حميدتي يدعو لتعليق عضوية السودان بالأمم المتحدة

قائد الدعم السريع يدعو في خطاب وجهه إلى الأمين العام للأمم المتحدة لاستخدام كافة المعابر الحدودية في مناطق سيطرة قواته لضمان سرعة انسياب وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.

الخرطوم - دعا قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقّب بـ"حميدتي" إلى تعليق عضوية السودان في الأمم المتحدة لعدم وجود حكومة شرعية في البلاد، بينما حثّ المنظمة الأممية على تبني برنامج إنساني عاجل للتخفيف من حدة الكارثة الإنسانية في البلد الذي يئن تحت وطأة حرب أعادته سنوات إلى الوراء.

ويكشف تحرّك حميدتي على حرصه على إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة من النزاع، على خلاف قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان الذي لم يبد أي تجاوب مع الدعوات المطالبة بتذليل العقبات التي تحول دون تدفق المساعدات.

ودعا قائد قوات الدعم السريع في خطاب وجهه إلى الأمين العام للأمم المتحدة إلى استخدام كافة المعابر الحدودية في مناطق سيطرة قواته لضمان سرعة انسياب وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وفق صحيفة "المشهد السوداني".

وتقيم هذه المبادرة الدليل على جهود حميدتي لإنجاح كافة المساعي الأممية والدولية الهادفة إلى الاستجابة للاحتياجات الإنسانية، بالتوزاي مع التزامه بالانخراط في كافة المبادرات الرامية إلى إرساء سلام عادل وشامل بما يفضي إلى تأسيس الدولة السودانية الجديدة.

والخميس أعلن الوفد التفاوضي لقوات الدعم السريع خلال مفاوضات رعتها الأمم المتحدة في مقرها بجنيف عن الاتفاق مع المنظمة الأممية لتسهيل وصول المساعدات في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

ويرى مراقبون أن تعثر مفاوضات تسوية الأزمة السودانية يعود إلى تعنّت البرهان وتلغيمه المباحثات بشروط مستحيلة وسعيه للتصعيد، ما يكشف عن مخططه لإطالة أمد النزاع رغم تتالي هزائمه ونكساته على أكثر من جبهة سواء بفقدانه السيطرة على أغلب المقرات الحيوية للجيش السوداني وعديد الأقاليم أو تتالي الانشقاقات من قواته.

وكان فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان قد أكد في تصريح سابق أن "المنع المتعمد والواضح لوكالات الإغاثة من الوصول الآمن إلى داخل السودان يمكن أن يرقى إلى جريمة حرب".

وكانت تقارير دولية قد كشفت أن عشرات الأطنان من المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى السودان ظلت محتجزة في ميناء بورتسودان الذي يخضع لإدارة البرهان باعتباره يترأس مجلس السيادة.

وأعلنت الأمم المتحدة الجمعة أن المباحثات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني ومبعوث المنظمة الدولية خطوة أولى مشجعة، وذلك قبل ساعات من انتهاء الاجتماع بين الطرفين.

وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة اليساندرا فيلوتشي خلال مؤتمر صحافي في جنيف إن المبعوث الدبلوماسي الجزائري رمطان لعمامرة "متفائل باستعداد الوفدين للتحاور معه حول القضايا الحاسمة المتعلقة بالوضع في السودان والتي يسعى بشأنها إلى التعاون اللازم من الأطراف المتحاربة".

ويحتدم القتال في السودان منذ 15 أبريل/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو الرجل الثاني السابق في السلطة العسكرية.

وتركزت محادثات جنيف التي شارك فيها خبراء في الشؤون الإنسانية والأمنية والعسكرية من الطرفين، بشكل خاص على المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين وجرت المباحثات من 11 إلى 19 يوليو/تموز في جنيف في جلسات مغلقة دون السماح بالوصول إلى الوفدين.

وأدى النزاع في السودان إلى مقتل الآلاف ونزوح أكثر من 10 ملايين شخص بحسب الأمم المتحدة، فيما ذكر تقرير دعمته المنظمة الأممية في نهاية يونيو/حزيران أن نحو 25.6 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، يواجهون حاليا "انعداما حادا للأمن الغذائي".