فون دير لايين إلى ولاية ثانية باتفاق أوروبي
بروكسل - اتفق قادة الاتحاد الأوروبي الذين يمثّلون المجموعات السياسية الثلاث الرئيسية في التكتّل، على تولّي رئيسة المفوّضية الأوروبية الحالية أورسولا فون دير لايين ولاية ثانية، حسبما أفادت مصادر قريبة من المحادثات لوكالة فرانس برس الثلاثاء.
وكجزء من الاتفاق على تولّي فون دير لايين ولاية ثانية الذي لا يزال يحتاج إلى موافقة غالبية مرجِحة من زعماء التكتّل، ستصبح رئيسة الحكومة الإستونية كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بينما سيتولّى رئيس الوزراء البرتغالي السابق أنتونيو كوستا منصب رئيس المجلس الأوروبي، وفق المصدر ذاته.
وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يتولى الثلاثي هذه المناصب، لكن زعماء الاتحاد الأوروبي لم يوافقوا بعد على حزمة التعيينات هذه عندما اجتمعوا على عشاء رسمي، الأسبوع الماضي. ومن المقرر أن يناقش الزعماء الأمر مجددًا، خلال قمة في بروكسل، يومي الخميس والجمعة.
ودعم حزب الشعب الأوروبي المحافظ، أكبر قوة في البرلمان الأوروبي، مسعى أورسولا فون دير لايين في مارس/آذار الماضي للفوز بولاية ثانية على رأس المفوضية.
وصوت 400 ممثل عن الحزب لصالح مسعى وزيرة الدفاع الألمانية السابقة الفوز بولاية ثانية، وفق ما أعلن حزب الشعب الأوروبي خلال مؤتمره في بوخارست، مقابل 89 صوتا ضدها.
وفي تصريحات سابقة، رحبت دير لاين بالنتائج الأولية الصادرة عن البرلمان الأوروبي التي أظهرت فوز حزب الشعب الأوروبي الذي يمثل تيار يمين الوسط في انتخابات البرلمان الأوروبي بحصوله على 184 مقعدا، مؤكدة حينها أنها "ستعمل مع التكتلات السياسية من يسار الوسط والليبراليين الذين دعموها في الأساس للفوز بإعادة تعيينها في المنصب".
وولدت فون دير لاين بالعاصمة البلجيكية بروكسل في 8 نوفمبر عام 1958، حيث كان والدها إرنست ألبرشت، أحد أوائل موظفي الخدمة المدنية الأوروبيين.
وفي عمر الـ13 انتقلت إلى هانوفر الألمانية في عام 1971 عندما دخل والدها السياسة ليصبح رئيس وزراء ولاية ساكسونيا السفلى 5 سنوات. وفي أواخر سبعينيات القرن الماضي، عاشت في لندن، عندما كانت تدرس الاقتصاد باسم روز لادسون، وهو اسم أم جدتها الأميركية من تشارلستون بكارولاينا الجنوبية.
وفي عام 1987، امتهنت الطب بعدما تخرجت من كلية هانوفر الطبية، وتخصصت في صحة المرأة، وهي متزوجة من زميلها الطبيب هايكو فون دير لاين، وأم لـ7 أطفال.
بحكم انتمائها للحزب المسيحي الديمقراطي مالت دير لاين إلى التوجهات المحافظة، وقد تجلى ذلك في مواقفها السياسية ومن بينها إعلانها عام 2009 عزمها تقديم مشروع قانون لحظر المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت، وهو أمر لاقى معارضة شديدة وتقدم أكثر من 130 ألف شخص للجنة الشكاوى بالبرلمان بعريضة ضد إقراره.
وفي سبتمبر/أيلول 2013 رفضت دير لاين توجه حزبها لزيادة الضرائب على المواطنين، وتعللت بأن خزينة البلاد حققت خلال عام 2013 أكبر عائدات للضرائب بتاريخها.