مجند إيراني يقتل خمسة من زملائه في هجوم غامض

المجند يفتح النار على زملائه في قاعدة عسكرية جنوب إيران ويلوذ بالفرار وسط جهود للقبض عليه.
العملية تسلط الضوء على ما يعيشه المجند الايراني في القواعد العسكرية
الجندي الايراني غير محصن من تداعيات الوضع الاجتماعي وتالاقتصادي المتردي

طهران - قُتل خمسة جنود إيرانيين بعدما فتح مجنّد النار الأحد في قاعدة عسكرية في جنوب إيران، قبل أن يلوذ بالفرار وفق الإعلام الرسمي الإيراني فيما تأتي هذه العملية وسط تدهور الوضع الأمني الإيراني خاصة بعد الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها طهران واخرها عملية كرمان التي أوقعت العشرات من القتلى والجرحى والتي تبناها تنظيم داعش.
وأوردت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا" نقلا عن مسؤول في الجيش قوله "في هذا المساء، دخل أحد مجنّدينا في أثناء حراسته وحدة في أحد المواقع العسكرية للجيش منطقة استراحة الجنود وراح يطلق النار على رفاقه".
ونقلت الوكالة عن المسؤول قوله إن الدافع للهجوم "لا يزال مجهولا" موضحا أن "المهاجم لاذ على الفور بالفرار من الثكنات والجهود جارية للقبض عليه".
وجاء في التقرير العسكري "للأسف، نتيجة إطلاق النار هذا قتل خمسة من رفاق هذا المجنّد".
والواقعة نادرة الحصول في محافظة كرمان الجنوبية وتأتي في خضم مخاوف أمنية بعد تفجيرين تبنّاهما تنظيم الدولة الإسلامية.
ففي الثالث من كانون الثاني/يناير، وقع تفجيران انتحاريان في مدينة كرمان بجنوب إيران قرب مرقد القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني، وذلك خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية الرابعة لمقتله بغارة أميركية في العراق. والتفجيران اللذان تبنّاهما تنظيم الدولة الإسلامية، أوقعا نحو 90 قتيلاً.
وتعيش إيران على وقع تدهور أمني غير مسبوق وتهديدات خارجية تتمثل في استهداف أعضاء من الحرس الثوري في سوريا وكذلك الاستهداف المتبادل مع باكستان والذي أدى في النهاية لتحقيق اتفاق لخفض التصعيد.
وتعرض كثير من عناصر الجيش الإيراني وكذلك في الحرس الثوري لهجمات خاصة في المناطق الحدودية من قبل جماعات معارضة ومتمردة على حكم المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي لكن نادرا ما يتم تنفيذ هجمات من قبل عناصر الجيش ضد زملائهم في القواعد العسكرية.
وتشير مثل هذه الهجمات رغم عدم معرفة الأسباب وراءها الى ملف خطير وهو طريقة التعامل بين الجنود الإيرانيين داخل القواعد العسكرية حيث تعتبر هذه النقطة شديدة الحساسية في إيران يتم التكتم عليها.
ورغم انه من المرجح أن تكون العملية وراءها أسباب شخصية للغاية لكن لا يمكن الغاء فكرة ان تكون العملية نتيجة لبعض التململ داخل قطاعات في الجيش الإيراني من الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي المتدهور في إيران.
ولا يمكن فصل عناصر الجيش الإيراني عن الوضع الداخلي وحالة الاستقطاب الطائفي والعرقي غير المسبوق.