إيران تفصل بين ردها المرتقب على إسرائيل واتفاق الهدنة
طهران - صرح متحدث الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، بأن قرار الهجوم المرتقب على إسرائيل ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية لا علاقة له بوقف محتمل لإطلاق النار في غزة فيما يأتي ذلك متناقضا مع تصريحات سابقة لمسؤولين إيرانيين بأن تراجع طهران عن الرد مرتبط باتفاق الهدنة.
وفي المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عقده الاثنين أكد كنعاني على دعم بلاده للمحادثات التي تجري في قطر من أجل تحقيق وقف إطلاق النار. وأنها لا تسعى إلى زيادة التوتر في المنطقة، لكنها ستمارس حقها في "معاقبة إسرائيل" في الوقت المناسب.
ووصف كنعاني الولايات المتحدة بأنها طرف في المفاوضات وليس وسيطا، بسبب الدعم العسكري الذي قدمته لإسرائيل من أجل ارتكاب المجازر في قطاع غزة.
وقال "مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة غير مرتبطة بحقنا في الرد على اغتيال اسماعيل هنية على أراضينا"
وأشار متحدث الخارجية إلى تجنب بعض الدول الغربية إصدار بيانات إدانة باغتيال هنية ومنعها صدور بيان ضد إسرائيل في مجلس الأمن، وأردف "لذا نعتقد أن المطالبات بعدم الرد أمر غير حكيم ويخالف المنطق والقانون الدولي".
وأكد أنّ بلاده تدعم جهود وقف إطلاق النار ولا تسعى إلى زيادة التوتر في المنطقة، إلا أنها تعتبر اغتيال هنية في طهران بمثابة "اعتداء على سيادة إيران".
وأوضح أن طهران لا تجد أنه من "المنطقي" أن تنصح بعض الدول إيران بممارسة ضبط النفس رغم عدم اتخاذ أي خطوات ضد الهجمات الإسرائيلية، قائلاً إن "إيران ستستخدم حقها بموجب القانون الدولي لمعاقبة العدوان الإرهابي في الوقت المناسب.
ولفت إلى أنهم مستمرون في تبادل الرسائل مع الولايات المتحدة من خلال وسطاء حول مختلف القضايا.
وهددت قيادات في الحرس الثوري بالرد عسكريا على اغتيال هنية فيما عززت الولايات المتحدة من تواجدها العسكري في المنطقة لحماية الدولة العبرية.
ويتوقع ان تلجأ إيران لوكلائها في المنطقة على غرار حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن والميليشيات في العراق وسوريا لشن الهجوم.
وكانت إيران ووكلائها هاجموا في ابريل/نيسان الماضي إسرائيل ردا على نسف القنصلية الإيرانية في سوريا حيث ساعد الجيش الأميركي في اسقاط الصواريخ والمسيرات المستخدمة في الهجوم.
وفي سياق آخر أعرب كنعاني في رد على سؤال حول تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، عن دعم بلاده لذلك.
وبدعم أميركي تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 132 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.