البعث يعاقب مئة عضو بالطرد لتظاهرهم في السويداء

الخطوة تعد الأولى في نوعها بالسويداء من حيث عدد الأعضاء المفصولين دفعة واحدة، في ظل تصاعد حملة الرفض الشعبي لحزب البعث في المحافظة.

السويداء (سوريا) - فصلت القيادة المركزية لحزب البعث في سوريا 100 عضو في السويداء من صفوف الحزب، بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات التي تشهدها المحافظة منذ عام.

وقالت شبكة "السويداء 24" الثلاثاء إنها اطلعت على وثيقة صادرة عن القيادة المركزية للحزب في 28 من أيار/مايو الماضي، تقرر فيها طرد 100 عضو عامل من الحزب في فرع السويداء.

تتألف الوثيقة من صفحتين وتحتوي على الأسماء الثلاثية للأعضاء المفصولين مع أرقامهم الحزبية، وجرى إرسالها من القيادة المركزية للحزب، إلى قيادة شعبة صلخد جنوب السويداء، وعُممت على جميع الشعب والفرق الحزبية في المحافظة لاتخاذ إجراءات فصل الأعضاء المذكورين.

ولم تذكر الوثيقة أسباب الطرد، لكن من خلال التدقيق في الأسماء المفصولة من الحزب، يتضح أن العديد منهم شاركوا في المظاهرات التي اندلعت في السويداء منذ أغسطس/ آب 2023، ولا يزال بعضهم يشارك في المظاهرات وفق ما ذكرت "السويداء 24".

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بعض الأعضاء المفصولين لم يحضروا أي اجتماع حزبي منذ عام 2014، وانتسبوا لحزب البعث في وقت سابق.

وأشار إلى أن هذه الخطوة تعد الأولى في نوعها بالسويداء من حيث عدد الأعضاء المفصولين دفعة واحدة، في ظل تصاعد حملة الرفض الشعبي لحزب البعث في المحافظة.

والثلاثاء تظاهر العشرات من السوريين في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، بمناسبة اقتراب الذكرى السنوية الأولى للحراك السلمي لأبناء المحافظة.

ويطالب المتظاهرون بالحرية والتغيير السلمي للسلطة، وإسقاط النظام وحكومته، وتنفيذ القرارات الدولية، وعلى رأسها القرار 2254، بالإضافة إلى الإفراج عن جميع المعتقلين في السجون، وفقا للمرصد.

ونقلت شبكة السويداء عن مصدر من حزب البعث قوله إن قيادة فرع الحزب في السويداء طالبت مطلع العام الجاري الفرق الحزبية، بإيفادها بأسماء البعثيين المشاركين في المظاهرات، ثم رفعت تلك الأسماء إلى القيادة المركزية في فبراير/شباط الماضي واقترحت طردهم.

ومنذ الشهر الأول للاحتجاجات التي شهدتها السويداء في أغسطس/ آب 2023، أغلق محتجون مراكز حزب البعث في قرى وبلدات من المحافظة، عقب تعرض محتجين لإطلاق نار، من قبل مجموعة أمنية كانت تتمركز في مبنى الحزب بمركز مدينة السويداء، دون إصابات أو أضرار.

وعقب ذلك واجه حزب البعث في السويداء حملة رفض شعبية غير مسبوقة، أدت إلى إغلاق العديد من مقراته خلال الأشهر الماضية.

وحوّل المحتجون بعض تلك المقرات الحزبية إلى مراكز تعليمية وخدمية، بينما لا تزال الغالبية منها مغلقة.

وبين الحين والآخر، يدخل محتجون في محافظة السويداء إلى الأفرع الحزبية، وتبدو الأوضاع متجهة نحو إفراغ المحافظة من المؤسسة البعثية، التي سبق واعتبرها الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، أنها إحدى مؤسستين يعاني منهما الشعب السوري، إلى جانب المؤسسة الأمنية.

وفي 17 من آب الحالي، يكمل الحراك السلمي في السويداء عامه الأول، حيث واظب المحتجون على الخروج في المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام طوال الأشهر الماضية.

وكان أطلق حزب البعث الحاكم في سورية في مارس/آذارالماضي عملية انتخابية جديدة لاختيار قيادات لشُعَبه وفروعه وممثلين للاجتماع الموسَّع للجنة المركزية لاختيار قيادة مركزية جديدة، وهي المرة الأولى التي يتم بها اختيار القيادة عَبْر الانتخاب، وكانت بالسابق تتم من خلال نظام يُسمَّى الاستئناس الحزبي، وهو عبارة عن نظام تزكية من القيادة إلى القواعد لأشخاص معينين يتم بعدها انتخابهم من القواعد، ثم تقوم القيادة بالتصديق عليهم وتسميتهم بمناصب قيادية بالحزب.  

ووصف الرئيس بشار الأسد الانتخابات الجديدة لحزب البعث بالمفصلية والاستثنائية والحيوية، وأطلق الحزب شعاراً انتخابياً "صوِّتْ لبعث أفضل".
ولم يُقدّم الحزب أي تعداد لأعضائه من عاملين وأنصار لكن تُشير مؤشرات عملياته الانتخابية إلى وجود قُرابة نصف مليون عضو منتسب حالياً، هم بالأساس موظفو دولة وجيش وأعضاء النقابات المهنية والعمالية والطلابية.