إيران تعود لاحتجاز ناقلات النفط في مضيق هرمز
طهران - أفادت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء اليوم الاثنين بأن طهران احتجزت ناقلة النفط (بيرل جي) التي ترفع علم توجو وتحمل 700 ألف لتر من النفط الخام في الخليج فيما يأتي هذا التطور في ظل توتر غير مسبوق في المنطقة في علاقة بتطورات حرب غزة والتصعيد في جنوب لبنان.
وأضافت الوكالة أن السلطات احتجزت الناقلة في مضيق هرمز وعلى متنها طاقم من تسعة هنود، بناء على أمر قضائي.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها احتجاز ناقلات النفط من قبل الحرس الثوري الإيراني قبل إطلاق بعضها في علاقة بتشديد الولايات المتحدة عقوباتها على طهران بسبب الملف النووي.
وفي ابريل/نيسان الماضي عاد مضيق هرمز مرة أخرى لتصدر المشهد الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، إثر إعلان الحرس الثوري سيطرته على سفينة شحن ترفع علم البرتغال ويملكها رجل أعمال إسرائيلي.
ومنذ أكثر من 4 عقود يشهد الممر المائي توترات عسكرية بين إيران وجهات أخرى، بصدارة الولايات المتحدة. ويربط مضيق هرمز الواقع بين عمان وإيران، الخليج العربي بخليج عمان وبحر العرب، ويعد أهم ممر للنفط في العالم لأن كميات كبيرة من النفط تتدفق عبر المضيق.
ويعتبر مضيق هرمز ورقة ضغط إيرانية تلوح بها عند نشوب أية توترات مع الغرب، بصفته ممرا رئيسا لحركة غالبية النفط المنتج في دول الخليج العربي والعراق. حيث يعود أبرز اضطرابات المضيق في مجال نقل النفط لعام 1984 في خضم الحرب الإيرانية العراقية، حين تم تدمير أو إلحاق ضرر بأكثر من 500 سفينة.
بينما في يوليو/تموز 1988، تحطمت طائرة تابعة للخطوط الإيرانية، إثر إصابتها بصاروخين أطلقا من فرقاطة أميركية في مضيق هرمز وقتل 290 شخصا حينها.
وفي 2019، أثارت هجمات غامضة على سفن في منطقة الخليج وإسقاط طائرة مسيرة واحتجاز ناقلات نفط، مخاوف من تصعيد بين طهران وواشنطن.
وخلال يوليو/تموز 2021، أدى هجوم على ناقلة نفط لشركة يملكها ملياردير إسرائيلي إلى مقتل شخصين بريطاني وروماني.
وعام 2022، بلغ متوسط تدفق النفط 21 مليون برميل يوميا، أو ما يعادل نحو 21 بالمئة من الاستهلاك العالمي للسوائل البترولية بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وفي النصف الأول 2023، ظل إجمالي تدفقات النفط عبر مضيق هرمز ثابتا نسبيا مقارنة بعام 2022، لأن زيادة تدفقات المنتجات النفطية عوضت جزئيا الانخفاضات في النفط الخام والمكثفات.
وتقود فرضية عدم قدرة النفط على عبور ممر رئيسي مثل مضيق هرمز بسبب أية عراقيل جيوسياسية أو لوجستية، ولو مؤقتا، إلى تأخيرات كبيرة في الإمدادات وزيادة تكاليف الشحن، ما يؤدي إلى زيادة أسعار الطاقة العالمية.
والدول التي يمر نفطها عبر مضيق هرمز: إيران، العراق، الإمارات، سلطنة عمان، الكويت، السعودية.
إلا أن السعودية والإمارات تملكان خطوط أنابيب تمتد حتى البحر الأحمر غرب المملكة، وبحر عمان على التوالي، لتجاوز أية عراقيل قد تطرأ على مضيق هرمز.
وتدير شركة أرامكو السعودية خط أنابيب النفط الخام الذي تبلغ طاقته 5 ملايين برميل يوميا بين الشرق والغرب ووسعت مؤقتا سعة خط الأنابيب إلى 7 ملايين برميل يوميا في 2019، عندما حولت بعض خطوط أنابيب سوائل الغاز الطبيعي لقبول النفط الخام.
وتربط الإمارات العربية المتحدة حقولها النفطية البرية بمحطة الفجيرة للتصدير على خليج عمان، بخط أنابيب بطاقة 1.5 مليون برميل يومياً.