الحوثيون يعينون أحمد الرهوي رئيسا للحكومة خلفا لبن حبتور
صنعاء - أعفت جماعة الحوثي عبدالعزيز بن حبتور رئيس حكومة الأمر الواقع في صنعاء من منصبه وعينت أحمد غالب ناصر الرهوي القيادي في حزب المؤتمر الشعبي (حزب الرئيس اليمني الأسبق الراحل علي عبدالله صالح) خلفا له في قرار لم توضح تفاصيله، لكن وكالة سبأ التابعة للمتمردين قالت إنه جرى تعيين بن حبتور عضوا في المجلس السياسي الأعلى الذي يقوده مهدي المشاط.
وكلفت المجلس الرهوي بتشكيل حكومة ما سماها "التغيير والبناء"، بينما يأتي ذلك على وقع جهود مستمرة أممية وسعودية لدفع طرفي الصراع إلى مفاوضات تؤسس لعملية سياسية وتمهد لوقف الحرب الدائرة منذ العام 2014 بعد انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية بقوة السلاح.
وعزت الجماعة المدعومة من إيران والتي تسيطر على الكثير من المحافظات اليمنية، قرار التعيين إلى "الظروف الراهنة ومقتضيات المصلحة الوطنية العليا"، دون تفاصيل، فيما يبدو إشارة إلى حالة الهدوء النسبي وسط حراك سياسي ودبلوماسي لإنهاء الأزمة بدفع من الرياض التي انتهجت سياسية دبلوماسية جديدة تقوم على تصفير المشاكل والتركيز على تنفيذ خطة تحولات اقتصادية واجتماعية عميقة.
وينحدر الرهوي من محافظة أبين جنوبي اليمن وسبق أن عيّنته الجماعة محافظا لها (أبين) منذ 2016، غير أنه ظل يمارس عمله من العاصمة صنعاء، لخضوع المحافظة لسيطرة الحكومة الشرعية.
كما سبق له أن شغل منصب مدير عام مديرية خنفر في أبين إبان فترة حكم الرئيس االأسبق علي عبدالله صالح وينتمي إلى حزب المؤتمر الشعبي العام في نسخته الحوثية.
والرهوي هو نجل الشخصية السياسية والواجهة الاجتماعية والقبلية غالب ناصر الرهوي الذي تم تصفيتة في سبعينات القرن الماضي وابن عم الشيخ الراحل بالليل شيخ الرهوي، وهو ما يفسر إلى حد ما أسباب تعيينه رئيسا لحكومة الحوثيين.
وتنتشر قبيلة الرهوي في باتيس وحطاط ومجبلة والكيده ويعد رئيس حكومة الحوثيين الجديد من أبرز الشخصيات الاجتماعية بأبين.
كما تعرض لكثير من محاولات الاغتيال وأصيبت أسرته وقامت عناصر من تنظيم القاعدة بتفجير منزله الوحيد في باتيس بمحافظة أبين فاضطر للانتقال إلى العاصمة صنعاء في العام 2015.
وبعد تفجير منزله في أبين من قبل عناصر تنظيم القاعدة ونزوحه إلى صنعاء في العام 2015، عين أوائل العام 2018 من قبل حكومة صنعاء التابعة للمجلس السياسي الأعلى محافظا لمحافظة أبين ثم عين في مارس 2019 عضوا في المجلس السياسي الأعلى.
وتعمل جماعة أنصار الله الحوثية من خلال هذا التعيين على استقطاب قبيلة الرهوي واحتوائها والاستفادة من قدرة رئيس الحكومة المعين على تطويع المناوئين لسياسات المتمردين.
وفي ظل تهدئة حالية منذ نحو عامين، يواجه اليمن منذ نحو 10 سنوات حربا بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية والإمارات، وقوات جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، والمسيطرة على محافظات بينها العاصمة صنعاء.