قوة أمنية بريطانية جديدة لمكافحة الهجرة

الحكومة البريطانية الجديدة تستعد لتقديم مشروع قانون لإنشاء قيادة جديدة لأمن الحدود وتعزيز صلاحيات مكافحة الإرهاب لمعالجة جرائم الهجرة المنظمة.

لندن - أكّدت لندن اليوم الأربعاء تعزيز خططها التشريعية لإنشاء قوة أمنية جديدة على حدودها تتمتّع بسلطات مكافحة الإرهاب لمكافحة جرائم الهجرة المنظّمة غير القانونية عبر قناة المانش. 
وقال الملك تشارلز الثالث خلال خطاب كشف فيه عن أول برنامج تشريعي لحكومة عمّالية بريطانية خلال 15 عامًا إنه "سيتمّ تقديم مشروع قانون لإنشاء قيادة جديدة لأمن الحدود وتعزيز صلاحيات مكافحة الإرهاب لمعالجة جرائم الهجرة المنظمة".
وكشف تعداد بريطاني رسمي صدر في منتصف يونيو/حزيران الماضي عن وصول أكثر من 12 ألف شخص إلى الشواطئ الإنكليزية بشكل غير نظامي في العام 2024، معظمهم انطلقوا من فرنسا، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 18 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، على الرغم من تشدّد الحكومات البريطانية المحافظة في السنوات الأخيرة.
وأكد تقرير برلماني تلقي بريطانيا أكثر من 67 ألف طلب لجوء في العام 2023. فيما ارتفع عدد الأشخاص الذين عبروا قناة المانش بشكل غير قانوني على متن قوارب منذ بداية العام بنسبة 41.7 في المئة مقارنة بنفس الفترة من 2023، وفق أرقام نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية.
ويُمنع حاليا المهاجرون الذين يصلون بشكل غير قانوني من طلب اللجوء في المملكة المتحدة، حيث برزت الهجرة كعنوان رئيسي في الانتخابات التشريعية التي فاز بها حزب العمال. 
وأثار مشروع قانون تم تمريره في البرلمان البريطاني في شهر يوليو/تموز العام الماضي والذي يخول للحكومة ترحيل المهاجرين غير النظاميين مهما كانت جنسياتهم إلى رواندا في إطار اتفاق بين البلدين، جدلا واسعا في الأوساط الحقوقية الدولية المدافعة عن حقوق اللاجئين والمهاجرين. فيما اعتبرته الأمم المتحدة سابقة خطيرة في العالم. لكن الحكومة البريطانية الجديدة تخلت عن الاتفاق المثير للجدل المبرم مع رواندا بهذا الشأن.
ويأمل طالبو اللجوء في بريطانيا أن تنتهي مأساتهم وبدء حياة مستقرة في المملكة المتحدة بعد فوز حزب العمال الذي وعد بتغيير طريقة الحكومة السابقة مع الملف خلال الانتخابات الأخيرة.
وكان رئيس الوزراء الحالي وزعيم الحزب كير ستارمر قد تعهّد سابقا بالتخلي عن مخطط رواندا في حال فوز حزبه، إلا أنه وبحسب تصريحات نقلتها وسائل إعلامية بريطانية، ينوي أيضا الحد من الهجرة والتصدي لشبكات تهريب المهاجرين.
 وأشار إلى رغبته في التعاون مع السلطات الفرنسية ودول الاتحاد الأوروبي لوقف قوارب الهجرة غير النظامية التي تنطلق من شمال فرنسا، قائلا إنه سيعمل على نحو أوثق مع أوروبا من خلال إنشاء وحدة شرطة جديدة عبر الحدود "للتعامل مع العصابات في المنبع."
ونقلا عن موقع "مهاجر نيوز" أكد الحزب في مخططه الذي نشره خلال الحملة الانتخابية على موقعه الرسمي، إجراء مفاوضات حول اتفاقات إعادة المهاجرين مع الدول التي يتحدرون منها، كما ينوي إنشاء وحدة جديدة لعمليات الترحيل تضم 1000 موظف إضافي لتسريع عمليات نقل الأشخاص الذين رُفضت طلبات لجوئهم.