روبوتات بشرية تزاحم البشر في مصانع 'بي إم دبليو'
واشنطن – يتسارع دخول الروبوتات ذات البنية البشرية مجال صناعة السيارات على حساب اليد العاملة البشرية، اذ بعد تسلا، بدأت شركة "بي إم دبليو" في اختبار روبوت متطور يشبه الإنسان في أحد مصانعها.
وكانت شركة "فيغر" Figure الناشئة للروبوتات وقعت قبل اشهر شراكة مع العملاقة الألمانية لإدخال الروبوت في منشأة أميركية لصانعة السيارات في الولايات المتحدة.
وخلال التجارب الأخيرة، نجح هذا الروبوت في وضع أجزاء من الصفائح المعدنية داخل أجزاء هيكل السيارة، ثم تم تركيبها لاحقا في الهيكل، وهي مهمة صعبة تتطلب لمسة إنسانية.
والروبوت الجديد، الذي يحمل اسم "فيغر 02″، وهو الأحدث في سلسلة من الابتكارات التي تهدف إلى أتمتة المهام المعقدة التي ينفذها البشر عادةً في أماكن العمل.
ووفقا لشركة بي إم دبليو، فإن الروبوت يتمتع بالقدرة على تنفيذ المهام التي ينفذها الإنسان باستقلالية تامة، ومنها العمليات التي تتطلب تنسيقا دقيقا ومعالجة دقيقة للقطع في عملية الإنتاج.
وذكرت الشركة -عبر موقعها- أنها تستخدم الروبوتات الشبيهة بالبشر في عملية الإنتاج لأول مرة.
وذكرت أنه خلال فترة اختبار استمرت عدة أسابيع، نجح الروبوت "فيغر 02" في وضع أجزاء الصفائح المعدنية داخل تركيبات خاصة في ورشة تصنيع هياكل السيارات في مصنع مجموعة بي إم دبليو بمدينة سبارتانبرغ، وهي أجزاء يتم تجميعها لتكون جزءا من هيكل السيارة. وتتطلب هذه الخطوة في عملية الإنتاج أن يكون الروبوت حساسا بصورة استثنائية.
كما تذكر الشركة أن استخدام الروبوت قد يريح العاملين من أداء المهام التشغيلية المجهدة والمرهقة.
وأوضح ميلان نيدليكوفيتش عضو مجلس إدارة شركة بي إم دبليو المسؤول عن الإنتاج أن "التطورات في مجال الروبوتات واعدة للغاية. ومع بدء الاختبار الأولي، فإننا نستكشف التطبيقات الممكنة للروبوتات الشبيهة بالبشر في مجال الإنتاج. ونسعى إلى مواكبة هذه التقنيات من مرحلة التطوير إلى مرحلة التصنيع".
يختلف استخدام الروبوتات الشبيهة بالبشر عن باقي الروبوتات الصناعية في إمكانية استخدامها في تطبيقات تجارية وربما منزلية. فعلى عكس الروبوتات الصناعية التقليدية، التي تقتصر مهمتها غالبًا على تنفيذ الأعمال المتكررة داخل بيئة خاضعة للرقابة البشرية، يجري تطوير الروبوتات الشبيهة بالبشر مثل الروبوت "فيغر 02" للتفاعل مع الإنسان والعمل بصورة مستقلة والتكيف مع بيئات عمل أكثر ديناميكية وغير متوقعة.
مثلا، إحدى أبرز مميزات الروبوت الجديد هي قدرته على التواصل اللفظي مع البشر، التي توفرها تقنيات شركة "أوبن إيه آي".
كما يتيح النموذج اللغوي البصري المدمج في الروبوت إمكانية الاستنتاج القائم على الرؤية، وهو عنصر أساسي في امتلاكه لإمكانات المنطق السليم. تشير تلك التطورات الملحوظة إلى أن الروبوتات الشبيهة بالبشر يمكنها قريبًا أن تتولى وظائف تتجاوز أرض المصنع، وربما تدخل في مجالات مثل خدمة العملاء والرعاية الصحية وحتى البيوت.
وسيتم نشر الروبوتات ذات البنية البشرية في منشأة التصنيع التابعة لشركة "بي إم دبليو" في سبارتنبرغ بولاية ساوث كارولينا، وهي أكبر مصدر للسيارات في الولايات المتحدة، والتي يعمل بها حاليا 11 ألف شخص.
وقال الرئيس التنفيذي في "فيغر" بريت أدكوك: "لقد صممنا الروبوت ليكون آمناً بجوار البشر. والعمل مع بي إم دبليو على الأتمتة في منشأة التصنيع يُعد بمثابة أداة تحقّق كبيرة بالنسبة لنا في هذا المجال".
وقد جربت شركات صناعة السيارات، من "هوندا" إلى "هيونداي"، الروبوتات البشرية لأداء أعمال متكررة وخطيرة في خطوط التجميع لسنوات.
وتأتي خطوة "بي إم دبليو" بعدما أصدرت الأميركية "تسلا" في الآونة الأخيرة، أحدث روبوتاتها البشرية قيد التطوير "أوبتيموس جين 2"، وتوقع رئيسها التنفيذي إيلون موسك ظهور مليار روبوت بشري على الأرض في أربعينيات القرن الحالي.
والاثنين قال إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا الاثنين إن الشركة ستبدأ "إنتاجا منخفضا" لروبوتات شبيهة بالبشر لتستخدمها داخليا في العام المقبل، وذلك بعد أشهر من إعلانه طرحها بحلول نهاية 2024.
وذكر ماسك في منشور على منصة التواصل الاجتماعي إكس أن شركة تصنيع السيارات الكهربائية "تأمل" رفع إنتاج الروبوتات لصالح شركات أخرى في 2026.
وكان ماسك قد قال في أبريل/نيسان إن روبوت تسلا، ويُدعى أوبتيموس، سيكون قادرا على أداء مهام في المصانع بحلول نهاية هذا العام وإنه قد يكون جاهزا للبيع في نهاية 2025.
ومن المفترض أن يملك الروبوت في نسخته النهائية قدرات جسدية مثل إمكانية تحريك جميع الأصابع بصورة مستقلة، بجانب تمتع إصبع الإبهام بدرجة من الحرية حتى يتمكن من استخدام الأدوات المختلفة.