الجزائر تتعهّد للبنان بكمية من الوقود لإعادة الكهرباء

التحويلات النقدية لمؤسسة كهرباء لبنان لتغطية الخسائر المزمنة ساهمت في زيادة الدين العام الضخم للبلاد بعشرات المليارات من الدولارات.

بيروت – تعهّدت الجزائر الأحد بتزويد لبنان على الفور بكميات من الوقود لتشغيل محطات الكهرباء، دون تحديد تفاصيل حول الكمية أو المدة الزمنية للدعم، وذلك بعد يوم من إعلان مؤسسة كهرباء لبنان نفاد إمداداتها من الوقود.

وقالت الإذاعة الجزائرية إن الوزير الأول نذير العرباوي "أجرى اليوم مكالمة هاتفية مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، لإبلاغه بالقرار الصادر عن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بالوقوف بجانب لبنان في هذه الظروف العصيبة من خلال تزويده وبشكل فوري بكميات من الوقود من أجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية وإعادة التيار الكهربائي في البلاد".

ويعاني لبنان من انقطاع الكهرباء منذ تسعينيات القرن الماضي، كما ساهمت التحويلات النقدية لمؤسسة كهرباء لبنان لتغطية الخسائر المزمنة في زيادة الدين العام الضخم للبلاد بعشرات المليارات من الدولارات.

وأعلنت المؤسسة أمس السبت انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل على مستوى لبنان، وشمل المرافق الحيوية بما فيها مطار رفيق الحريري الدولي ومرفأ بيروت والسجون ومرافق الصرف الصحي وضخ مياه الشرب.

وقالت إن إمدادات الكهرباء ستستأنف تدريجيا بمجرد تأمين إمدادات الوقود الجديدة، إما من خلال اتفاق مبادلة مع العراق أو مصادر أخرى.

وأوضحت أن آخر مجموعة وحدات إنتاجية بمحطة الزهراني (جنوب) التي تزود البلاد بالكهرباء، خرجت عن الخدمة جراء نفاد الوقود المشغل لها، مشيرة الى أن هذا التطور أدى إلى توقف التغذية بالتيار الكهربائي كليا على جميع الأراضي اللبنانية.

وكان وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض أكد الأحد أنه "قبيل منتصف الليل سيعاد تشغيل محطة الزهراني بقدرة متدنية قد تصل إلى 150 ميغاوات وذلك بعد أن تم تزويده بنحو 2000 طن من المازوت من منشآت الزهراني كمرحلة أولى، على أن يتم تزويده بـ2000 طن أخرى في الأيام القليلة المقبلة".

ولفت إلى أنّ هذا التدبير يسمح بثبات الشبكة وبتزويد مرافق حيوية بالكهرباء، في مقدمها المطار، لمدة أسبوع، على أمل أن يتخذ مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان قرارًا يتعلق بتأمين كميات إضافية من الغاز أويل".

وكان حجم إنتاج الكهرباء في لبنان يراوح بين 1600 و2000 ميغاوات يوميا، إلا أن شح الوقود في السنوات الماضية خفّض الإنتاج تدريجيا إلى مستويات متدنية غير مسبوقة.

وتعاني لبنان من ضائقة مالية مما جعلها تطبق تقنينا شديدا في استهلاك الطاقة منذ عقود. كما أدت المشاحنات السياسية إلى تعطيل خطط إصلاح قطاع الكهرباء، لكن الانقطاعات تفاقمت خلال الأزمة المالية الحالية.

وتعتمد الأسر والمؤسسات اللبنانية على الاشتراكات في المولدات الاحتياطية الخاصة، إذ أدى سوء الإدارة والفساد إلى فشل شركة كهرباء لبنان لسنوات في توفير الكهرباء على مدار 24 ساعة.

ومنذ عام 2017، أنشأ لبنان محطتين جديدتين للطاقة بمساعدة ألمانية في منطقتي ذوق والجيّة، لكنهما أخذتا في الانهيار في غضون عامين.