هزاع البراري يغوص في 'البحر الأسود المتوسط'

المسرحي الأردني يرصد في روايته التحولات والتشوهات والانكسارات الفردية والمجتمعية.

صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت الرواية السادسة للروائي والمسرحي الأردني هزاع البراري، والتي تقع في 256 صفحة، والرواية ترصد التحولات والتشوهات والانكسارات الفردية والمجتمعية منذ ما سمّي الربيع العربي، وتنتهي أحداث الرواية مع وقوع زلزال تركيا المدمر، إذن هي بين زلزالين كبيرين، إذ تتجول الشخصيات في حوض البحر الأبيض المتوسط الشرقي منه والجنوبي بشكل أساسي، ليمتد مسرح الرواية على رقعة واسعة من شواطئ البحر الأبيض، وتقع هذه الشخصيات تحت نتائج تحولات جذرية وانكسارات غائرة في الذات الفردية والجمعية، مستجيبة بذلك لحالة التشظي الكبرى التي عانت منها المنطقة، من ويلات حروب محلية وإقليمية لا تتوقف.

ترصد الرواية من خلال شخوصها ما يجري في المكان والزمان، وأثر كل هذه الاهتراءات التي أصابت إنسان منطقة حوض البحر الأبيض خاصة البلدان العربية، وتكشف جزءا من تراكمات حالة الخذلان العامة، وغياب البوصلة في عدد من المفاصل المؤثرة، وكأن قدرا فجائعيا يلاحق هذه الشطآن ويدفع بسكانها لمكابدة موت مستمر يأتي بأشكال وطرائق مختلفة، وكأن أمواج البحر تصيب اليابسة بعدوى الاهتزاز وعدم الاستقرار الذي تجلى بواقع الشخصيات، وحالة العطب التي أصابت أحلامها وفتت أماكنها وشظت زمنها، فتواصل المسير في حالة من اللايقين.

الرواية تنتصر للحالة الإنسانية/المجتمعية بعيدا عن السياسة وتعقيداتها ومنعطفاتها الكثيرة، فيكون الفرد/المجتمع هو البطل الحقيقي، وصاحب الحضور الطاغي في الرواية. كما أن تاريخ الشخصي لعدد من هذه الشخصيات يستدعي مفاصل مهمة من تاريخ المنطقة منذ نكبة 1948 ونكسة 1967 وأحداثا من الحرب اللبنانية منذ أواخر عقد سبعينات القرن الماضي، فالشخصيات والأحداث تتحرك عموديا أو أفقيا وتؤشر بارتجاف نحو المستقبل القريب، هي التحولات الكبرى التي ألقت بظلالها على البحر الأبيض فبدل أن يستفحل فيه البياض، بدأ يكتسي باللون الأسود وكأنه خزان عملاق للفحم المذاب.

الأحداث تؤشر بارتجاف نحو التحولات الكبرى التي ألقت بظلالها على البحر الأبيض فبدل أن يستفحل فيه البياض، بدأ يكتسي باللون الأسود

وهزاع البراري روائي وكاتب مسرحي، من مواليد حسبان /ناعور، حاصل على كالوريوس علوم اجتماعية، شغل منصب أمين العام لوزارة الثقافة الأردنية سابقا، عضو رابط الكتاب الأردنيين، وعضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب. حائز على جائزة عويدات اللبنانية لأفضل رواية في الوطن العربي لعام 2001. وجائزة محمـد تيمـور المصـريـة لأفضـل نـص مســرحي عـربي 2004. وجائزة أفضـل تأليف مسـرحي عـن مسـرحية "ميشع يبقى حيــا" في الأردن لعام 2001. وجائز الدولة التشجيعية في الآداب عن السيناريو للعام 2008 صدرت بإرادة ملكية سامية. وجائزة أبوالقاسم الشابي التونسية لأفضل نص مسرحي عن نص "قلادة الدم" 2009. وجائزة مهرجان المسرح الأردني 2009 لأفضل نص مسرحي عن مسرحية "ميشع يبقى حيا" (فوز للمرة الثانية). وبعض الجوائز المحلية الأخرى مثل جائزة رابطة الكتاب للرواية لغير الأعضاء عام 1995. وجائزة الشيخ سلطان القاسمي/ الهيئة العربية للمسرح - فئة النص الموجه للكبار، المركز الأول عام 2016.

وله من الإصدارات: "الجبل الخالد" (رواية)، "حواء مرة أخرى"  (رواية) 1995، "الغربان" (رواية)، "الممسوس" (مجموعة قصصية)، "العُصاة" (نصوص مسرحية)، "قلادة الدم" (مسرحية)، "تراب الغريب" (رواية)، "أعالي الخوف" (رواية)، "تجاعيد الفراغ" (نصوص).

وله في الدراما: "دروب الحنة" مسلسل، مسلسل "نقطة وسطر جديد"، "أزمنة الحب والحنين" مسلسل، ومسلسل إذاعي "قصة وحكاية"، مسلسل إذاعي "صور اجتماعية"، تمثيلية إذاعية "دفن المرحوم"، المشاركة في كتابة دراما البرنامج التلفزيوني "الحكي إلنا".

وكتب للمسرح: مسرحية "العرض المجهول" مهرجان المسرح 1997. مسرحية "حلم أخير" مهرجان المسرح 1998. مسرحية "مرثية الذئب الأخيرة" 2000. مسرحية "العُصاة" مهرجان المسرح 2003. مسرحية "الناي والنهر" مهرجان المسرح 2004. مسرحية "قلادة الدم" مهرجان المسرح 2003. ومسرحية "هانيبال" مهرجان المسرح 2005.