اختفى في لبنان.. مصير غامض للمتهم الرئيس في قضية سرقة القرن
بيروت/بغداد - تضاربت الأنباء حول مصير ومكان نور زهير رجل الأعمال العراقي المشتبه بتورطه في سرقة القرن أكبر فضيحة فساد مالي هزت العراق، بينما تواصل السلطات العراقية ملاحقة عدة أسماء كبيرة في هذه القضية ومحاولة استرداد أموال الأمانات الضريبية التي جرى اختلاسها من مصرف الرافدين الحكومي.
والقضية مستمرة على وقع تعقيدات أمنية وقانونية ومرشحة للتوسع لتشمل أسماء كبيرة ستكشف عنها التحقيقات مع عدد ممن تم اعتقالهم وبعضهم أدلى باعترافات مثيرة.
وفي أحدث تطورات هذا الملف اختفى نور زهير الذي يعتقد أنه زار لبنان وغادرها بعد أن مكث فيها لمدة ثلاثة أيام، فق ما نقلت وسائل إعلام لبنانية عن مصدر أمني محلي.
ونقلت وكالة شفق نيوز العراقية الكردية عن المصدر الأمني قوله إن المعني لم يمض في بيروت سوى 3 أيام، من دون أن يؤكد أو ينفي صحة ما تردد عن تعرض نور زهير لحادث سير خطير.
وأبدت مصادر مسؤولة في مستشفى 'سانت تيريز' في وسط بيروت المنطقة التي قيل إن زهير أصيب فيها، تحفظها على مما تردد من معلومات عن حادث السير. وقالت إنه لا يمكنها لأسباب طبية مهنية، تأكيد أو نفي وجود رجل الأعمال العراقي المشتبه بتورطه في سرقة القرن، في المستشفى، "أو ما إذا كان دخل المستشفى من الأساس بعد التقارير التي تحدثت عن تعرضه لإصابات خطيرة في حادث سير".
وفي المقابل أيضا نفت مصادر في الهلال الأحمر اللبناني وهيئة الدفاع المدني أن يكون لديها ملف باسم نور زهير أو ما يفيد بتعرضه لحادث ونقله لايا من المستشفيات في بيروت، وفق الوكالة العراقية الكردية.
وشددت الهيئتان اللبنانيتان على أنه لا تقارير لديهما حول هذه الحالة وأنهما لم تنقلا جريحا في الحادث المشار إليه في منطقة بوسط بيروت، في تناقض مع ما أوردته وسائل اعلام لبنانية يوم الجمعة الماضي حين تحدثت عن تعرض رجل الأعمال العراقي الفار إلى حادث سير خطير كاد يودي بحياته.
وأشارت إلى أنه تم نقل زهير إلى مستشفى ببيروت حيث تلقى الإسعافات الأولية، بينما كان من المقرر أن يسافر إلى العراق لحضور جلسة المحكمة الجنائية المركزية في بغداد لمحاكمته في 27 من الشهر الجاري.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من ظهور نور زهير على إحدى القنوات التلفزية مدافعا عن نفسه ومهددا بكشف أسماء كبيرة وتفاصيل حول قضايا فساد مالي في العراق، بينما يثير اختفاؤه في هذه الظروف وعقب تصريحات أسئلة حول مصيره أو إمكانية تعرضه لمكروه ما استباقا لأي معلومات وأسماء قد يكشفها خلال مثوله أمام القضاء العراقي.
ويبقى حادث السير مثار تساؤل وما اذا كان حقيقة أم سيناريو مفبرك للهروب من المحاكمة. كما يبقى اختفاؤه مجرد فرضية تطرح بقوة في خضم ملف من أكبر ملفات الفساد كشف في الوقت ذاته عن نفوذ قوي للوبيا الفساد المالي والسياسي في بلد تفاقمت فيه التدخلات السياسية وظاهرة الإفلات من العقاب.
وتم الكشف عن سرقة القرن في العام 2022 بعد اختفاء 2.5 مليار دولار من الأمانات الضريبية من خلال ائتلاف من 5 شركات نفطية بوساطة صكوك وهمية.
واعتقل نور زهير على اثر ذلك في أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته باعتباره مشتبها رئيسيا في سرقة القرن كونه يرأس مجلس إدارة إحدى الشركات المتورطة في القضية قبل أن يفرج عنه بكفالة بعد أن أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استرجاع نحو 5 بالمئة من الأموال المنهوبة، مقابل تعهد زهير بتسليم كامل المبالغ المسروقة خلال أيام.
كما صدرت أوامر اعتقال واستدعاء عدد من المسؤولين السابقين المقربين من رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي بينهم وزير ماليته علي علاوي ومدير مكتبه (الكاظمي) رائد جوحي وآخرين.
وكانت محكمة مكافحة الفساد قد حددت يوم 14 أغسطس/اب الحالي موعدا لمحاكمة نور زهير، لكنها اضطرت إلى تأجيل الجلسة إلى 27 من الشهر ذاته لعدم حضور المتهم.
واتهم نور زهير في مقابلة مع قناة 'الشرقية' العراقية نائبا لم يذكره بالاسم بمحاولة ابتزازه نافيا عن نفسه كل التهم المنسوبة إليه واصفا سرقة القرن بأنه "كذبة القرن" وأن جميع الأموال المتهم بنهبها جرى تدقيقها وأنها ليست سوى مستحقاته.