استئناف محادثات نووية غير مباشرة بين طهران وواشنطن
طهران - كشف علي باقري كني القائم بأعمال وزير الخارجية في إيران اليوم الخميس عن استمرار محادثات سرية وغير مباشرة مع الولايات المتحدة عبر سلطنة عمان دون الحديث عن تفاصيلها، وفق ما نقلته صحيفة 'اعتماد ملي' الإيرانية.
يأتي ذلك بعد تصريحات لمتحدث باسم البيت الأبيض يوم الاثنين قال فيها إن واشنطن ليست مستعدة لاستئناف المحادثات النووية مع إيران في عهد الرئيس المنتخب مسعود بزشكيان.
ووفق المصدر ذاته قال باقري إن جهود تُبذل من أجل تهيئة الأجواء الملائمة للمفاوضات أمام الحكومة الإيرانية الجديدة التي ستتولى مهامها في الأسابيع القليلة المقبلة.
وتعهد بزشكيان الذي يتبنى نهجا معتدلا نسبيا وفاز في جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة الإيرانية الأسبوع الماضي، بانتهاج سياسة خارجية عملية وتخفيف التوتر مع القوى الست الكبرى التي شاركت في المحادثات النووية المتوقفة الآن لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015.
ويقرّر الزعيم الأعلى علي خامنئي السياسة الخارجية في إيران، وكان حذّر الشهر الماضي قبل الانتخابات من أن "الشخص الذي يعتقد أنه لا يمكن فعل أي شيء دون رضا أميركا لن يتمكن من إدارة البلاد بشكل جيد".
ويتولى بزشكيان منصبه في وقت يحتدم فيه التوتر في الشرق الأوسط بسبب الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية 'حماس' في قطاع غزة وإطلاق النار عبر الحدود بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية، وهو ما أدى إلى تفاقم الخلاف بين طهران وواشنطن.
وفي رسالة إلى إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، جدّد الرئيس الإيراني الأربعاء دعم طهران المستمر للفلسطينيين.
وتُعدّ جماعة حزب الله الشيعية وحركة حماس السنية جزء من مجموعة من الفصائل المتحالفة مع إيران فيما يعرف باسم محور المقاومة.
ورغم الوعود التي طرحها بزشكيان خلال حملته الانتخابية والتي أكّد فيها بأنه سيتفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة لرفع العقوبات التي ألحقت أضرارًا فادحة بالاقتصاد الإيراني، فإن تحقيقها على أرض الواقع تبدو محدودة حيث يواجه مجموعة من التحديات الداخلية إذ لا يزال البرلمان الإيراني تحت سيطرة المحافظين المتشددين إضافة إلى أن المرشد الأعلى يحتفظ بالكلمة الفصل في جميع القضايا المهمة، وفق محللين.
وقال الرئيس المنتخب في خطابه بعد الفوز "لقد جئت للسعي من أجل السلام الدائم والطمأنينة والتعاون في المنطقة، وكذلك الحوار والتفاعل البناء مع العالم".
ويطغى الحذر على الموقف الأميركي من التطورات الأخيرة في إيران حيث صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في تصريحات صحفية سابقة بأن "الدبلوماسية هي الطريقة الأكثر فعالية لتحقيق حل فعال ومستدام فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي"، مشيرًا إلى أن واشنطن "بعيدة جدًا عن أي حل دبلوماسي ذي معنى في الوقت الحالي نظرًا للتصعيد الإيراني على جميع الجبهات".