الميليشيات تلوح بالعودة لاستهداف القواعد الأميركية في العراق
بغداد - بحثت ما تسمى بالمقاومة العراقية مساء الأربعاء في لقاء استثنائي تواجد القوات الأميركية في البلاد وذلك بعد التصريحات المثيرة للجدل للسفيرة الأميركية المحتملة تريسي آن جاكوبسون والتي تعهدت بالقضاء على نفوذ الميليشيات الموالية لإيران وفي خضم توتر غير مسبوق في المنطقة بسبب تداعيات الحرب على غزة وبعد 4 أشهر من التهدئة على الساحة العراقية.
ووفق بيان للمجموعة المسلحة فقد عقدت "الفصائل اجتماعاً استثنائياً لمناقشة الأحداث في المنطقة عموماً وفي العراق على وجه الخصوص، فقد دأبت على الوضوح في مواقفها، والشفافية في بياناتها، لإطلاع شعبنا على ما يدور حوله من أحداث".
وفي خطاب يحمل الكثير من التحذير للقوات الأميركية وتلويحا بالعودة لاستهدافها قال البيان "أكد المجتمعون على ضرورة الاستمرار بالسير لتحقيق سيادة البلاد، بعد مماطلة العدو وتعنته، ليبقى محتلاً لأرضنا، ومستبيحاً لسمائنا، ومتحكماً بالقرار الأمني والاقتصادي، ومتدخلاً بالشأن العراقي بكل استهتار وغطرسة، وكأنه لا يعلم ما ينتظره بعد هذه الفرصة".
وأضافت أن "الشعب العراقي ومقاومته الأبية والمخلصين من السياسيين ورجال العشائر ونواب الشعب، قادرون ومصرون على إنهاء هذا الملف وإغلاقه، باستعمال السُبل المتاحة كافة، لإعادة الأمن والاستقرار، وتحقيق السيادة الكاملة".
ويعتبر هذا الموقف تصعيديا بعد نحو 4 أشهر من هدنة أعلنتها تلك المجموعات المسلحة إثر فترة من التوتر واستهداف القواعد الأميركية وخاصة بعد هجوم نفذه مسلحون من العراق ضد القوات الأميركية في الأردن والرد الأميركي القوي على ذلك.
وسمحت تلك المجموعات للحكومة العراقية بالعمل على عقد اتفاق لخروج القوات الأميركية واغلاق قواعدها العسكرية.
وبداية الشهر الجاري هددت كتائب "سيد الشهداء"، إحدى الميليشيات العراقية الموالية لإيران، باستئناف الهجمات على القوات الأميركية، في حال فشلت المفاوضات بين بغداد وواشنطن بشأن انسحاب قوات التحالف الدولي.
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد أكد في تصريحات سابقة أنه لم يعد هناك مبرر لتواجد قوات التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، مشددا على قدرة الأجهزة الأمنية على بسط الأمن والاستقرار.
وتتفاوض بغداد وواشنطن بشأن خروج القوات الأميركية من العرق، فيما لا تلوح في الأفق بوادر لتحقيق الهدف الذي تضغط إيران من أجل بلوغه عبر أذرعها في البلاد، في ظل تمسك الولايات المتحدة بضرورة استمرار القوات الأجنبية في أداء مهامها.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة نفّذت الميليشيات العراقية الموالية لإيران العشرات من الهجمات على القواعد والقوات الأميركية بذريعة دعم الفلسطينيين، فيما واجهت حكومة السوداني انتقادات بعجزها عن حماية المصالح الأميركية وكبح انفلات سلاح هذه الفصائل.
وردت الولايات المتحدة بضربات استهدفت مواقع تابعة لميليشيات عراقية أسفرت عن مقتل عدد من قياداتها، متوعّدة بوضع حد للهجمات على مصالحها في البلاد.
وأثارت جاكوبسون التي ستخلف إلينا رومانسكي كسفيرة للولايات المتحدة في بغداد غضب الحكومة العراقية بتصريحات هاجمت فيها إيران وأذرعها حيث اعتبر خالد اليعقوبي المستشار الأمني لرئيس رئيس الوزراء بأنه حديث لا يتناسب ومهامها الدبلوماسية.