مناورات بحرية بين روسيا والصين وإيران وسط توترات إقليمية ودولية

التدريبات ستجرى في مياه خليج عمان وهدفها الرئيسي هو أمن النشاط الاقتصادي البحري.
تحالف دولي صاعد يثير قلق الولايات المتحدة والغرب

طهران - وصلت مجموعة من السفن الحربية الروسية إلى إيران لإجراء مناورات عسكرية ستشارك فيها الصين أيضا وفق ما قالت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية اليوم الاثنين في ظل تحالف بين الدول الثلاث في مواجهة الضغوط الغربية.
وذكرت الوزارة أن التدريبات ستجرى في مياه خليج عمان وهدفها الرئيسي هو أمن النشاط الاقتصادي البحري لكنه متعلق كذلك بالتوترات الإقليمية والدولية خاصة التطورات المتعلقة بهجمات الحوثيين في البحر الأحمر والتواجد الغربي هنالك وكذلك الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ويجري البلدان الثلاثة مناورات بحرية دورية تعززت في السنوات الأخيرة على وقع تقارب غير مسبوق لمواجهة الضغوط والعقوبات الغربية.
وأثبتت الصين من خلال الجهود المكثفة وتعزيز التعاون في مختلف المجالات بما فيها العسكرية مع عدوين لدودين كالسعودية وإيران قدرتها على لعب ادوار هامة وإزعاج النفوذ الأميركي فيما تثبت واشنطن في المقابل فشلها في سياسة الاحتواء التي تتبعها منذ مدة ضد الصين أو محاولات عزل روسيا دوليا بسبب الحرب في أوكرانيا.
ويعتقد أن هنالك محورا دوليا بدأت تتشكل معالمه بشكل كبير خاصة بعد الحرب الأوكرانية ويجمع الصين وإيران وروسيا حيث تعززت العلاقات العسكرية بين الأطراف الثلاث في السنوات الأخيرة.
وتتخوف الصين من تداعيات تدهور الوضع الأمني في منطقة البحر بسبب هجمات الحوثيين وتأثيراتها السلبية على تجارتها الخارجية ووجهت مرارا رسائل لطهران بضرورة الضغط على المتمردين اليمنيين لوقف تلك الهجمات. لكن الحوثيين يؤكدون أنهم لن يوقفوا الهجمات المزعزعة لأمن المنطقة دون وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتتهم الولايات المتحدة كلا من الصين وإيران بدعم روسيا عسكريا في حربها ضد أوكرانيا من خلال تزويدها بمسيرات او عقد اتفاقيات عسكرية فيما تسعى الولايات المتحدة لتعزيز عقوباتها على طهران بسبب عدم التزامها بتعهداتها النووية او المضي في تطوير ترسانتها.
كما تتهم واشنطن إيران بتعزيز دعمها للحوثيين من خلال تهريب السلاح عبر الممرات المائية وهوما تنفيه إيران دائما. وترى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن هنالك خطرا على الامن العالمي بسبب التقارب بين بكين وطهران وموسكو وتشكيل ما يشبه المحور الدولي.
ويعتقد أن استمرار إيران في القيام بمناورات حربية تستخدم من خلالها طائرات مسيرة حتى بتشريك القوات الصينية والروسية لن يساهم في تخفيف المخاوف السعودية التي لا تزال تعتبر السلوك الإيراني العسكري مهددا لأمن منطقة الخليج رغم التداعيات الايجابية لقرار استئناف العلاقات.
وكانت إيران كشفت من خلال عدد من تمريناتها العسكرية عن امتلاكها ترسانة كبيرة من الطائرات المسيرة إضافة إلى قاعدة جوية تحت الأرض وهو ما أثار قلق دول الخليج وكذلك اسرائيل.
وينظر الغرب بكثير من القلق نشر المسيرات الإيرانية في عدد من الساحات في اليمن وأوكرانيا او لبنان او سوريا والعراق وحتى السودان.