الجيش الإسرائيلي يوصي بإطلاق عملية ضد حزب الله بدلا عن رفح
بيروت - أوصى الجيش الإسرائيلي بإنهاء العملية العسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة "في أقرب وقت" وإطلاق عملية أخرى على حدود لبنان، وفق ما ذكرته وسائل إعلام عبرية، فيما يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه الجبهة الشمالية تصعيدا غير مسبوق يضعها على حافة الحرب.
وقالت القناة "12" العبرية اليوم الجمعة إن "القيادة الشمالية بالجيش الإسرائيلي تركز على أهداف من شأنها أن تقلل قدرات حزب الله الهجومية" وأضافت أنها "توصي في هذه المرحلة بتحويل الاهتمام نحو الشمال"، مشيرة إلى أنها "أبلغت الحكومة بهذا الموقف".
ونقلت القناة عن مسؤول أمني لم تسمه، قوله إن "هناك حاجة إلى تحرك أكثر حسما في الساحة الشمالية للسماح بالعودة إلى البلدات الشمالية" التي تم إخلاء سكانها مع بداية الحرب على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأضاف أنه "يمكن تحقيق الأمن من خلال اتفاق مع حزب الله ولكن لا يمكننا جلب الشعور بالأمن للسكان دون اتخاذ إجراءات فعالة"، داعيا إلى إلى "إجراء تغيير عميق على الحدود الشمالية إذا أردنا عودة السكان إلى ديارهم" شمال إسرائيل.
ووفقا للمصدر الإسرائيلي، فإن الهجوم الذي نفذه حزب الله على شمال إسرائيل الأربعاء الماضي، يعد الأكبر منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي"، وهو اليوم الذي بدأ فيه التصعيد على الحدود الإسرائيلية واللبنانية بعد يوم واحد من شن الحرب على غزة.
وقالت خدمات الطوارئ الإسرائيلية إنها تتعامل مع سلسلة من الحرائق شبت في شمال إسرائيل اليوم الجمعة بعد إطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان على المنطقة المحيطة ببلدة كريات شمونة الحدودية.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن صفارات الإنذار دوت في شمال إسرائيل، فيما أعلنت خدمات الطوارئ إن فرقا تجوب المنطقة أبلغت عن وجود خسائر مادية وليست بشرية.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون اليوم الجمعة مباني وسيارات لحقت بها أضرار، بالإضافة إلى اندلاع حرائق في أحراج بعدة مواقع بسبب الصواريخ أو تساقط الحطام في ظل موجة حارة.
وخلال اليومين الماضيين أطلق حزب الله أكثر من 200 صاروخ، ردا على اغتيال الجيش الإسرائيلي مسؤولا كبيرا في الحزب، مساء الثلاثاء.
وتتصاعد دعوات سياسيين إسرائيليين لشن حرب على لبنان، ومن المقرر أن يبحث المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" مساء الأحد، التطورات على الحدود اللبنانية، وفق إذاعة الجيش.
وفي سياق متصل أعلنت إسرائيل اليوم الجمعة رفضها المشاركة في "إطار ثلاثي" إلى جانب فرنسا والولايات المتحدة للعمل على خارطة طريق لخفض التصعيد على الحدود اللبنانية، وفق بيان لوزير الدفاع يوآف غالانت، عزا فيه الرفض الإسرائيلي إلى وجود فرنسا "في الإطار".
وتأتي تصريحات غالانت عقب إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الخميس أن باريس وواشنطن وتل أبيب ستعمل ضمن "إطار ثلاثي" للتهدئة على الحدود بين إسرائيل ولبنان.
وقال غالانت "في الوقت الذي نخوض فيه حربا عادلة دفاعا عن شعبنا، تبنت فرنسا سياسات معادية ضد إسرائيل"، مضيفا "وبذلك، تتجاهل باريس الفظائع التي ترتكبها حماس ضد الأطفال والنساء والرجال الإسرائيليين" وختم بتأكيده أن "إسرائيل لن تكون طرفا في الإطار الثلاثي الذي اقترحته فرنسا".
من جهته، قال موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري إنه "وسط تزايد الدعوات للحد من مبيعات الأسلحة للجيش الإسرائيلي وسحب الاستثمارات من شركات الدفاع الإسرائيلية على خلفية الحرب المستمرة في غزة، منعت السلطات الفرنسية الشهر الماضي مايو/ أيار الشركات من المشاركة في أحد أكبر المعارض الدفاعية بالعالم".
وأضاف "جاء هذا القرار بعد أيام من غارة إسرائيلية استهدفت اثنين من كبار عناصر حماس في مدينة رفح بأقصى جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى اندلاع حريق في مجمع يؤوي الفلسطينيين النازحين، وأسفر عن مقتل عشرات المدنيين وإثارة غضب دولي واحتجاجات في فرنسا".