'أغورا' علاء الدين سليم يفوز بجائزة في لوكارنو السينمائي

لجنة تحكيم المسابقة الدولية للمهرجان السويسري تمنح الفيلم التونسي الجائزة بالإجماع لجرأته الفنية ودعوته إلى العمل لتفادي المزيد من الآفات.

تونس - فاز فيلم "أغورا" للمخرج التونسي علاء الدين سليم في عرضه العالمي الأول بجائزة "باردو فردي" (Pardo Verde) ضمن فعاليات الدورة 77 لمهرجان لوكارنو السينمائي التي أقيمت من 7 إلى 17 أغسطس/آب الحالي.

وقررت لجنة تحكيم المسابقة الدولية بالإجماع أن تمنح فيلم "أغورا" هذه الجائزة لجرأته الفنية ونزاهته وتوهجه البصري ودعوته الشاعرية إلى العمل لتفادي المزيد من الآفات.

ويتناول الفيلم مسألة الذاكرة الجماعية، وتأثيرها على الشعوب وتذكر بإخفاقات المسؤولين في الدولة. ويعالج العمل السينمائي هذه المسألة من خلال توظيف الرموز والقصص الفرعية التي تجسد التوترات الاجتماعية والسياسية في المجتمع.

ففي مدينة معزولة، حيث يعود بعض الأشخاص المفقودين بمظاهر غامضة، مما يخلق حالة من التوتر والقلق بين سكان المدينة. يتدخل "فتحي" مفتش الشرطة المحلية، ليسعى لكشف غموض عودة هؤلاء الأشخاص بمساعدة صديقه الطبيب "أمين". تتعقد الأمور عندما يصل مفتش الشرطة "عمر" من العاصمة لاستجلاء الأمر، مما يؤدي إلى انقسام بين سكان المدينة بين من يرحب بعودة المفقودين ومن يعتبر عودتهم لعنة.

وفيلم "أغورا" هو ثالث شريط طويل في رصيد علاء الدين سليم بعد "آخر واحد فينا" الذي توج بجائزة أسد المستقبل في مهرجان البندقية السينمائي سنة 2016، وفيلم "طلامس" الذي تم اختياره في قسم "نصف شهر المخرجين" في مهرجان كان السينمائي سنة 2009.

والفيلم الجديد لعلاء الدين سليم هو من إنتاج 2024 وهو مشترك بين تونس وفرنسا والسعودية وقطر، وهو عمل يجمع في بطولته ناجي كنواتي وبلال سلاطنية ومجد مستورة وسنية زرق عيونة.

وتنافس على نيل جائزة "باردو فردي" ضمن المسابقة الدولية 17 فيلما منها ما يقدم في عرضه الأول أو عرضه العالمي الأول.

وشهدت الدورة 77 للمهرجان مشاركة 225 فيلما تم تقديمها في 300 عرض توزعت على 12 قاعة سينما في لوكارنو.

وذهبت جائزة المهرجان الكبرى لـ"توكسيك" وهو فيلم ليتواني تتمحور قصته على علاقة بين عارضتين مراهقتين طموحتين تسعيان إلى الهروب من مسقط رأسهما الكئيب.

فاز هذا الفيلم الذي يشكّل أول عمل سينمائي للمخرجة ساولي بليوفايتي البالغة 30 عاما بجائزة الفهد الذهبي، بعدما تنافس مع 16 عملا آخر، عُرضت كلها للمرة الأولى في العالم. وأوضحت أصغر مخرجة شاركت في المسابقة أنّ فيلمها يروي فترة الانتقال المعقدة بين الطفولة والبلوغ.

وقالت المخرجة الليتوانية إن "الإحساس أن تكون عالقا بين عالمين وتبحث عن توجّه مناسب هو شعور عالمي".

وتشمل القائمة المرموقة للفائزين بالجوائز روبرتو روسيليني، وجون فورد، وستانلي كوبريك، وميلوس فورمان، ومايك لي، وجيم جارموش.

وفاز نجم بوليوود شاروخان (58 عاما) بجائزة باردو ألّا كارييرا التي تمنح لشخصيات كان لمساهماتها الفنية أثر في إعادة تحديد المشهد السينمائي. وعلّق من ساحة لوكارنو بالقول "أعتقد أنّ السينما كانت الوسيلة الأكثر عمقا وتأثيرا في عصرنا".

ومنح المهرجان السويسري جوائز مميزة لشاروخان وجاين كامبيون وألفونسو كوارون. وهذا الحدث السينمائي الذي تأسس عام 1946، هو أحد أقدم المهرجانات في العالم ومخصّص لسينما المؤلفين.

ويعرض المهرجان الذي يُنظَّم على ضفاف بحيرة ماجيوري، في منطقة تيتشينو الناطقة بالإيطالية (جنوب سويسرا)، أفلاما في الساحة المركزية في لوكارنو، حيث إحدى أكبر شاشات السينما في العالم. ويستوعب المكان ما يصل إلى 8 آلاف من رواد السينما. وحضر المهرجان هذا العام أكثر من 150 ألف شخص.