عراقي يحيي تجارة الأشرطة الصوتية الكلاسيكية
بغداد - لا تزال أشرطة الكاسيت الكلاسيكية التي كانت يوماً ما الوسيلة المفضلة للملايين للاستماع إلى الموسيقى حيةً في متجر صباح السوداني في العاصمة العراقية بغداد الذي يضم مجموعة ضخمة تقارب الآلاف.
ومنذ 45 عامًا، يعمل السوداني في مجال بيع الأشرطة الصوتية في متجره الصغير بالإضافة إلى ملصقات لمطربين مخضرمين عراقيين وعرب.
ورغم أن التطور التكنولوجي قلل من شعبية أشرطة الكاسيت، وأدى إلى تلاشيها مع التحول نحو الموسيقى الرقمية، إلا أن التاجر العراقي لم يتوان عن بذل جهودٍ حثيثة للحفاظ عليها وحمايتها من الاندثار.
ويقول السوداني "منذ السبعينيات وأنا أشتري وأبيع أشرطة الأشرطة ولم أترك هذه المهنة أبداً، بل حرصت على جمعها وصنعت منها مجموعة كبيرة. لدي الآن حوالي 250 ألف شريط كاسيت"، مضيفا أنه يوفرها لمتجره من بغداد ومن خارجها ومن دول عربية وأجنبية.
وأردف "رغم أن العديد من الناس يفضلون الوسائل الحديثة للاستماع للموسيقى، إلا أن البعض لا يزال يفضل الأغاني على الأشرطة الصوتية فلها نكهة مختلفة وطابع خاص لأنها تحمل ذكريات الأجداد والأقارب والأصدقاء وعواطف وعبق الماضي، ولا يمكن للهواتف والتكنولوجيا أن تحل مكانها".
ومضى قائلا "أشتري أشرطة الكاسيت المستعملة أيضًا حيثما وجدت... لدي ثلاث غرف مليئة بالأشرطة والأقراص المدمجة وأسطوانات الغرامافون الكلاسيكية ولدي أيضاً نسخ نادرة لأغانٍ تركية وأجنبية وأخرى للفنان التركي الشهير إبراهيم تاتليسس" مشيرا الى أنه يملك أيضا أشرطة أصلية لتلاوات القرآن الكريم قد يصل سعر بعضها إلى 200 ألف دينار عراقي (حوالي 120 دولارًا).
وتابع "في السبعينيات، كنا نحمل أجهزة تشغيل الكاسيت التي عرفت في ذلك الوقت باسم وكمان (Walkman)، كنا نحمل هذه الأجهزة ونتجول في الشوارع مستمعين إلى الموسيقى".
ولفت التاجر العراقي إلى أن وضع السوق في بغداد قد تغيّر مؤخرًا، فنشاطه المكثف على مواقع التواصل الاجتماعي جعل الناس الذين كانوا يبيعونه أشرطتهم القديمة يأتون الآن إليه لشرائها.
وقال صلاح سعد طالب جامعي عراقي لدي اهتمام بهذا النوع من الأشرطة، ولدينا في المنزل مجموعة من أسطوانات الغرامافون الكلاسيكية، مضيفا "أتيت للبحث عن نسخ لبعض المغنين القدامى باللغة الإنكليزية... أحب الماضي وأشعر بالحنين إليه".