معرض مجلة 'العربي' ذاكرة بصرية لتطوّر المجتمعات العربية
استقطب معرض مجلة "العربي" الذي استضافته قاعة الشهيد مبارك النوت بمقر جمعية الخريجين الكويتية، الكثير من الجمهور الكويتي الذي جذبته الفعاليات المتنوعة التي تضمنتها أجندة مهرجان صيفي ثقافي في دورته السادسة عشرة، والتي انطلقت مطلع الشهر الجاري، وتتواصل حتى التاسع والعشرين من شهر أغسطس المقبل.
المعرض الذي حمل عنوان "عبدالعزيز ارتي ... الفنان الحر"، نظمته "العربي" ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي 16"، للإحتفاء بمسيرة الفنان الراحل تضمن أكثر من 50 لوحة من أعمال آرتي التي نشرت بالمجلة.
وجاء المعرض الذي يُختتم اليوم الأربعاء، ليُسلط الضوء على رحلة الفنان الراحل عبدالعزيز آرتي، مع الفنون التشكيلية وفن الكاريكاتير منذ تخرجه من الجامعة عام 1982، وحتى رحيله في العام الماضي 2023.
وتُعد معارض مجلة "العربي" الكويتية، بمثابة ذاكرة بصرية لأهم المحطات في مسيرة الثقافة والفنون ورحلة المدينة العربية نحو التطوّر، حيث تقوم المجلة وبشكل دوري، بتنظيم معارض متنوعة حول فنانين كبار مثل معرضا الذي استحضر مسيرة الفنان الراحل حسن حاكم، وهذا المعرض الذي يستحضر رحلة الفنان الراحل عبدالعزيز آرتي مع الفنون التشكيلية وفن الكاريكاتير.
إضافة إلى المعارض التي توثق رحلات المجلة واستطلاعاتها التي تمكن من خلالها القراء من التطواف حول العالم، عبر تقديم استطلاعات خاصة في صياغة أدبية محكمة من كاتب رحال بمصاحبة مصور فوتوغرافي.
وكذلك المعارض التي تقدم للجمهور أرشيف المجلة من الصور النادرة التي تحكي المحطات في مسيرة تطوّر المجتمعات العربية كافة، وما طرأ عليها من تغيرات خاصة بعد ظهور النفط وما تبع ذلك من نهضة في الكثير من البلدان العربية وخاصة منطقة الخليج العربي، مثل مواكبة المجلة لإقامة السد العالي في أقصى صعيد مصر، إذ وثقت مشاهد العمل والبناء في ذلك المشروع العربي الكبير، وواكبت غيره من المشروعات التاريخية في العالم العربي وخارجه، ولم تقتصر اهتماماتها يوما على الكويت أو الخليج العربي.
وقد حرص كبار المسئولين بقطاع الثقافة في الكويت، على حضور افتتاح معرض "عبدالعزيز آرتي.. الفنان الحر"، حيث كان مقدمة الحضور الدكتور محمد خالد الجسار، الأمين العام للمجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب، وعائشة المحمود، الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة، ورئيسة مهرجان صيفي ثقافي، والكاتب إبراهيم المليفي، رئيس تحرير مجلة العربي، ورئيس مجلس ادارة جمعية الخريجين الكويتية، والذي قام باصطحاب الحضور في جولة قدّم لهم فيها شرحا حول الأعمال المعروضة والتي سبق وأن نشرت على صفحات مجلة "العربي" خلال السنوات الماضية.
وفي تعليقه على المعرض، قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد خالد الجسار: أن المجلس الوطني يفتخر بمثل تلك القامات الفنية الكبيرة، ولفت إلى أن الفنان الراحل عبدالعزيز آرتي كان له دور في إثراء الثقافة العربية من خلاته فنه المتنوع ورسوماته.
وأكد الجسار على حرص المجلس الوطني للثقافة على إبراز دور الفن والفنانين من خلال مهرجاناته وفعالياته المتنوعة، والتي تعطي صورة واضحة عن الكويت باعتبارها أحد أهم المراكز الثقافية في الوطن العربي.
ومن جانبها، قالت الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس، ورئيسة مهرجان صيفي ثقافي، عائشة المحمود، إن المعرض يمثل تاريخا لكل المراحل السياسية والفكرية التي مر بها العالم العربي، مؤكدة أن الفنان الراحل عبدالعزيز آرتي، هو أحد الرموز المهمة التي تحتفي وتفتخر بها مجلة العربي.
وأوضحت المحمود أن الفنان الراحل ارتي عاصر مجلة "العربي" في فترات تاريخية مهمة وعاصر تقلبات فكرية واجتماعية بدت واضحة عبر لوحاته ورسوماته التي قدمها.
فيما قال رئيس تحرير مجلة "العربي"، ورئيس مجلس ادارة جمعية الخريجين، الكاتب إبراهيم المليفي، إن المجلة تحرص في كل مهرجان على تقديم الجديد، وفي هذه الدورة اختارت أن تعرف الجمهور برسومات الفنان الراحل عبد العزيز ارتي التي كانت لها نصيب في صفحات المجلة.
وأضاف المليفي أن الفنان الراحل عبدالعزيز آرتي، تميز بتنوع رؤاه ومدارسه الفنية ورسم جميع أنواع الفنون بريشته المرنة، ونوّه إلى أن هذا المعرض اختص برسوماته الكاريكاتيرية المنشورة في مجلة "العربي" والتي صاحبت مقالات متنوعة عبر عنها برسمة اختصرت الكثير من الكلمات.
وبحسب المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب، فإن الفنان عبدالعزيز آرتي، أقام وشارك في عشرات المعارض الفنية الخاصة والجماعية، وحاز جوائز عديدة منها "الجائزة الذهبية" في فن الكاريكاتير عام 1994 وجائزة "الدرع الذهبية" على مستوى الوطن العربي ضمن المعرض السنوي الذي أقيم بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 1995.
يُذكر أن مهرجان صيفي ثقافي الذي تُقام دورته السادسة عشرة بالكويت - تحت رعاية وزير الإعلام والثقافة الكويتي عبد الرحمن المطيري - خلال الفترة من 1 يوليو وحتى 29 من شهر أغسطس المقبل، يتضمن تنظيم 50 فعالية فكرية وثقافية وفنية، وينظمها المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب بمختلف المحافظات الكويتية.