يونسكو تختار موقعا سعوديا ضمن أجمل المعالم الجيولوجية العالمية
مكة المكرمة (السعودية) - تم توثيق فوهة الوعبة "مقلع طمية" في اليونيسكو كأحد أجمل 100 معلم جيولوجي في العالم، وفق ما كشفت عنه هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية أثناء مشاركتها في فعاليات المؤتمر الجيولوجي الدولي السابع والثلاثين بمدينة بوسان بكوريا الجنوبية.
و"مقلع طمية" أو ما يعرف علميا بفوهة الوعبة هو فوهة عميقة في الأرض بقطر دائري يبلغ 3 كيلومترات وبعمق 380 مترا، وتعد من أكبر الفوهات من نوعها في الشرق الأوسط، كما أضحت مقصدا سياحيا ومعلما بارزا للعديد من الجنسيات التي تزور محافظة المويه في منطقة مكة المكرمة.
ويتميز وسط فوهة الوعبة وأقطاب جهاتها المختلفة بملامح وأشكال هندسية طبيعية، وبوجود طبقات ملحية مُشاهدَة في قاع الفوهة.
و"المقلع" عبارة عن تجويف عميق في الأرض حدث بشكل دائري، يحيط بأطرافه العديد من النباتات البرية التي تنمو بعد هطول الأمطار، وعدد من أشجار الدوم والنخيل.
كما تعتبر فوهة الوعبة واحدة من أكبر وأروع الفوهات البركانية في العالم، وتقع في حرة كشب على بعد نحو 270 كم شمال شرق مدينة جدة جيولوجيا، وتعد الفوهة واحدة من أكبر براكين المار الجافة في العالم، وهي جزء من حقل بركاني أحادي المنشأ يضم 175 بركانا صغيرا، وتتراوح أعمارها بين 2 مليون إلى بضع مئات الآلاف من السنين، وتغطي مساحة تقدر بنحو 6000 كيلومتر مربع.
ويعد مشروع تطوير "مقلع طمية" الذي دشنه الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، من المشروعات السياحية الاستثمارية الأولى في محافظة الطائف التي تم توقيع اتفاقية تنفيذه مع القطاع الخاص بعد إعلان رؤية المملكة 2030، بناءً على الاتفاقية التي تم توقيعها بين هيئة السياحة والتراث الوطني وشركة الطائف للسياحة والاستثمار (الطائف سما) بإشراف مركز التكامل التنموي بإمارة منطقة مكة المكرمة.
وشهد الموقع تحسينا وتطويرا يستقطب الباحثين في علم الجيولوجيا والتاريخ، ويحتضن العديد من مرافق الخدمات العامة التي شيدت بمعايير صديقة للبيئة، وهي عبارة عن مركز للزوار وقاعة عرض رقمية ومطلات طبق فيها الهوية التاريخية للموقع، واعتمد في عملية الإنشاء والتشييد على صخور بركانية صلبة سوداء اللون، وممرات ومرافق مطلة على الفوهة ومواقف سيارات وحافلات، وخدمات الكهرباء المتطورة والاتصالات.
ووفق وكالة الأنباء السعودية "واس"، فإن الروايات تعددت حول مقلع طمية أو فوهة الوعبة ما بين الحقيقة والخيال، وأصبحت مضربا للقصص والأساطير التي توارثتها الأجيال، وبغض النظر عن تلك الروايات إلا أن "المقلع" يعد معلما تاريخيا بارزا يكتنز خلفه العديد من الأسرار التي لم تُكتشَف حتى الآن.
وكانت السعودية أعلنت قبل ذلك عن تسجيل "المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية" الواقعة بمنطقة الرياض في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، بوصفه موقعا ثقافيا يمتلك قيمة عالمية استثنائية للتراث الإنساني، وذلك خلال اجتماعات الدورة السادسة والأربعين للجنة التراث العالمي المنعقدة بمدينة نيودلهي في جمهورية الهند خلال الفترة من 22 إلى 31 يوليو/تموز.