الرسم على الجدران يحول الشوارع في إيران إلى لوحات فنية

عباس ميرزادة: جذور هذا الفن تعودُ إلى مجالس الحكواتيين في المقاهي الشعبية.

طهران - يعد فن الرسم على الجدران والأسقف من أقدم أشكال الفن البشري وهذا ما تشير إليه لوحات الكهوف في معظم المستوطنات البشرية القديمة حول العالم حيث إن الوثائق التاريخية تشير إلى بزوغ فن الرسم على الجدران لدى الإنسان الأول قبل أن يعرف الكتابة.

ويحتل فن الرسم على الجدران مكانة مميزة بين جميع أشكال الفنون التشكيلية على مر الزمن وهو فن قادر على تسليط الضوء على قضية معينة، سواء كانت ثقافية أو اجتماعية أو سياسية أو حتى تاريخية.

وقال الفنان الإيراني المتخصص في فن الرسم على الجدران عباس ميرزادة في حواره مع وكالة الأنباء العمانية، إن فن الرسم الجداري كان ملازما للبشرية منذ عصور قديمة إذ وجد الإنسان في هذا الفن للتعبير عن ذاته وما يراوده من أسئلة وجودية فوثق برسوماته المبسطة معتقداته وطقوسه ونشاطاته.

وأضاف أن الإنسان رسم ما تحتويه بيئته على جدران الكهوف وسقوفها مستفيدا من الطبيعة غير المنتظمة لسطوح الجدران التي ساعدته في تطوير محاكاته للواقع في أشكاله المرسومة.

وخضع فن التصوير الجداري لتطور تزامن مع تطور المواد وصناعتها، إذ أضافت المعرفة العلمية أشكالاً وأساليب جديدة لانتشار هذا الفن، تتعلق بطريقة التطبيق على السطح لأهداف جمالية وحتى وظيفية، وفق ميرزادة.

وأوضح الفنان الإيراني المتخصص في فن الرسم على الجدران أن الرسم على جداريات المقاهي أو ما يسمى بالرسم الخيالي يعد أيضا من التجليات التاريخية لفن الرسم على الجدران في إيران.

وأكد على أن هذا الفن يعتمد على الخيال وحده، دون الحاجة إلى أي موضوع أو طبيعة متجسدة أمام الفنان، مبينا أن جذور هذا الفن تعودُ إلى مجالس الحكواتيين في المقاهي الشعبية حيث تحولت الستائر المنقوشة وعروضُ المقاهي إلى جداريات ضخمة تغطي كل جدران المكان ويرتبط هذا النوع من الفن بالفنون الأخرى كالموسيقى والسرد الروائي المصحوب بالصور الجدارية وفن المحاكاة والشعر والغزل والرثاء، كذلك باقي تقنيات الرسم مثل فنّ المينياتور أو المنمنمات.

ودخل فن الرسم على الجدران في مجال تزيين البيوت والمكاتب والقصور على مر الزمن، وفق عباس ميرزادة، مضيفا: هناك تقنيات جديدة أضيفت لهذا الفن وتعددت أهدافها ودخلت في مجال التصميم الداخلي والخارجي فزينت الشوارع والمساحات والساحات العامة.