تقرير أميركي: السوداني يلعب لعبة خطيرة
بغداد – أفاد تقرير لموقع ميديا لاين الأميركي أن الميليشيات العراقية الموالية لإيران شهدت تناميا كبيرا، وصارت تشكل في الوقت الراهن التهديد الأكبر لاستقرار العراق منذ أن أصبحت هي صاحبة القرار، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يقوم بخدمة مصالحها وهو بذلك يقوم بلعبة خطرة من خلال محاولته الانخراط مع الميليشيات والتوصل إلى اتفاقيات مع كل من الولايات المتحدة والسعودية.
وذكر الباحث في مركز التحالف للدراسات الإيرانية في جامعة تل ابيب مئير ليتزاك للموقع إن "هذه الميليشيات تهيمن على الحكومة العراقية لأنها العناصر الاساسية في الائتلاف الحالي". وأضاف أن الولايات المتحدة خسرت قوتها الاستراتيجية في العراق مقارنة بالماضي، إلا أنها لا تزال تتمتع بدور رئيسي في مراقبة تنظيم داعش، منوها أنه في حال انسحاب القوات الأميركية فإن داعش قد يستعيد قوته على المدى الطويل لأن الحكومة العراقية لن تكون قادرة وحدها على مواجهتهم.
ورجح الموقع تزايد انخراط الفصائل المنضوية في إطار "المقاومة العراقية" في الصراع الإقليمي القائم في المنطقة خلال المرحلة المقبلة.
بعد الانتخابات الأميركية سيحاول كل من ترامب وبايدن النظر بشكل أكبر في انخراطهما في الشرق الاوسط اخذين بالاعتبار دور إيران المهيمن.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية تصنيف "حركة أنصار الله الأوفياء" العراقية في 17 يونيو/حزيران الماضي، كجماعة إرهابية إلى جانب كتائب حزب الله، وحركة النجباء، وكتائب سيد الشهداء.
وأفاد مايكل نايتس الباحث في "معهد واشنطن" أن هذا القرار يمكن أن يرتبط بخيارين رئيسيين الأول الولايات المتحدة من خلال وضعها حركة أنصار الله الأوفياء رسميا على القائمة، ربما يكون من أجل ضربها أكثر في المستقبل، والقول أنهم يستهدفون جماعة إرهابية".
وأضاف إن "الخيار الثاني يمكن أن يكون أن الولايات المتحدة قد علمت مؤخرا بأمور أخرى عن الجماعة وهي تتخذ هذه الخطوة لمنعها من تشكيل تهديد خطير ليس فقط للجنود الأميركيين في العراق وسوريا، وإنما للمنطقة بأكملها".
وبحسب نايتس، فإن ما تريده واشنطن هو إظهار أن الولايات المتحدة تقوم بشيء ما، في حين أن العقوبات تظل بلا فعالية. ومنذ عام 2011، اكتسبت إيران سيطرة شاملة على الدولة في كل قطاع من خلال وكلائها. واكتسبت القدرة على تغيير العلاقات بين العراق والجهات الفاعلة الدولية؛ وسيطرت الميليشيات على مناطق بأكملها، وخاصة قطاع النفط، كما أن الاتفاقيات الاقتصادية الجديدة جارية مع الصين ايضا.
وتابع "منذ عام 2011، اكتسبت إيران السيطرة الشاملة على الدولة في كل قطاع من خلال وكلائها، وامتلكت القدرة على تغيير العلاقات بين العراق والأطراف الفاعلة الدولية"، مشيرا أيضا إلى أن "الميليشيات سيطرت على مناطق بأكملها، وخصوصا قطاع النفط، كما أن الاتفاقيات الاقتصادية الجديدة جارية مع الصين أيضا".
لكن الباحث في "معهد راند" الأميركي رافائيل كوهين يرى إن "الوجود الأميركي لا يحظى بشعبية في الشوارع العراقية، غير أن العديد من السياسيين العراقيين يدركون أنه من دون وجود أميركي ودولي داخل البلد، فإن هذه الجماعات ستستعيد قوتها وستدفع المنطقة نحو حالة الفوضى".
وبحسب كوهين فإن "ان الميليشيات العراقية تحظى باهتمام اعلامي أقل، لكنها تشكل تهديدا مماثلا". وتابع قائلا ان "إيران تثق بحزب الله، الذي يعد وكيلها الاقوى والاكثر مرونة، وثانيا، بالحوثيين، الذين لم يكونوا معروفين قبل 7 اكتوبر/تشرين الاول ولكنهم اكتسبوا شعبية منذ ذلك الحين بسبب هجماتهم ضد السفن الدولية"، مضيفا أنهما "استثمار جيد من الناحية الاقتصادية بالنسبة لإيران، مقارنة بالميليشيات المتنوعة في العراق، التي يجري النظر إليها على أنها مفككة وفوضوية".
وكانت الولايات المتحدة تظهر نشاطا قليلا في تفكيك الشبكة الارهابية التابعة لإيران، بسبب الازمة الجيوسياسية التي تمثلها الحربان في غزة وأوكرانيا، بالإضافة إلى الغموض الذي يحيط بنتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة.
وانتقد نايتس فكرة "أننا نتصرف فقط عندما يصبح الوضع سيئا حقا. نحن فعليا نقوم بممارسة أسلوب اللحاق بالأمور"، معربا عن اعتقاده بأنه بعد الانتخابات الأميركية سيحاول كل من دونالد ترامب وجو بايدن "النظر بشكل أكبر في انخراطهما في الشرق الاوسط اخذين بالاعتبار دور إيران المهيمن".
وكانت الأشهر الماضية صعبة بالنسبة للمنطقة في ظل الحرب المستمرة في غزة، والتصعيد الاسرائيلي الايراني، والتوتر المتزايد بين اسرائيل وحزب الله، فيما الميليشيات العراقية قد تصبح أكثر انخراطا في الصراع ضد اسرائيل ايضا.
ويقول ليتزاك إن "هذه الميليشيات تحاول زعزعة استقرار الاردن وتخطط لإطلاق صواريخ باتجاه اسرائيل من الحدود الاردنية، وقد أعلنوا ذلك بشكل علني. ولهذا السبب فإن الاردن ساعد اسرائيل خلال الهجوم الكبير الذي نفذته إيران" في ابريل/نيسان الماضي.
ومن جهته، يعتبر كوهين إن الميليشيات العراقية سوف تصبح "أكثر انخراطا في حالة التصعيد بين حزب الله واسرائيل"، مضيفا أنهم "سيطلقون صواريخ بالتنسيق مع الحوثيين ايضا، وهذا سيزيد الوضع الإقليمي سوءا".
أما نايتس فإنه يرى إن "المقاومة الاسلامية في العراق" سبق لها أن شنت هجمات مشتركة بطائرات مسيرة مع الحوثيين ضد ميناء حيفا في 6 يونيو/حزيران، وبالصواريخ باتجاه اشدود وبطائرة مسيرة ضد حيفا، مضيفا أنه "في حالة اندلع تصعيد أكبر، فإننا سنرى المزيد من الخطوات من جانب هذه الميليشيات، وستجد إسرائيل نفسها في مواجهة تهديدات متعددة".