمت بتصاعد التوترات إضافة إلى تداعيات عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حماس في السابع من اكتوبر/تشرين الأول.
وأكد المالكي حرص بغداد على ضرورة إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة وفتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات، مشددا بحسب البيان على "أهمية تعزيز علاقات الصداقة والتعاون والمضي في إدامتها وتطويرها بما يخدم مصالح الشعبين العراقي والأميركي"، داعيا إلى ضرورة تفعيل الاتفاقيات المبرمة بين بغداد وواشنطن ومن ضمنها "اتفاقية الإطار الإستراتيجي بما ينسجم مع أهمية المرحلة الراهنة".
وأشار إلى الأزمات الكثيرة التي تواجه المنطقة لاسيما الأحداث في العراق وفلسطين المحتلة ولبنان والبحر الأحمر وشمال سوريا، داعياً إلى سرعة التحرك لتخفيف حدة التوتر وإنهاء الهجمات المتبادلة التي قد تنذر باتساع الحرب.
بدورها جددت السفيرة الأميركية دعم بلادها لاستقرار العراق، مؤكدة الاستمرار في مواصلة الحوارات بين البلدين من أجل تعزيزِ مشاريع الشراكة في مختلف القطاعات المهمة والحيوية.
ويأتي اللقاء بين السفيرة الأميركية والمالكي أحد أبرز قيادات الائتلاف الحاكم المقرب من إيران غداة هجوم صاروخي استهدف قاعدة عسكرية في غرب العراق تضم جنودا أميركيين وقوات من التحالف الدولي المناهض للجهاديين. وهو الهجوم الذي تبنته "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهي ائتلاف فصائل مسلحة موالية لطهران.
ومنذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول، استهدف أكثر من 140 هجوما جنودا أميركيين وآخرين من التحالف الدولي في العراق وسوريا، في سياق توتر إقليمي تغذيه تداعيات الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل حليفة الولايات المتحدة، وحركة حماس الفلسطينية المدعومة من إيران.
ونقل البيان عن رئيس ائتلاف دولة القانون قوله إن "الأزمات الكثيرة التي تواجه المنطقة لا سيما الأحداث في فلسطين المحتلة ولبنان والبحر الأحمر وشمال سوريا والعراق"، داعيا إلى "سرعة التحرك لتخفيف حدة التوتر وإنهاء الهجمات المتبادلة التي قد تنذر باتساع الحرب". ولم تعلق السفارة الأميركية على هذا اللقاء. وتلتقي رومانوفسكي بانتظام القادة العراقيين وسياسيين من مختلف الأطياف.
ويشكل الحزب الذي يتزعمه المالكي جزء من الإطار التنسيقي وهو الائتلاف الرئيسي للقوى الموالية لإيران والذي يتمتع بالأغلبية في البرلمان وعين حكومة رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني.
ويضم الإطار التنسيقي سياسيين مخضرمين معارضين سابقين لنظام صدام حسين، يديرون الحياة السياسية منذ الغزو الأميركي الذي أطاح نظام صدام عام 2003. ويضم أيضا الحشد الشعبي وهو ائتلاف فصائل مسلحة موالية لإيران أصبحت جزءا من المنظومة العسكرية الرسمية.
من جهة أخرى، أعلن أبوعلي العسكري المتحدث باسم كتائب حزب الله العراقي، أحد أبرز الفصائل المسلحة المنضوية ضمن الحشد الشعبي في بيان أن "الإخوة في المقاومة الإسلامية سيستمرون بدك معاقل الأعداء حتى تحقيق الأهداف التي أعلن عنها ابتداء، بل سيردون الصاع صاعين بل أكثر"، مؤكدا "ضرورة الاستمرار في تصعيد وتيرة العمليات".
وكان مسؤول أميركي، اشترط عدم الكشف عن هويته، قد قال أمس السبت إن جنودا أميركيين أصيبوا بجروح طفيفة وإن أحد أفراد قوات الأمن العراقية أصيب بجروح خطيرة في هجوم على قاعدة عين الأسد الجوية العراقية.
وذكرت القيادة المركزية الأميركية في بيان أن القاعدة تعرضت للقصف بعدد من الصواريخ الباليستية وأنواع أخرى من الصواريخ أطلقتها فصائل مدعومة من إيران داخل العراق. ولم يؤكد البيان حجم الإصابات بين الجنود الأميركيين، لكنه ذكر أن الجنود يخضعون للفحص لتحديد مدى تعرضهم لإصابات في الدماغ.
وكان تقييم الجيش الأميركي أقوى من الروايات المبدئية للحدث من مصادر أمنية في العراق التي ذكرت ومعها مصدر في الحكومة العراقية أن القاعدة تعرضت لهجوم صاروخي فحسب. وقالت القيادة المركزية الأميركية إنه جرى اعتراض معظم الصواريخ، مضيفة "تقييم الضرر ما زال مستمرا".
وللولايات المتحدة 900 جندي في سوريا و2500 جندي في العراق في مهمة لتقديم المشورة ومساعدة القوات المحلية التي تحاول منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر في عام 2014 على مناطق كبيرة في كلا البلدين قبل هزيمته. وتشعر بغداد بقلق عميق من أن يصبح ساحة لقتال الولايات المتحدة وإسرائيل مع إيران.
وكان مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد أعلن مؤخرا بدء إجراءات لإخراج القوات الأميركية من البلاد بعد غارة بطائرة مسيرة في بغداد نددت بها الحكومة. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الغارة أدت إلى مقتل قائد فصيل مسلح مسؤول عن هجمات على جنود أميركيين في الآونة الأخيرة.
وأضاف البنتاغون أنه لم يتم إخطاره رسميا بأي خطط لإنهاء وجود القوات الأميركية في البلاد، موضحا أن قواته منتشرة في العراق بناء على دعوة من الحكومة في بغداد.
وقصفت إيران يوم الاثنين الماضي أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، بصواريخ باليستية فيما قالت إنه هجوم على مقر تجسس إسرائيلي، وهي مزاعم نفاها مسؤولون عراقيون وأكراد عراقيون. ونددت الحكومة العراقية وواشنطن ودول أوروبية وعربية بهذا الهجوم باعتباره انتهاكا للسيادة العراقية.