جميلة المرواني تلون 'الأمل' في رواق علي القرماسي

التشكيلية التونسية تقدم في معرضها الفني لوحات عن مشاهد تونسية وعن نضال الشعب الفلسطيني.

الفن في ذهابه المفتوح تجاه الأمل.. بل الآمال حيث الأمكنة في عنفوان بهائها وشؤونها وشجونها وفق ما هو متاح في الفن من تعبيرية تقول بالإنسان في حالاته المتعددة وهو يرنو إلى الأفضل في راهن مسرع نحو التداعيات المربكة والسقوط المدوي.. هكذا رأت الفنانة التشكيلية ابنة مدينة طبرقة الأحوال فراحت تلون بالحلم والأمل أعمالها الفنية مشيرة في لوحاتها إلى عناصر الجمال في تونس وطبرقة وهذا لم يمنعها من سرديتها الفنية تجاه ما عانته غابات طبرقة ذات صيف من حرائق هددت السكان..

كما كانت على صلة فنية ووجدانية بما يحدث للفلسطينيين من خراب صهيوني لتبرز لوحاتها معبرة عن كل ذلك. معرض فني يتواصل إلى غاية يوم 03 من شهر فبراير/شباط المقبل، حيث تم افتتاحه ضمن عنوان لافت هو "أمل"، وذلك بحضور عدد من الفنانين وأحباء الفنون الجميلة يوم الخميس 18 يناير/كانون الثاني الجاري، وهو المعرض الشخصي الأول لسنة 2024 للفنانة التشكيلية جميلة المرواني ويشهده رواق الفنون علي القرماسي بنهج شارل ديقول بالعاصمة. وقد ضم عددا من أعمالها الفنية الجديدة إلى جانب لوحات عرضت سابقا وهو ما يندرج ضمن اشتغال الفنانة على المضي أكثر في تجربتها الفنية وتطوير أدوات عملها حيث كانت لها مشاركات ومعارض منها الفردية وكذلك مساهماتها بلوحات ضمن المعارض الجماعية.

في هذا المعرض تحضر فلسطين من خلال لوحة فنية بها المسجد الأقصى كإحالة على الصمود والنضال الفلسطيني بوجه الإبادة والخراب من قبل الكيان الصهيوني وعدوانه الجبان المتواصل لأكثر من مئة يوم.. وغيرها من مشاهد وطبيعة جامدة وتراث وتقاليد وعادات ولوحة عن بانوراما تونسية يبرز بها القائد حنبعل والمناظر الجميلة لطبرقة التي نالتها حرائق الغابات في بعض جهاتها حيث الرسامة ابنة الجهة وهي ترمم بالفن ما تداعى، مثمنة الطبيعة وجمالها في حيات الكائنات.. وغيرها من اللوحات المعبرة عن نظرة الفنانة جميلة تجاه ما تعيش ضمنه وما يبقى بداخلها من انطباعات وارتسامات، كل ذلك شكل مناخات لمجمل الأعمال تبرز تعلق الفنانة جميلة ببيئتها وتوقها إلى الإفصاح عن الأمل بما يحيل إليه من نظرات الفنانة إلى الثراء الفني والثقافي لتونس، حيث العبارة التشكيلية هنا محض حلم وسفر لكشف العابر في الدواخل والمقيم في النفس والقادم إلى القلب من مشهديات ملونة هي المحصلة لهذا الولع بالتلوين واقتفاء أثر ما هو ساحر وجميل قد لا ينتبه إليه الآخرون. ولكن الفنان هذا القناص الجيد يأخذ من الأشياء أصواتها وشؤونها وشجونها ويجعل لها في القماشة موضعا وموقعا يحلي مساحات النظر والتأمل والتأويل..

إنها لعبة فاخرة هي تلك التي تعلي من شأن التفاعل مع العوالم بما تمنحه فكرة الرسم واللون من ترجمان وتفاعل وتواصل تجاه الكامن في العناصر من أحوال ومشاهد..

هكذا نمضي مع عوالم الرسم عند فنانة هامت بالتلوين وجعلت منه عنوانها البين وهي تعايش الكائنات والعناصر والمشاهد ترتجي بذلك تحويل العالم إلى علبة تلوين لتأخذنا إلى ذاتها المفعمة بالنشيد... نشيد الرسم واللون حيث القماشة مجال حب وأمل وحنين وبذلك نكتشف إبداعاتها في لوحاتها وهي تزين جدران الأروقة.. مشاهد متعددة تعبر عن جماليات التعاطي مع المكان في تونس الجميلة..

الفنانة التشكيلية جميلة المرواني ومن عبق الشمال الغربي وجمال طبرقة الساحرة  أخذتنا إلى كل هذا في معارضها السابقة، ومنها خاصة معرضها الخاص بعنوان "تعبيرات جمالية بين الماضي والحاضر" الذي ضم لوحات منجزة فنية تشير إلى موهبة فنانة بداخلها غرام قديم تجاه الرسم.

ومن البورتريهات إلى المشاهد والخيول والجمال والنوستالجيا، حيث المدينة بالأعمدة والأقواس والمرأة بالسفساري وغيرها من الأجواء التشكيلية للأعمال المعروضة بالزيتي والاكريليك والباستال.

وهنا تقول جميلة المرواني عن حبها للرسم منذ الطفولة "كنت دائما متعطشة للمزيد من المعرفة، وفي سنة 2004 قررت الالتحاق بمركز التدريب للرسم بالمركز الثقافي الروسي مع الرسام الروسي 'ماخاطش' والرسام التونسي لسعد اونيس، وبعد أربع سنوات تحصلت على ديبلوم، ولكنني لم اكتف بهذا بل واصلت التدريبات في نفس المركز وقمت بعدة معارض جماعية، وفي سنة 2012 انتقلت إلى المركز الثقافي الإيطالي لاكتشف مع الأستاذة والرسامة تاتيانا عدة تقنيات أخرى، فواصلت تدربي في المركز وقمت بعدة معارض داخله وخارجه وتحصلت على جوائز وشاركت في club international sevas Art الذي تنشطه السيدة سلمى بن عائشة، وشاركت بعدة تظاهرات عالمية مع أكبر رسامين عالميين وتونسيين، وتحصلت على العديد من الشهائد العالمية، ثم التحقت باتحاد الفنانين التشكيليين وقمت بعدة معارض جماعية وثنائية مع تاتيانا في دار الثقافة ابن خلدون... وصولا إلى معرضي هذا برواق القرماسي... معرض وأعمال فنية متعددة ومسيرة مفتوحة على عنوان لافت هو "أمل" ليتواصل إلى غاية يوم 03 من شهر فبراير/شباط المقبل...".