بزشكيان يقدم للبرلمان قائمة بأسماء أعضاء الحكومة الجديدة
طهران – رشّح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، كبير المفاوضين السابق في المحادثات النووية بين طهران والقوى العالمية عباس عراقجي لمنصب وزير الخارجية ضمن قائمة التشكيلة الحكومية التي قدمها اليوم الأحد للبرلمان للمصادقة عليها.
ويشير اقتراح عراقجي إلى هذا المنصب إلى رغبة إيرانية في تحريك الركود الذي أصاب المفاوضات النووية قبل أي تغييرات سياسية قد تطرأ في الولايات المتحدة التي تستعد لإجراء انتخابات رئاسية قد تعيد الرئيس السابق دونالد ترامب للحكم.
وكان الرئيس الجمهوري السابق قد انسحب أحاديا في 2018 من الاتفاق النووي للعام 2015 واعتبره ناقصا وأعاد تشديد العقوبات على إيران.
وعراقجي دبلوماسي برغماتي محنك، حاصل على درجة الدكتوراه في الفكر السياسي من جامعة كنت. كما سبق وأن شغل منصب سفير إيران لدى تركيا واليابان ومنصب نائب وزير الخارجية لشؤون آسيا والمحيط الهادي لمدة عامين قبل أن يصبح المتحدث باسم الوزارة في عام 2013 لفترة قصيرة.
وفي عهد وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف (حكومة الرئيس حسن روحاني)، كان عراقجي ثاني أكثر المسؤولين نفوذا في الخارجية الإيرانية، وشغل مناصب مثل نائب الوزير للشؤون القانونية والدولية ونائب الوزير للشؤون السياسية.
ووفق المصدر ذاته، فقد تم الإبقاء على إسماعيل خطيب وزير الاستخبارات في حكومة الرئيس السابق الراحل إبراهيم رئيسي، في منصبه.
كما تم ترشيح عبدالناصر همتي رئيس البنك المركزي الإيراني سابقا، وزيرا للاقتصاد، في حين تم اقتراح محسن باك نجاد لتولي منصب وزير النفط.
وشغل باك نجاد منصب نائب وزير النفط للإشراف على الموارد الهيدروكربونية من عام 2018 إلى 2021. وكان عضوا في مجلس إدارة شركة حقول النفط المركزية الإيرانية من عام 2000 إلى 2007. وعمل من عام 2005 إلى 2007 مديرا للتخطيط في الشركة، ثم شغل منذ ذلك وحتى عام 2013 منصب نائب مدير التخطيط المتكامل في الشركة الوطنية الإيرانية للنفط.
كما تضمنت قائمة الوزراء المرشحين كل من أحمد ميدري لوزارة التعاون والعمل والرعاية الاجتماعية، وغلام رضا نوري قزلشة لوزارة الزراعة، وأمين حسين رحيمي لوزارة العدل، وعزيز نصير زاده لوزارة الدفاع، ومحمد أتابك لوزارة الصناعة والتعدين والتجارة، وحسين سيمايي صراف لوزارة العلوم والبحوث والتكنولوجيا، وعباس صالحي لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، واسكندر مؤمني لوزارة الداخلية، ورضا صالحي أميري لوزارة التراث الثقافي والسياحة، وعباس علي آبادي لوزارة الطاقة، وأحمد دنيامالي لوزارة الرياضة والشباب، بينما ضمت مقترح لامرأة وحيدة وهي فرزانة صادق، التي تم ترشيحها لوزارة الطرق والتنمية، وفق وكالة الأنباء الإيرانية (أرنا).
ومن المقرر أن تتم مراجعة كفاءة الوزراء المقترحين من قبل النواب في اللجان البرلمانية هذا الأسبوع. وستتم المناقشة والتحقق من مؤهلات المرشحين للحقائب الوزارية في جلسة عامة لمجلس الشورى الاسلامي على دفعتين في قاعة البرلمان في 17 أغسطس/آب. ليتم التصويت لمنحهم الثقة في 21 أغسطس/آب الجاري.
وكان بزشكيان قد عين الأسبوع الماضي وزير الخارجية السابق ومهندس الاتفاق النووي الإيراني جواد ظريف مساعد له للشؤون الإستراتيجية.
ويعدّ ظريف شخصية بارزة في السياسة الإيرانية وتميزت فترة عمله وزيرا للخارجية بدوره المحوري في التفاوض على البرنامج النووي الإيراني، واعتبرته جهات سياسية إيرانية دبلوماسيا مقتدرا يمكنه التعامل مع القوى العالمية مع حماية مصالح إيران الإستراتيجية.
وتعهّد الرئيس الإيراني، خلال حملته الانتخابية ببذل جهود لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع قوى دولية بينها الولايات المتحدة، الذي يفرض قيودا على الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات، إضافة إلى إعادة تنشيط المفاوضات بعد أن تعثرت ووصلت إلى طريق مسدود خلال عهد الرئيس الراحل رئيسي.
لكن معظم التوقعات تذهب إلى أن لا تغيير سيحدث في إيران إذ أن صلاحيات الرئيس الإيراني محدودة، فالكلمة الفصل في السياسة الخارجية تعود للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي وأي تغيير قد يطرأ يبقى مرتبط بتغير المرشد وبمن سيخلفه على رأس أعلى هيئة دينية وسياسية تحدد مسار العلاقات الخارجية.
ويمتلك النظام الإيراني حاليا أكثر من 142 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمائة، وهو ما يظهر زيادة قدرها 20 كيلوغراما مقارنة بما كان في فبراير/شباط من العام الماضي، وفقا لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.